صدر مؤخرا عن دار مدار كتاب جديد بعنوان "تأملات إبداعية فى الشعر والنثر عند ميخائيل نعيمة" للدكتورة عفاف عبد الله يمانى، حيث يتناول الكتاب فى فصوله عددا من المحاور منها عالم الشاعر ومنابع تكوينه الثقافى والأدبى ورحلته العلمية ودراسته للأدب العربى والروسى وإقامته فى الولايات المتحدة الأمريكية واتصاله بالثقافات والفكر الغربى وتأثير الفكر المسيحى والفلسفة الدينية وعناصر التكوين والإحياء فى شخصه..

وتخصص الدكتورة عفاف فصولا لبحث قضايا التحرر اللغوى عند كل من الشعراء جبران ونعيمة والريحانى وآراء النقاد المحدثين فيها مؤكدة أن ميخائيل نعيمة شخصية موسوعية فقد جمع الشعر والنقد والرواية والمسرح والسيرة الذاتية، إلا أنه تميز فى مجالى الشعر والنقد وكان فنه ولا سيما شعره صدى مخلصا لتصوراته النقدية ونقده دفاعا متواصلا عن المثال الأدبى الذى ارتأى فيه التحقق الجمالى فى الأدب..

وكان نعيمة يملك روحا تأملية ظهرت بدرجات متفاوتة فى شعره ومقالاته وفى رؤيته النقدية وجعلته يتلمس الجمال فى كل ما خلق الله حتى فى الجماد وفى الحجر وجعلته يغوص فى فكره الفلسفى إلى عمق الحياة التى يقول عنها "الحياة لا تموت المحبة لا تموت الضمير لا يموت الإيمان لا يموت الذات التى هى أنت لا تموت حتى وإن ذابت فى النهاية فى ذات أمك الحياة ففى ذوبانها حياتها" وقد تمحورت معظم كتاباته حول أفكاره الفلسفية المتصلة بالحياة والموت أو الوجود والعدم.

وترجع الأديبة فى دراستها هذه الرؤية التأملية وذلك الفكر الفلسفى للشاعر إلى عوامل رصدتها فهو من سلالة عربية أصيلة تدين بالمسيحية على المذهب الأرثوذكسى وكان أبوه فلاحا بسيطا يشتغل بالزراعة فى قرية بسكنتا اللبنانية الصغيرة ذات الطبيعة الخلابة والتى ما برح نعيمة أن جعلها كتابه السحرى الذى يقرؤه بشوق ونهم وعشق ويسمع من خلاله خرير مياه الينابيع الغزيرة..