إلى من آخى الحزن وعقد يده بيد الهم .
.
إلى من تجرع مرّ الحياة ومآسيهــــــا
..
إلى من فارق في يوم حبيب إلى دون لقاء
..
إليك أخي الكريم .. أسطر لك ولي حروف علها تجعلنا في الشدائد أقوى مما نحن عليه الآن
..
إليك يا شاعر الأحزان ..
أي عزيزي .. على قدر ما قد تظنه من نفسك من قوة إلا أنك قد تجدها ضعيفة لا تقوى على الشدائد في بعض المحن .. فهذه


حال ابن آدم ..لقول الله-تعالى- :{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} (البلد : 4 )
.. ليس منا من هو معصوم عن الحزن .. وليس منا من هو محفوظ من المصائب ..
ولكن السعيد منا رغم هذه المحن هو من تعلم فن التعامل مع هذه المصائب .. عرف كيف أن يداويها قبل أن تجرحه.. فصار
شقاؤها له نعيم >>> فكيف لك أن تكون كذلك ؟؟!!
هذه نقاط يسره تستطيع من خلالها أن تتقن فن التعامل مع المصائب :-






أسمى وأعظم فعل رأيته .. هو إحسان الظن بالله .. فكيف ذلك؟
أن تعلم أن لله في كل أمره هو مقدره حكمة .. وأن تعلم أن الله ما جعلك في هذه المحنة أو الحزن إلا حباً فيك .. فأراد أن
يبتليك ليطهرك من ذنوبك فيدخلك جنة الرضوان ..
وإليك كلمتين أتمنى أن تجعلها صدى لنبضات قلبك فلا تنساها ..


من خلقه الله للجنة أتته هداياها من المكاره
ومن خلقه الله للنار أتته هداياها من الشهوات





قد تطول كلماتي في هذا الجزء ..فلما للصبر من شأن عظيم في تخيف الألم والحزن ..
فكيف الصبر ؟؟!!
اصبر ... في كتم الهم وعدم الشكوى للناس >>> ودع شكاتك لله –تعالى-
.
اصبر ... في عدم التبرم من القضاء والقدر
اصبر ... في ارسال عبارات ايجابيه لنفسك ... كـ ( أنا أقوى من الهم، أنا سعيد ،...إلخ) >>لهذه الطريقة تاثير بالغ
وواضح..
واعلم أن الله مع الصابرين لقوله –تعالى- :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } إن كنت مع
الله في السراء فلن يدعك الله –عزوجل- وحيداً في الضراء
وإن كنت في الضراء قد أيقنت أنك عرفت الله حق معرفته ولا تتركه بعد زوال المحنة فلن يخيب ظنك فيه ..
وطريقة جد جميلة إن أصابتك محنة وحزنت منها ... ردد هذه الآيات فلها من المواساة شيء عجيب ..
قال تعالى: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156 ) أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157 )} البقرة


وتذكر هذه الآيات لقوله –تعالى- :
{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ،إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً }(الشرح5 : 6 )
{وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} (هود : 115 )


وقال العشماوي في شعره :
أيا شاعر الأحزان صبراً على الأسى..............فبالصبر والتقوى تهون المواجع





قال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (فصلت : 34 )
أتممت مثاليتك بهذا الأمر البسيط والله إن فعله بسيط وأثره في النفوس لجد كبير
..
قد لا تسمح لك نفسك أن تصبر على أهانتها ولكن ما أعظمك إن صبرت فأنت من صبر على ما هو أكثر ..
وأعجب وسيلة لتهدئة نفسك وكظماً لغيظك .. ردد هذه الآية : { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
(آل عمران : 134 )
بشارة: إلى من يعفوا عن الناس لله ويسامح .. بإذن الله يكون ممن يدخلون الجنة بلا حساب ولا عقاب





بعد كل ما قدمته من بذل لله في حسن ظن وصبر في سبيله وإحسان فلا تضع ذلك هباء منثوراً فاجعله في ميزانك .. فتكون
ممن ثقلت موازينهم –إن شاء الله-





فالفكر الذي يجول في الدنيا لا يجنى منه سوى الهم والحزن .
.
ومن جال فكره في الآخرة كان من الفائزين .. فليس للدنيا شيء عنده .
.
فهمومها لحظات لابد لها أن تزول ..
ومصائبها وإن اشتدت ما هي إلا سويعات يدفنها كف الزمن ..
وأخيراً وليس آخراً .. لابد لنا أن نعلم أنا خلقنا لذلك ..فقد قال –تعالى- : { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} (الملك : 2 )


وأسأل الله أن ينفعني وإياكم بهذه الأحرف ..
لا إله إلا الله 00 هي أجمل الكلمات قلها كلما ضج الفؤاد وضاقت بك كوارث 1-إحسان الظن بالله .. 2-الصبر 3-مقابلة الإساءة بالإحسان .. 4-الاحتساب 5-انشغال الفكر بالآخرة