المراهقة مرحلة يتم فيها تحويل الفرد من كونه طيع ينتمى انتماءا كاملا للأسرة وليس له معرفة مؤكدة لشخصية وذاتيته إلى شخص يبحث عن التفاوض بينه وبين العائلة، ليحصل على استقلاليته الذاتية، هذا ما يؤكده الدكتور فاروق لطيف، أستاذ الطب النفسى بكلية الطب بجامعة عين شمس.

فإذا كان التفاوض جيدا ناعما ليس به شوائب، فتصرفات الشخصى فى هذه المرحلة سوف تكون فى الحدود الطبيعية، ولن تؤثر على طبيعة التعامل فى الحياة أو تحصيله الدراسى، أما إذا كان التفاوض شاقا وغالبا ما يرجع هذا الأمر إلى الأسرة التى ترفض أن تقتنع بأنه من الطبيعى انفصال الابن بذاتيته عن سيطرتها، ومن ثم لن تتحكم فى تصرفاته ومن ثم لا يتيح الأبوين وجود أى مساحة للحوار والنقاش بينهما وبين الابن المراهق، كما لا تعطيه الفرصة لأن يكتشف قدراته ويحقق ذاته.

وبسبب تلك المشكلات ينشغل الابن عن التعليم دفاعا عن " كينونته"، ومن ثم سوف يقل تحصيله الدراسى، بالإضافة إلى أنه يبحث عن مثل أعلى خارج المنزل وذلك على أحد مستويين الأول إيجابى والآخر سلبى، فإن الجانب الإيجابى يبحث فيه المراهق عن بديل للأب وليكن معلمه، حيث يهتم بالتودد إليه وسماع كلامه، بينما النمط السلبى فهو يجعل المراهق مستفزا دائما راغبا فى إخراج شحنة العنف التى بداخله، فيقوم بأفعال تثير الشغب وذلك تجاه الأكبر منه ومنهم مدرسيه.

ويضيف الدكتور محمد الطيب أستاذ الصحة النفسية وعميد كلية التربية بجامعة طنطا سابقا أن التغيرات على اختلافها، ومنها النفسية والاجتماعية وغيرها، والتى تقترن بفترة المراهقة لها تأثير بالغ الأهمية، حيث يصبو المراهق دائما للاعتراض على سلطة الكبار متمردا على أوامرهم، رافضا المعلومات التى يقدمها إليه مدرسه، لأنه من مصاف الكبار، وذلك ينطبق حتى على الحقائق العلمية التى تشرح له فى الفصل الدراسى، ويكون كثير النقاش فيها والمجادلة والاعتراض عليها، وذلك من أهم سمات المراهق تجاه أى معلومة تقدم له، حتى إن كانت من الثوابت، وأيضا دوما ينتقد المراهق طريقة تقديم المادة الدراسية له، فهو دائما فى حالة من التمرد وعدم الارتياح.