النتائج 1 إلى 15 من 16
الموضوع: لـــمـــاذا الــــحــــزن ؟؟؟
- 02-08-2006, 10:39 PM #1
لـــمـــاذا الــــحــــزن ؟؟؟
لـــمـــاذا الــــحــــزن ؟؟؟
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله... أما بعد:
اخي واختي المسلمه
يا من تملّك الحزن قلبك.. وكتم الهمّ نفسك.. وضيّق صدرك .. فتكدرت بك الأحوال.. وأظلمت أمامك الآمال.. فضاقت عليك الحياة على سعتك.. وضاقت بك نفسك وأيامك.. وساعتها وأنفاسها !
لا تحزن.. فما الحزن للأكدار علاج.. لا تيأسي فاليأس يعكر المزاج.. والأمل قد لاح من كل فج بل فجاج !
لا تحزن.. فالبلوى تمحيص.. والمصيبة بإذن الله اختبار.. والنازلة امتحان.. وعند الامتحان يعز المرء أو يهان !
ماذا عساه أن يكون سبب حزنك؟ !
إن يكن سببه مرض..
فهو لك خير.. وعاقبته الشفاء.. قال : « من يرد الله به خيراً يصب منه » ، وقال الله جل وعلا: { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } [الشعراء:80].
وإن يكن سبب حزنك...ذنب اقترفته أو خطيئة
فتأمل خطاب مولاك الذي هو أرحم بك من نفسك: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً } [الزمر:53].
وإن يكن سبب حزنك...ظلم حلّ بك من زوج أو قريب أو بعيد، فقد وعدك الله بالنصر ووعد ظالمك بالخذلان والذل. فقال تعالى: { وَاللّهُ لاً يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } [آل عمران:140]، وقال تعالى في الحديث القدسي للمظلوم: « وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين » .
وقال سبحانه: { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } [المجادلة:1].
وإن يكن سبب حزنك...الفقر والحاجة، فاصبر وأبشر.. قال الله تعالى: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } [البقرة:155].
وإن يكن سبب حزنك...انعدام أو قلة الولد، فلست أول من يعدم الولد، ولست مسؤول عن خلقه.
قال تعالى: { لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً } [الشورى:50،49].
فهل أنت من شاء العقم؟
أم الله الذي جعلك بمشيئته كذلك !
وهل لك لأن تعترض على حكم الله ومشيئته !
أو هل لزوجك أو سواه أن يلومك على ذلك.. إنه إن فعل كان معترضاً على الله لا عليك ومغالباً لحكم الله ومعقباً عليه..
فعلام الحزن إذن والأمر كله لله !
لا تحزن.. مهما بلغ بك البلاء !
وتذكر أن ما يجري لك أقدار وقضاء يسري.. وأن الليل وإن طال فلا بد من الفجر !
وإليك أختي المسلمة.. كلمات نيرة تدفعين بها الهموم.. انتقيتها لك من مشكاة النبوة لننير لك الطريق.. وتكشف عنك بإذن الله الأحزان.
أولاً: كوني ابنة يومك
اجعلي شعارك في الحياة:
ما مضى فات والمؤمل غيبُ
ولك الساعة التي أنت فيها
وأحسن منه وأجمل قول ابن عمر رضي الله عنه: « إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك » [رواه البخاري].
وتأملي كيف استعاذ النبي من الهم والحزن إذ قال: « اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وقهر الدين وغلبة الرجال » [رواه البخاري ومسلم].
فالحزن يكون على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها ولا استدراكها.. والهم يكون بسبب الخوف من المستقبل والتشاؤم فيه.
أختي المسلمة..
يومك يومك تسعدي.. أشغلي فيه نفسك بالأعمال النافعة..
واجتهدي في لحظاته بالصلاح والإصلاح.. استثمري فيه لحظاتك في الصلاة..
في ذكر الله.. في قراءة القرآن.. في طلب العلم.. في التشاغل بالخير..
