الأخوة الكرام أعضاء المنتدى
تحدثنا من قبل فى موضوعات سابقة براثن الشيطان بجزئية
عن الحدود التى أنزلها الله سبحانة وتعالى من فوق سبع سموات
وعدم أمكانية تبديلها بقوانين بالية وضعية من صنع البشر

وفى هذا الموضوع سوف نستوفى الشرح بعون الله تعال


ليعلم كل من يحاول التبجح على حدود الله ويريد تبديلها
أنه لن يمكنه ذلك مطلقاً

من أجل التوضيح لأولى الألباب
العقوبات فى الإسلام تقسم لقسمين

عقوبات مقدرة و عقوبات غير مقدرة
الحدود و التعزيرات

ما هو الفرق بين العقابين

الأول وهو العقوبات المقدرة ( الحدود ) لا يمكن الأجتهاد فيها
بل تسقط أقامتها بسقوط أحد شروط وجوبها أو لوجود شبهة
وهى حق خالص لله تعالى


الثانى العقوبات الغير مقدرة ( التعزيرات ) وتركت للحاكم وأجتهاد العلماء
لما يرونه فى مصلحة الأمة الإسلامية

والأن وجب علينا التوضيح والتقسيم والتفصيل بصورة جيدة

حتى نغلق الأبواب جميعاً على كل من يحاول الفلسفة

رغم أن القصاص مقدر شرعاً إى وضع الله تعالى له حد

إلا أن الله سبحانة وتعالى قد سمح بالعفو عنه أو أخذ الدية

وبهذا فقد سمى القصاص لعدم قبول الحدود العفو لأنها حقوق الله تعالى متى وصلت إلى الحاكم

فقد قال الله تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ

والان دعونا نعرف معنى الحد والتعزير

ما هو تعريف الحد

هو عقوبة مقدرة شرعت لصيانة الأنساب والأموال والعقول والأعراض وتأمين السبل

طيب نشوف كده تعريف الكسائى للحد أيه
قال الكسائى فى تعريفه : والحد فى الشرع عبارة عن عقوبة مقدرة واجبة حقاً لله تعالى عز شأنه

نيجى بقى للتعزيرات عقوبة فوض الله تعالى الحاكم المسلم فى تقديرها

بمعنى أن التعزير هو التأديب على ذنوب لم تشرع فيها الحدود

وقال الرملى فى كتاب نهاية المحتاج فى تعريف التعازير
هو التأديب فى كل معصية لله أو لأدمى لا حد لها ولا كفارة

طيب تعالوا نشوف أيه هى الحدود والتى لا يوجد بها أجتهاد

رغم طبعا أننا بنشوف فلاسفة كبار بيحاولوا يلاقوا مخرج ومش قادرين

بس خلونا كده يا جماعة ناخد بعض الحدود عشان الأختصار

1- حد الزنا

الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ

وهذا الحد للغير محصنين بالبلدى اللى مش متجوزين يعنى

طيب ما هو حد الزنا للمحصنين

الرجم وهذا ورد فى أكثر من حديث صحيح
ونشوف حديث على سبيل المثال مع بعض

قال فجاءت الغامدية فقالت يا رسول الله إني قد زنيت فطهرني وإنه ردها . فلما كان الغدقالت : يا رسول الله لم تردني لعلك أن تردني كما رددت ماعزا فواللهإني لحبلى قال إما لا فاذهبي حتى تلدي فلما ولدت أتته بالصبى فيخرقة قالت هذا قد ولدته قال اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه فلمافطمته أتته بالصبى في يده كسرة خبز فقالت هذا يا نبي الله قد فطمته وقد أكل الطعام فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين ثم أمر بها فحفر لهاإلى صدرها وأمر الناس فرجموها فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسهافتنضح الدم على وجه خالد فسبها فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلمسبه إياها فقال مهلا يا خالد فوالذي نفسي بيده لقدتابتتوبةلو تابها صاحب مكس لغفر له ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت
صحيح مسلم خلاصة الدرجة صحيح

