أكد فضيلة الدكتور على جمعة– مفتى الجمهورية - على أنه إذا اجتمع العيد والجمعة فى يوم واحد فإن مقتضى الأصل والأحوط أن تقام صلاة الجمعة فى المساجد، مشيرًا إلى أن المسألة محل خلاف بين العلماء، وسببه اختلافهم فى تفسير الأحاديث والآثار الواردة فى ذلك من جهة، وفى ما تدل عليه من جهة أخرى.

وكان علماء المملكة العربية السعودية أجمعوا على ضرورة إقامة صلاة الجمعة التى توافق أول أيام عيد الأضحى، على الرغم من جواز الاكتفاء بصلاة الظهر بدلا من الجمعة لمن أدى صلاة العيد وذلك اتباعا للسنة المشرفة.

وقال "جمعة" خلال الرد على سؤال ورد إلى دار الإفتاء تضمّن "هل تسقط الجمع إذا جاء العيد يوم الجمعة، ويُكتفى بصلاة العيد عن الجمعة؟ وهل يسقط الظهر إذا جاء العيد يوم جمعة؟ وهل يسقط الظهر يوم العيد اكتفاء بصلاة العيد؟": إن من كان يشق عليه حضور الجمعة أو أراد الأخذ بالرخصة فيها تقليدًا لقول من أسقط وجوبها بأداء صلاة العيد فله ذلك، بشرط أن يصلى الظهر عوضًا عنها من غير أن ينكر على من حضر الجمعة أو ينكر على من أقامها فى المساجد أو يثير فتنة فى أمر وسّع سلفنا الخلاف فيه.

وأشار الدكتور على جمعة فى فتواه إلى أن سقوط الجمعة لا يعنى سقوط فرض الظهر، وأنه لم يعهد من الشارع أن جعل الصلوات المكتوبات أربعًا فى أى حالة من الحالات حتى فى حالة المرض الشديد، بل وحتى فى الالتحام فى القتال، بل هى خمس على كل حال كما هو منصوص قطعيًّا فى الشرع الشريف فى مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم للأعرابى فى تعداد فرائض الإسلام: "خمس صلوات فى اليوم والليلة"، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "خمس صلوات كتبهن الله على العباد" وغيرها من النصوص المتكاثرة، مضيفاً فإذا كانت الصلاة المفروضة لا تسقط بأداء صلاة مفروضة مثلها فكيف تسقط بأداء صلاة العيد التى هى فرض كفاية على المجموع وسنة على مستوى الفرض.

وقال: إن الشرع الشريف أوجب هذه الصلوات الخمس لذاتها على اختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص والأحوال، إلاّ فيما استثناه من حيض المرأة ونفاسها، وعلى ذلك فالقول بسقوط الجمعة والظهر معًا بصلاة العيد قول لا يُعوّل عليه.

من جانبهم أوضح علماء السعودية أنه يجب على جميع أئمة مساجد الجمعة أن يقيموا صلاة الجمعة يوم العيد ليحضرها من وجب عليه أن يقيم الجمعة (وهم من لم يؤدوا صلاة العيد)، أو لمن يرغب فى أداء الجمعة ممن أدوا صلاة العيد من المصلين.

وشددت وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية على خطباء الجوامع وأئمة المساجد والمؤذنين، على أهمية إقامة صلاة الجمعة القادمة والمتوافقة مع عيد الأضحى وعدم فتح مساجد الفروض (المساجد الصغيرة التى لا تؤدى فيها الجمعة) وقت الظهر يوم الجمعة.

وقالت الوزارة فى تعميم وزعته لفروعها فى المناطق: "نظرا لتوافق يوم عيد الأضحى هذا العام مع يوم الجمعة فعلى الخطباء إقامة صلاة الجمعة وعدم تحويلها ظهرا وعدم فتح مساجد الفروض (المساجد الصغيرة التى لا تقام فيها صلاة الجمعة) وقت الظهر اتباعا للسنة وليتمكن من لم يصل العيد من أداء فرض الجمعة".

يذكر أن اللجنة الدائمة للإفتاء وكبار العلماء السعودية أفتت بأن من حضر صلاة العيد جاز له حضور الجمعة (وهو الأفضل) أو صلاتها ظهرا بعد دخول وقت الظهر كما وردت بذلك السنة.

ومن ثم فإنه يجب على إمام مسجد الجمعة إقامة صلاة الجمعة ذلك اليوم ليشهدها من شاء شهودها ومن لم يشهد، وأما من لم يحضر صلاة العيد فلا تشمله الرخصة، ولذا فلا يسقط عنه وجوب الجمعة، فيجب عليه السعى إلى المسجد لصلاة الجمعة، وأنه لا يشرع فى هذا الوقت الأذان إلا فى المساجد التى تقام فيها صلاة الجمعة فلا يشرع الأذان لصلاة الظهر ذلك اليوم.