كيف تصبح إنسان ناجح

[شذى22]

كيف تصبح إنسان ناجح

1-التفكير الإيجابي : وهذا التفكير الإيجابي يتمثل في عدة أشياء منها

أن تعرف نفسك .. فمن العوامل التي ينبني عليها فشل الإنسان فكرته عن نفسه ورؤيته العجز فيها ، وهذا جهل بالقدرات التي أودعها الله في الإنسان ، فليس أدل على حقيقة هذه القدرات من أن الله تعالى جعل الإنسان خليفة في الأرض: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]

ليس هناك مستحيل .. فإنه (ليس الفقر في الإنسان هو فقر المواهب أو الأرزاق ، إنما هو فقر العزيمة والأخلاق ، فقر الإيمان ، فقر الإرادة .
أما القدارت التي أعطاها الله لنا فلا حدود لها ، ولا يوجد أمامها ما يسمى بالمستحيل , إن هذه الكلمة (مستحيل) impossible أولها حرف (i) والحرف الثاني منها (m)، وبعدها (possible) فيصبح معناها : أنا ممكن .

واقعية لا أوهام .. فالإيجابية تعني التوازن بين متطلبات الإنسان وبين إمكاناته، يقول زيج زيجلر : " أنا أيضًا أفكر بشكل إيجابي، وأعشق لعبة الجولف، ولكن بعد أن بلغ بي العمر مبلغه وجاوزت السبعين فإن مجرد التفكير في الاشتراك في تصفيات المسابقة الأمريكية الكبرى للجولف يعد غير واقعي بالمرة

2- اكتساب المهارات : فحتى إن توافر التفكير الإيجابي ، فإنه سيبقى نطاق قدراتا محدودًا ما لم نكتسب المهارات المختلفة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز))[رواه مسلم (2664)] وأهم هذه المهارات

(1) مهارات إدارة الذات : مثل : إدارة الوقت، اتخاذ القرار...
(2) مهارات في الاتصال وبناء العلاقات.
(3) مهارات في القيادة .
(4) مهارات في إدارة العقل مثل : التفكير، الذكاء، التركيز...
(5) مهارات في إدارة العمل مثل : التفويض، التفاوض، إدارة الاجتماعات...
(6) مهارات نفسية : مثل: بناء الثقة بالنفس، الإرادة القوية...)

3- الجماعية : وهي الفلسفة الذهبية للنجاح، وهي تقول: (يمكنك أن تحصل على كل ما تريده في الحياة ما دمت تساعد الآخرين في الحصول على ما يريدون) .. فإن الحياة المفعمة بالتوافق مبنية على التبادل والمشاركة وحرارة الاتصال بين الطرفين منطلقة من: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} [النساء: 86])

4- تحديد الهدف : ينبغي لنا أن تعيش ونحن نحلم، وتسعى لتحويل الحلم إلى حقيقة، حتى لا نكون كمن قيل عنه في وصف حياته : ولد فعاش ومات .
فتحديدنا لهدفنا في الحياة أساس النجاح , فهو يقوي إرادتنا ويكسبها الصلابة والنشاط للسعي، فليكن لنا هدف في الحياة, يشغل عقولنا وتفكيرنا , نحلم به ليل نهار, ولعل تلك المستحيلات التي حدثت من صحابة النبي صلي الله عليه وسلم هي أبلغ دليل على ذلك, فلقد تمكن النبي صلي الله عليه وسلم من أن يغرس في نفوس الصحابة الكرام رضي الله عنهم حلمًا عظيمًا, ترسخ في نفوسهم , وامتزج بكيانهم, ففجر في نفوسهم تلك الطاقة الهائلة, والإرادة الحديدية التي مكنتهم بعد توفيق الله تعالي من اجتياز حاجز المستحيل , والتغلب على كل العقبات, هذا الحلم هو الفوز بجنة عرضها السماوات والأرض أعدها الله لعباده المتقين , حتى رأينا منهم أعظم الأعاجيب .... وهناك ثلاث أنواع من الأهداف

(1) أهداف بعيدة المدى : وهي التي تتحقق في غضون عشرين سنة مثلا .
(2) أهداف متوسطة المدى : وهي التي تتحقق في غضون خمس سنوات .
(3) أهداف قصيرة المدى : وهي التي تحقق في غضون سنة فأقل

وحتى تتحقق هذه الأهداف لابد من مراعاة مايلي :
تكون أهدافك محددة وواضحة .
أن تكون قابلة للإنجاز .
أن تكون مرتبطة بزمن .
مراعاة المرونة (أي إمكانية التعديل والإسراع والإبطاء فيها حسب ما يتاح من إمكانات وما يعرض من ظروف) .
قابلية القياس .