في معروف تجدينه يوم العرض على الله.. { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً } [آل عمران:30].
ثانياً: تعبدي الله بالرضا
لا تحزني.. اجعلي شعارك عند وقوع البلاء: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها.. اهتفي بهذه الكلمات عند أول صدمة.. تنقلب في حقك البلية.. مزية.. والمحنة منحة.. والهلكة عطاء وبركة !
تأملي في أدب البلاء في هذه الآية: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ، أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } [البقرة:155-157].
استرجع عند الجوع والفقر.. وعند الحاجة والفاقة.. وعند المرض والمصيبة.. وأبشر بالرحمة من الله وحده !
ثالثاً: افقه سر البلاء
لا تحزن.. فالبلاء جزء لا يتجزأ من الحياة.. لا يخلو منه.. غني ولا فقير.. ولا ملك ولا مملوك.. ولا نبي مرسل.. ولا عظيم مبجل.. فالناس مشتركون في وقوعه.. ومختلفون في كيفيته ودرجاته.. { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ } [البلد:4].
هكذا الحياة خلقت مجالاً للبلاء..
{ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } [الملك:2].. { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ } [محمد:31]..
إذن فسر البلاء هو التمحيص ليعلم المجاهد فيأجر.. والصابر فيثاب !
لا تحزن.. واستشعر في كل بلاء أنك رشحت لامتحان من الله !..
تثبت وتأمل وتمالك وهدئ الأعصاب.. وكأن منادياً يقول لك في خفاء هامساً ومذكراً:
أنت الآن في إمتحان جديد.. فاحذري الفشل. تأملي قوله : « من يرد الله به خيراً يفقه في الدين » [رواه البخاري]، ثم قوله : « من يرد الله به خيراً يصب منه » [رواه البخاري].
فطالب العلم.. والمبتلي بالمصائب يشتركان في خير أراده الله لهما.. وهذا أمر في غاية الأهمية فقهه !
فكما أن العلم شرف.. يريده الله لمن يحب من عباده ! فكذلك البلاء شرف يريده الله لمن يحب من عباده ! يغفر به ذنباً.. ويفرج به كرباً.. ويمحي به عيباً.. ويحدث بعده أمراً لم يكن في الحسبان.
{ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً } [الطلاق:1]، وفي الحديث: « إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط » [رواه البخاري].
رابعاً: لا تقلق
المريض سيشفى.. والغائب سيعود.. والمحزون سيفرح.. والكرب سيرفع.. والضائقة ستزول.. وهذا وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد.. { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً } [الشرح:6،5].
لا تحزن.. فإنما كرر الله اليُسْر في الآية.. ليطمئن قلبك.. وينشرح صدرك.. وقال : « لن يغلب عُسر يُسرين ».. العسِير يعقبة اليُسر.. كما الليل يعقبة الفجر..
خامساً: اجعل همك في الله
اخي واختي في الله.. إذا اشتدت عليك هموم الأرض.. فاطلب ذهاب همك من الله تعالى .. ففي الحديث: « من جعل الهموم هماً واحداً هم المعاد، كفاه الله سائر همومه، ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك » [صحيح الجامع: 6189].
لا تحزن.. فرزقك مقسوم.. وقدرك محسوم.. وأحوال الدنيا لا تستحق الهموم.. لأنها كلها إلى زوال.. { وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } [الحديد20].
إذا آوى إليك الهم.. فأوي به إلى الله.. والهج بذكره: ( الله الله ربي لا أشرك به أحداً )، ( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث )، ( رب إني مغلوب فانتصر )، فكلها أوراد شرعية يُغفر بها الذنب ويَنفرج بها الكرب.
اطلب السكينة في كثرة الإستغفار.. استغفر بصدق مرة ومرتين ومائة ومائتين وألف.. دون تحديد متلذذة بحلاوة الاستغفار.. ونشوة التوبة والإنابة.. { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } [البقرة:222].
