المشروبات المنشطة و أضرارها:
كثرت في الآونة الأخيرة الإعلانات التي تروج للمشروبات المنشطة أو ما تدعى باللغة الدارجة :
مشروبات الطاقة ، وإن إقبال الشباب عليها بوجه الخصوص ، وتناولها بكميات كبيرة وشبه يومية ،
والذي أصبح شبه موضة بين الشباب ،
يجعل من الضروري الإضاءة على هذه المشروبات وتبيان المضار من الاستمرار في تناولها والاعتياد عليها وما يمكن
أن تسببه من عواقب صحية متعددة
هذه المشروبات تعتمد في تأثيرها المنشط على مادتين بشكل أساسي وهما:
- الكمية الكبيرة من السكر وهو بشكل أساسي ( سكر الفركتوز) – والمادة الثانية هي (الكافيين) وبتركيز عال أيضا
لقد كان الاعتقاد السائد حتى وقت قريب أن تناول السكريات بكميات مهما
كانت كبيرة عند الشخص السليم لا يؤدي إلى زيادة احتمال إصابته بالسكري،
لكن هذه النظرة تغيرت وأصبح من المؤكد الآن أن تناول السكريات بكميات كبيرة وخاصة السكريات المصنعة ودون توازن
مع أنواع الأغذية الأخرى هي من أهم أسباب الداء السكري عند البالغين
لأن كثرة السكريات ترهق البنكرياس وتزيد من حاجة الجسم لإفراز الأنسولين وبالتالي زيادة السمنة والتي هي بدورها
سبب مهم ومثبت للداء السكري هذا، وأصبح معروفا علميا أن النسيج الشحمي المتراكم يطلق في الجسم مركبات كيماوية مؤذية
لأنسجة الجسم نفسه وهي ما يدعى بالعوامل الالتهابية، وهكذا فإن مشروبات الطاقة تلك تسبب ضررا كبيرا من خلال ما تحتويه
من كميات كبيرة من الفركتوز فهي تسبب السمنة والسكري إضافة إلى أن آخر الدراسات العلمية والمنشورة بأهم المجلات الطبية
العالمية أكدت أن تناول سكر الفركتوز يعتبر سببا أساسيا من أسباب ارتفاع الضغط وبالتالي كل هذه التأثيرات سواء أكانت السمنة
أم السكري أم ارتفاع الضغط تؤدي بالنهاية لإصابة الكلية وتأثرها بدرجات مختلفة تصل إلى حد الفشل الكلوي وبالسياق نفسه لابد من
الإشارة هنا إلى أن المشروبات الغازية على إختلاف أنواعها تعتبر من مسببات الفشل الكلوي
المكون الثاني لمشروبات الطاقة هو الكافيين ومعروف أن الكافيين لا يضيف شيئا الى الجسم انما يحرض الخلايا على اطلاق
مخزونها من الطاقة بوتيرة أسرع من الحالة العادية لذلك يشعر الانسان بعد تناول الكافيين بالنشاط والصحو ولكن هذا على حساب
المخزون من الطاقة ،وهكذا يدعى الكافيين بالغذاء الانتهازي، أي أنه يشعر المرء بالنشاط بالوقت الذي يخسر بواقع الأمر من
احتياطي الطاقة لديه، لهذا السبب فإن تناول كمية كبيرة من الكافيين كما هي الحال في مشروبات الطاقة يؤدي لنفاذ الإحتياطي من الطاقة
في الجسم وبعد الشعور الخادع بالنشاط يصاب الشخص بالوهن والإحباط ومع الاستمرار بتناول هذه المواد يصبح العجز واضحا ويمتد لكافة
أعضاء الجسم وخاصة القلب والعضلات والكليتين، هذا إضافة إلى أن الكافيين بكميات كبيرة يؤدي إلى الإعتياد أو حتى إلى الإدمان
إذ أن الإنقطاع عنه بعد فترة من استخدامه المفرط يؤدي لظهور ما يسمى بأعراض السحب أو الحرمان
وتتمثل باضطراب في المزاج وبكل أعضاء الجسم
أخطر ما في الأمر أن بعض مشروبات الطاقة تلك تحتوي على مادة تسمى (هيدروكسي بتيوريك أسيد) على أساس انها مادة بانية
للجسم والعضلات وقد ثبت أن هذه المادة وخاصة إن كانت بكميات أوبتركيز زائد تسبب تأثيرات ضارة بل خطيرة على الجسم ومنها
اضطراب عضلة القلب والفشل الكلوي واضطرابات هرمونية هامة، وقد تصل إلى حالة انسمام حقيقية.