5- الخلق القويم : فالأخلاق والمبادئ السامية هي القيمة الحقيقية للإنسان ، فإن كانت إنجازاته وأعماله عارية من الأخلاق ، فلا يسمى هذا نجاحًا ، وسر النجاح يكون بتغيير النفس البشرية من الداخل إلى حال أسمى وأرقى ، أما غير ذلك فهي أنماط شكلية من النجاح ما لم تقترن بالخلق القويم ، الذي امتدح الله به نبيه صلى الله علي وسلم إذ يقول : {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4] . فتجار المخدرات ومروجو الشائعات ومن على شاكلتهم قد يكدسون قدرًا لا بأس به من المال ويحصلون على الأشياء التي يشتريها المال ، ولكنهم لن يكونوا أبدًا ناجحين بحق ، لأنهم بدون الخلق القويم لن يحصلوا على أي من الأشياء التي لا تشترى بالمال .

ولكي يحقق الإنسان أهدافه عليه :

أن يحذر من تعويد النفس على القيام بأعمال لاهدف لها

فالنفس كالطفل إذا تعوّدت على شيء لزمته .

أن يراعي الإمكانيات المتاحة والمتوقعة ،ثم يحدد أهدافه على مقدارها ،فلا تكون خياليّة بينما الإمكانيات متواضعة .

أن يكون الهدف الذي يسعى إليه مناسباً للزمن الذي قدّره لإنجازه.

أن يكون الهدف الذي يسعى الى تحقيقه مشروعاً ،فالأهداف الممكنة كثيرة ولا تضيق الحياة إلا للعاجزين ،كالذي يريد النجاح بالجّد والاجتهاد والاعتماد على الذات بعد التوكّل على الله ودعائه ،والآخر الذي يريد النجاح بالغش والاحتيال .

أن يكون الهدف واضحاً محدداً لاغموض فيه ولا لبس ،ومن وضوح الهدف أن يكون إيجابياً لاسلبياً ،وعلى صاحب الهدف أن يتخيل أكبر قدر ممكن من تفاصيله كأنه منجز متحقق بين يدي صاحبه .

بعد انجاز الخطة وتوفير الاحتياطات وتحديد الزمن ،يبدأ التنفيذ من أجل الوصول الى الهدف ،وتحديد جهة التنفيذ والإشراف .

يجب ان يكون الهدف الذي يسعى الى تحقيقه هدفاً محتاجاً اليه وأولى من غيره بالعمل .

اذا حدد الانسان الهدف العام وتوافرت فيه المواصفات والشروط المتقدمة فالواجب على الانسان ان يجزئ هذا الهدف الى اهداف جزئية مرحلية صغيرة كلما تحقق منها هدف اقترب اكثر نحو استكمال الهدف العام .

ان يضع خطة عملية تساعد على الوصول الى الهدف فالهدف مهما كان عظيماً وممكناً ومشروعاً ما لم تبين سبل الوصول اليه يبقى افكاراً وآمالاً فقط .

من عوامل النجاح في تحقيق الاهداف ان يكتم امرها وامر السعي والعمل لتحقيقها عن الذي لا حاجة الى عمله بها « الاستعانة على قضاء الحوائج بالكتمان .

وبعد

فلنكن على يقين ان هذه الحياة لا قيمة لها من غير اهداف سامية وغايات عظيمة

فلنبدأ منذ اليوم بوضع اهدافنا والتخطيط لتحقيقها

والسعي بجد من اجل الوصول اليها

وبذلك نعطي هذه الحياة

قيمتها الحقيقية

[رمز]

بوركتم كثيرا ..............

شكرا