اطلب الطمأنينة في الأذكار بالتسبيح، والتهليل، والصلاة على النبي الأمين ، وتلاوة القرآن، { أَلاً بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } [الرعد:28].. { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } [الإسراء:82]..
لا تحزن.. وافزع إلى الله بالدعاء.. لا تعجز ففي الحديث « أعجز الناس من عجز عن الدعاء » تضرع إلى الله في ظلم الليالي.. وأدبار الصلوات.. اختلي بنفسك في قعر بيتك شاكيةً إليه.. باكيةً لديه.. سائلةً فَرَجُه ونَصره وفتحه.. وألحِّي عليه.. مرة واثنتين وعشراً فهو يحب المُلحين في الدعاء.. { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } [البقرة:186].
لا تحزن ولا تيأس.. { إِنَّهُ لاً يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } [يوسف:87].
ستنجلي الظلمة.. وتولِّ الغمة.. وتعود البسمة.. فافرش لها فراش الصبر.. وهاتفها بالدعاء والذكر.. وظن بالله خيراً.. يكن عند حسن ظنك..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
منقوووووووووووووووووول
- 02-08-2006, 10:46 PM #2
مشاركة: لـــمـــاذا الــــحــــزن ؟؟؟
الله يفتح عليك اخى الكريم وبارك الله فيك ،،،،
- 02-08-2006, 10:53 PM #3
مشاركة: لـــمـــاذا الــــحــــزن ؟؟؟
مشكور اخى سمير
- 02-08-2006, 11:21 PM #4
مشاركة: لـــمـــاذا الــــحــــزن ؟؟؟
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن مصر
- 02-08-2006, 11:22 PM #5
مشاركة: لـــمـــاذا الــــحــــزن ؟؟؟
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يورو2006
- 03-08-2006, 12:20 AM #6
مشاركة: لـــمـــاذا الــــحــــزن ؟؟؟
جزاك الله خيرا أخى
- 03-08-2006, 01:09 AM #7
مشاركة: لـــمـــاذا الــــحــــزن ؟؟؟
جزاك الله الف خير على الموضوع
- 03-08-2006, 02:14 AM #8
مشاركة: لـــمـــاذا الــــحــــزن ؟؟؟
جزاك الله عنا كل خير
- 03-08-2006, 03:13 AM #9
مشاركة: لـــمـــاذا الــــحــــزن ؟؟؟
- 03-08-2006, 07:17 AM #10
مشاركة: لـــمـــاذا الــــحــــزن ؟؟؟
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmed hanafyالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة aelmasry
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BahraiN
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة majedmجزاكم الله خيرا
- 12-08-2008, 09:18 PM #11
رد: لـــمـــاذا الــــحــــزن ؟؟؟
موضوع رائع بارك الله فيك ابوعبدالرحمن يحتاج ان نضعه في المفضلة للحاجة الدائمة للرجوع اليه .
- 12-08-2008, 09:39 PM #12
رد: لـــمـــاذا الــــحــــزن ؟؟؟
جزاكم الله خيرا أخي أبو عبد الرحمن , بالفعل موضوع رائع ومميز.
- 12-08-2008, 09:51 PM #13
رد: لـــمـــاذا الــــحــــزن ؟؟؟
دائماً وأبداً تأتي بما هو مفيد وجميل
فالكلمات من ذهب
وما تجود به علينا أغلى من الذهب
فبارك الله جهودك وجعلها في ميزان حسناتك
- 12-08-2008, 11:24 PM #14
رد: لـــمـــاذا الــــحــــزن ؟؟؟
الله ينور عليك والله مشرف خلقا واسلوبا
- 13-08-2008, 12:29 AM #15
رد: لـــمـــاذا الــــحــــزن ؟؟؟
موضوع قديم قوى وانا بقول لما شفت العنوان مين اللى كتبه
اتارينى انا اللى كنت كاتبه