بسم الله الرحمن الرحيم


يثار بين الكثير من الناس تصورات عن مفهوم تطبيق الشريعة فى الحياة وتغلغلها فى جميع النواحى ويتخوفون من ذلك كثيراً وسأحاول فى هذا الطرح أن أركز على أحد هذه النواحى ألا وهى ناحية الفن بأنواعه وأشهرها طبعاً التمثيل سواء فى السينما أو المسرح أو التليفزيون.
ونجد أن معظم الأعمال التى عرضت فى هذه الوسائل عندما تتناول الشخص المتدين فللأسف تتناوله بصورة سلبية حيث تظهره متجهم مع الناس أو منافق يظهر خلاف ما يبطن أو معقد نفسياً وتبالغ وتفترى فى أن تنسب أشياء غير موجودة مثل تحريم الأكل والشرب ومقاطعة الناس وإساءته لوالديه وغيرها من الأمور التى تبغض الناس وتخوفهم من التدين وتبنى حاجزاً نفسياً بينهم وبين الإلتزام.
وأعتقد أنه من الضرورى أن تخاطب هذه الفئة التى تم تضليلها على مدى عقود بنفس الوسيلة التى استخدمت لتضليلهم . فأرجو أن يتم تدشين شركة إنتاج لأفلام تحث على الفضيلة وترسى فى النفوس القواعد الصحيحة للإسلام وبالطبع لا تكون هذه الأفلام كمحاضرة وإلا لن تلاقى الإقبال المطلوب بل يجب أن يتم تنفيذها والإنفاق عليها بأعلى مستوى من الإحتراف وان تحتوى على قصة مشوقة وجذابة وإبهار فنى ، على أن ترتكز فى تنفيذ كل تفاصيلها على القواعد الشرعية المطلوبة من الالتزام بالزى الشرعى والنص اللائق.
وهناك الكثير من الأفكار التى يمكن تنفيذها مثل أعمال تاريخية من القصص التى يذخر بها تاريخنا وتجذبنا بمجرد قراءتها أو سماعها فما بالنا بمشاهدتها فى فيلم. وأيضاً يمكن تنفيذ أعمال واقعية من قصص بها العبرة والموعظة وبها أيضا المتعة والتسلية والتشويق للأحداث والخيال العلمى وخلافه . وأعتقد أنه يمكن لمفكرينا الملتزمين تأليف المئات من هذه الأعمال الهادفة.
وقد رأينا مدى ردود أفعال الناس على المسلسل الإيرانى عن سيدنا يوسف عليه السلام ومدى تقبل الناس وشغفهم بهذا العمل مع أن القصة يحفظها معظم الناس عن ظهر قلب.
فأدعوا رجال الأعمال الغيورين على دينهم بتوجية جزء من استثماراتهم لمحاربة العرى والفساد الفنى بأعمال فنية جيدة فيجب علينا ألا نكتفى بعدم مشاهدة هذه الأعمال ونقدها والصد عنها بل يجب أن نحاربها بنفس السلاح وعندها فعلاً سيكون للناس الإختيار بين الجيد والقبيح فهم الآن ليس أمامهم من وسيلة للتسلية غير هذا الفساد ولكن عندما يجدوا وسيلة غير مخالفة للدين سيقبلون عليها وستكون ضربة قاتلة للفساد وأعوانه. وبخلاف أنها تسلية غير أنها فى نفس الوقت مفيدة وتغرس فيهم قيم الإسلام الصحيحة. فهم الآن يعرضون أعمالهم وقد تحتوى على حكمة ولكن العمل بالكامل يعج بالفساد والعرى والمحرمات ولكننا فى الأعمال التى نطلبها نعرض العكس وهو القصة المعبرة الجذابة ولكن فى عمل يعج بالإيمان ونشر المفاهيم الصحيحة للدين.
فأرجو أن تشاركونى الرأى ومن يستطيع أن يوصل هذه الفكرة لمن يملك تنفيذها أو يساعد فى ذلك فليفعل. وجزاكم الله خيراً كثيراً
.