الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله .. أما بعد

أحبتى فى الله السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحمد لله الذى جعل لنا عيداً

عن أنس رضى الله عنه قال : قدم النبى صلى الله عليه و سلم و لأهل المدينة يومان يلعبون فيهما فى الجاهلية فقال " قدمت عليكم و لكم يومان تلعبون فيها فى الجاهلية و قد أبدلكم الله بهما خيراً منهما يوم النحر ، و يوم الفطر " صحيح أخرجه أحمد و أبو داوود .

و الملفت للنظر فى هذا الحديث إنهم كانوا فى الجاهلية الأولى يعرفون أوقات اللعب و اللهو ، فلهم يومان يلعبون و يمرحون فيهما ، أما جاهلية اليوم تريد أن تجعل أكثر الأيام عيداً يريدون بذلك أن يكثروا من اللعب و اللهو ، و أن يجتمعوا على الباطل و ينشروا الفساد ، و هذه هى الحُجة الذى أقامها إبراهيم عليه السلام على قومه من عبدة الأصنام لما أعرضوا عن دعوته و قال لهم إنما اتخذتم هذه الأصنام من دون الله مكاناً تجتمعون فيه على الباطل و تحصل بينكم المودة اتباعا للهوى و الشهوات .

قال تعالى حاكياً ذلك {وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }.

لكن هذه المودة التى حصلت بينكم فى غير ذات الله ستنقلب لعنة بينكم يوم القيامة .

{ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ}العنكبوت الآية 25 .

من هنا يظهر التميز بين أعياد المسلمين و من غيرهم من الديانات الأخرى ، أو بين الصالحين و بين الطالحين ، فاجتماعنا فى العيد على ذكر و تسبيح و صلاة و قرآن و مودة و تراحم فيما بيننا و كل ذلك فى الله و لله ، و اجتماعهم على رقص و غناء و ملذات و شهوات .

{ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ }الأنعام الآية 50 .

فمن ظهر بهذا التميز نال الرضا من الله و استقرت نفسه و طاب خاطره و حسن حاله فهنيئاً له هذه الحياة الطيبة و هذه بشرى من الله له .

قال تعالى {فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}الزمر 17، 18.

و أخيراً أهنئ اخوانى من المسلمين و المسلمات بعيد الأضحى المبارك أعاده الله عليكم باليمن و الخير و البركات .

و السلام عليكم و رحمة الله
وكــــــل عام وانتم بخير