اعتبر الخبير الاستراتيجى إلياس إبراهيم أن ما يثار حول تسليم روسيا بطاريات من نظام صواريخ (اسكندر) لسوريا يعتبر خطوة مفاجئة تحمل ردا قوى النبرة على التصعيد الذى قام به حلف شمال الأطلنطى (ناتو) بنشر صواريخ (باتريوت) على حدود سوريا فى تركيا.

وحول تفسير الخطوة الروسية من الناحية الإستراتيجية، قال إبراهيم، اليوم الخميس، إن هذه الخطوة تشير إلى أن الصراع الدولى حول سوريا يفهم منه أن روسيا استمرت فى تبنى نظرية أن دمشق تمثل مسألة أمن قومى لها وهى خط أحمر لا يمكن تجاوزها بالنسبة لأمن الأراضى الروسية.

وأشار إلى أن هذه الخطوة المفاجئة تعنى أن روسيا تدافع بكل قوة عن سوريا ، وهى مستعدة لأقصى درجات المواجهة فى هذا الموضوع، مؤكدا أن صواريخ (اسكندر) متميزة وتفوق "الباتريوت" من الناحية العسكرية.

وحول إمكانات (إسكندر) التى يتميز بها عن صواريخ (باتريوت)، أوضح إبراهيم أن (إسكندر) هو سلاح استراتيجى بمنظومة (أرض- أرض) ، ويمكن استخدامه كسلاح (أرض- جو) من خلال صواريخ تحمل رؤوسا بقوة تدميرية أكبر ويمكن أن تزود بها الطائرات ، بحيث تصبح ذات فاعلية أكبر وقوة تدميرية أعلى من صواريخ (باتريوت) التى تعتبر سلاحا دفاعيا.

وأضاف إبراهيم إن صواريخ (باتريوت) عاجزة عن مواجهة صواريخ (إسكندر) فى حال التصادم ، وأن ذلك ظهر سابقا عندما هددت روسيا بنشر الأخيرة فى أراضى بولندا ووجهتها ضد الدرع الصاروخى لحلف الناتو الذى يعتمد أساسا على الأولى، أما عن تفسير هذه الخطوة من الناحية الجيوسياسية، فقال الخبير إن قرار روسيا رفض أى تطبيق لحظر جوى فوق سوريا كان مقررا مسبقا، وقد ظهر جليا من خلال استخدامها للفيتو فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، والآن عندما انتقل الموضوع إلى الالتفاف حول قرارات مجلس الأمن أبلغت روسيا الغرب صراحة أن التفافهم حول الشرعية الدولية سيواجه بالتصادم معها عسكريا.

وكانت أنباء تحدثت عن تسليم السفن الروسية التى رست فى ميناء طرطوس أمس الأربعاء منظومة من صواريخ (إسكندر) للجانب السوري.