الصندوق ( قصة قصيره )
عشرون عام واكثر
لم تغادر ذلك الباب جائت بصندوق العروس هدية من امها به قطع قماش مزركشه مزينه وبعض المجوهرات التقليديه

رحلت بجرة قلم ؟؟

تحيطها علامات التساؤل المرير عن ذاكرة مخزونه بالربيع حينا والصقيع حينا
كيف ولماذا ولما ؟؟


ومن اجل من ؟؟
وهل حقا حدث هذا الشرخ بشجرة السنديان بعد مرور تلك الفصول

كانت قطعة منه جزء من حواسه ترنيمته الاولى والاخيره رفيقة وسادتها الحريريه

يشتم عطرها عابق بكل زوايا البيت تعلمت على يديه اسرار الحياه
شكلها براحتيه كما يشتهي كانت مرنه كقطعة اسفنجيه تمتص كل غضبه ونزواته وصخبه عاصفته وهدير موجه

انجبت منه براعم تفتحت كبرت ازهرت
تسامرو مساء عند موقد الشتاء يحتسون شاي دافىء مع ورق الزعتر كانت تخشى على صدره من لفائف السيجار
تمنحه تعويذه يوميه
ترقيه بالبخور مخافة على سيد البيت واطفالها الصغار

عشرون عام واكثر امسى ذلك االصندوق الخشبي المزركش بالصور
مليء بحكايات امتدت
من ارتواء وعطش كم كان يشتهي لف زنديه حول رقبتها
ويربت على اكتافها بعد عناء ذاك اليوم من طهي وتنظيف واحتضان الصغار
ياتي صوته دافىء يتمتم (يعطيك العافيه حبيبتي )


الان انشق مارد من ذلك الفانوس وسراج البيت تحول الى ما لايتحول

قرارات قاسية حاده واليد التي منحت الهدوء
اصابها جنون واستعرت


صفعة تشبه البرق ارتعدت على وجنتيها المرهقة وخطوط القدر على جبينها ارتسمت دمعا

الحواس متبدله
والهواجس مشتعلة

اختنق العطر وانطفىء الضوء
هي العطر كانت وهو ذلك الضوء

لكل البيوت اوجاع واسرار الحكايا

الا هذه الزوجه لم تغادر اسوار مدينتها منذ جائت عروس
رحلت الان
امست غريبه باعماقه
ولم يتبقى من بقاياها
بذاكرة احتراق الوجد
الا ذلك الصندوق ؟؟؟؟