ومن هذا الحديث الصحيح نعلم أن التوبة لا تغنى عن أقامة الحد

مهما كانت تلك التوبة خالصة لله تعالى

وعليه ومن هذا الحد أوجه سؤال لكل من توهم بتعطيل الحدود

هل من عصر النبى صل الله عليه وسلم وإلى عصرنا هذا
تم تعطيل حد الزنا

هل تجراء أحد الشيوخ الكبار من الأئمة الأربعة وحتى شيوخ عصرنا الحديث
على تعطيل حد الزنا وأستبدالة بقانون بشرى

من يقول أن الأجتهاد توقف منذ زمن فنقول له تعقل
لا أجتهاد فى حد مطلق لله تعالى ولا يعطل إلا بسقوط شرط من شروط وجوبه أو لوجود شبهة

وعليه على كل من يحاول أن يتحفنا برد ما
أن يضع لنا قول أحد الأئمة الأربعة المعتمدين أو شيخ من شيوخ أهل السنة والجماعة
فى تبديل حد الزنا بحد أخر أو تعطيله

لن نقبل ردود وأجتهادات من أفراد نريد أقول علماء فى الدين

نترك المساحة مفتوحة على مصرعيها
نريد قول عالم واحد من عصر الصحابة وإلى عصرنا هذا
فى تبديل أو تعطيل حد الزنا

نكمل أيها الأخوة الأحباء

2- حد قذف المحصنات
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

حد قذف المحصنات دون بينة عقابه الجلد ثمانين جلدة

كم نرى من أفتراء على أعراض المسلمات ممن تدنت أخلاقهم

فقد جعل الله سبحانه وتعالى حداً لذلك حفاظاً على أعراض المسلمين

ولكى يرتدع كل كاذب من قذف المحصنات
فأما أن يأتى بأربعة شهداء وأما يجلد ثمانين جلدة


3- حد السرقة

وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

هذا حد من حدود الله تعالى الواجبة وقد تحدثنا كثيراً فى هذا الحد

حتى أننى رأيت محاولات مستميتة من البعض فى محاولة
فاشلة يائسة لا تستند إلا إلى جهل مطبق بالحدود
وعدم دراية أو دراسة للدين الإسلامى

يستند الجهلاء بمعنى الحدود الألهية إلى واقعة سيدنا عمر بن الخطاب

ويأخذونها درعاً لبث سمومهم الفكرية الفاسدة
فى محاولة مضحكة لتعطيل حدود الله وأستبدالها بعقوبات بشرية

ولكن فى ذلك الموضوع سوف نكشف جهلهم بعون الله تعالى

ونكشف عدم درايتهم بدينهم وبأصوله
وبأنهم يخوضون فيما ليس لهم به علم من أمور دينهم ودنياهم

أن تعطيل حد السرقة فى عام الرمادة من قبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

كان من أجل أنه سقطت أحدى الشروط الواجبة عليه أو لوجود شبهة قوية تدرء أقامة الحد

فمعروف لدى جميع أهل العلم الصغير والكبير منهم
أن الحدود تدرأ بالشبهات

والرواية التى رويت عن سيدنا عمر لن أخوض فى تفاصيلها

رغم سقوط رجلاً من رواتها وسنسلم بصحتها
هل ما فعله سيدنا عمر هو تعطيل لحد السرقة ومخالفة شرع الله المنزل
حاشاه أن يفعل ذلك

نحن نسأل أصحاب العقول ونقول أصحاب العقول
ولن نسأل أصحاب الفلسفه العمياء

هل هناك شبهة أقوى من درأ الحد عن السارق من هلاك الأنفس

دعونا نبسط الأمور وعلى الفلاسفة مراجعة كتبهم هذا أن كانوا يملكونها من الأساس

يعلم كل طالب علم صغير أن مقاصد الشريعة جائت لتحافظ على ضرورات خمس ونسردها على التوالى

النفس و الدين والعقل و المال و العرض

والشريعة الإسلامية كفلت الحفاظ على هذه الضرورات الخمس وحرصت عليها

والقاعدة معروفة لدى أهل العلم جميعهم
منذ زمن النبى صل الله عليه وسلم وإلى عصرنا هذا

الحدود تدرأ بالشبهات

الجوع للمحوج وقع بين أمرين أما أن يهلك وأهل بيته وبالطبع فى ذلك أزهاق للنفس التى كما وضحنا فى الأعلى أنها من الضرورات الخمس
التى جائت الشريعة لحفظها وبين الأعتداء على مال الغير بدون وجه حق فهنا تقدم حفظ النفس على حفظ المال وكان الجوع شبهة قوية جدا لدرأ قيام حد القطع لأنها سرقة لأطعام وأنقاذ نفس

ونزيد الفلاسفة من الشعر بيت أخر
هل يقام الحد مع سقوط شرط كفاية ضرورة المحتاج
دعونا ننظر لما قاله بن القيم فى ذلك

ومقتضى قواعد الشرع إذا كانت السنة سنة مجاعة وشدة غلب على الناس الحاجة والضرورة فلا يكاد يسلم السارق من ضرورة تدعوه إلى ما يسد به رمقه ويجب على صاحب المال بذل ذلك له إما بالثمن أو مجاناً على الخلاف في ذلك والصحيح وجوب بذله مجانا لوجوب المواساة وإحياء النفوس مع القدرة على ذلك والإيثار بالفضل معضرورة المحتاج وهذه شبهة قوية تدرأ القطع عن المحتاج

ثم نزيد ونقول كيف يقام الحد على من لم تبلغ كفايته من قوت يومه

أن الحاكم وهو أمير المؤمنين لم يبلغ الكفاية لأمته من قوت يومها

والجوع يشق جوف الأطفال والنساء
فسرق الرجل ليحافظ على نفس أولاده وزوجته
فهل يعد هذا تعطيل بالله عليكم أم أن هناك شبهة منعت أقامته

هناك أمور تدعوا للضحك إلى ما لا نهاية
حينما نرى شخص ما يحاول أن يخرج علينا بفكر ملتوى

ويتوهم أن الحدود بها أجتهاد

وأنا اسأل فى الحقيقة لماذا لم نرى من قام بالأجتهاد فى تلك الحدود

منذ عصر عمر بن الخطاب رضى الله عنه
وإلى عصرنا الحالى الذى نعيش فيه الأن

هل توقف الأجتهاد منذ عصر سيدنا عمر رضى الله عنه وإلى الأن

إى عقل هذا الذى يقول ذلك

أذا الأئمة الأربعة ليسوا مجتهدين
جميع شيوخ وعلماء المسلمين منذ عصر سيدنا عمر وإلى الأن
عقولهم معطلة عن الأجتهاد

لذلك لم نرى شيخ أو فقيه خرج علينا بأن بدل حد السرقة بالحبس مثلا

من يدعى ذلك بجهل نقول له توقف أما أن تأتينا ببراهن من قول أحد الشيوخ
صغيراً كان أو كبيراً

أو تتوقف عن تلك المهاترات التى تتحدث فيها
هذه هى الحدود الذى نقول فيها سمعنا وأطعنا يا أصحاب العقول

حدود الله التى تريدون التلاعب فيها بعقولكم الفاسدة

ولكن قلوبنا مطمئنة أنكم غير قادرون على ذلك
لأنه ليس هناك قول واحد من علماء الأسلام يدعم قولكم الأخرق

اما التعزيرات فهى تركت للحاكم والأجتهاد
وتختلف التعزيرات حسب ما يراه الحاكم مناسباً

وتختلف عقوبة التعزير حسب ما يراه مناسب
أن كان زجر أو حبس أو جلد

على الفلاسفة أن يعطونا دليل واحد على تعطيل حد الزنا

تبديل الحد من الجلد أو الرجم إلى الحبس مثلا

من أقول أهل العلم من عصر الصحابة وإلى الأن

لا نريد أحاديث جوفاء تفسد الموضوع

من لديه دليل واحد بأقول أهل العلم وأقرارهم بتبديل حدود الله
بغيرها فليتحفنا بأقواله المجيدة وعلمه الفياض

الحلال بين والحرام بين

ومن لا يستطيع التفريق بين الحدود وبين غيرها
فعليه بأن يلبس نظارة العقل لعله يرى الصواب