العلاج بالزيوت الطيارة المستخرجة من النباتات (Aromatherapy)، هو علم، وفى نفس الوقت نوع من أنواع علاجات الطب التكميلى، وهو منتشر جدا فى معظم الدول المتقدمة مثل دول شرق آسيا وإنجلترا وفرنسا وأمريكا، ويعتمد هذا العلاج على استغلال فوائد الزيوت الطيارة والعطرية التى يتم تقطيرها من بعض النباتات الطبية، مثل اللافندر وزيت النعناع وزيت االليمون وزيت الزنجبيل، وزيت البرتقال وغيره من الزيوت الطيارة التى تستخدم فى علاج العديد من الأمراض.

يقول الدكتور خالد مصيلحى أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة، تتميز هذه الطريقة من العلاجات بدخولها للجسم عن طريق طبقات الجلد أو الاستنشاق، ونظرا لكفاءة هذا النوع من العلاج انتشر هذا العلاج فى العالم كله، ومع بدء ظهوره فى بلادنا العربية ظهرت بعض الآثار الجانبية لهذه العلاجات بسبب اقتحام غير المتخصصين فى مجال هذا العلاج أو بسبب الاستخدام الخاطئ من أفراد مجتمعاتنا العربيه لهذه العلاجات الفعالة، وبالرغم من أن هذا النوع من العلاجات أثبت كفاءة فى علاج العديد من الأمراض، مثل قدرة زيت اللافندر فى علاج الحروق ولدغات الحشرات، وقدرة زيت الليمون فى تنبيه الجهاز العصبى عند استنشاقه وقدرة زيت الجنزبيل فى علاج دوار البحر والغثيان باستنشاق رائحته، ولكن نجاح هذا النوع من العلاجات الفعالة ارتبط ارتباطا وثيقا بوجود متخصصين فى هذا العلاج، وتحت إشراف طبى كامل، أما دخلاء المهنة من غير المتخصصين ومروجى الإعلانات المضللة أفسدوا كفاءة هذه العلاجات فى مجتمعاتنا الشرقية، بل انقلبت كمصدر للأمراض بدلا من العلاج، لذلك وجب علينا توعية مجتمعاتنا الشرقيه بخطورة سوء استخدام الزيوت الطيارة والآثار الجانبية فى حالة استخدامه بدون إشراف طبى.

وتكمن خطورة الزيوت العطرية الطيارة بوجود زيوت طيارة مغشوشة فى الأسواق العربية، ويكون الغش بإضافة بعض المواد الكيميائية التى قد تضر بصحتنا، وهذا يستوجب التأكد من مصدر هذه الزيوت، والتأكد من تسجيلها فى وزارة الصحة.

ويقول إن كل الزيوت الطيارة النقية والمستخلصة من النباتات شديدة التركيز، مما قد تسبب التهابات جلدية عند استخدامها دون تخفيف على الجلد، ويكون تخفيفها بإضافة قطرات بسيطة من الزيوت الطيارة على 100 مللى من الزيوت الوسيطة الثابتة، مثل زيت الزيتون وزيت اللوز عند استخدامها كمساج أو دهان للجلد، وتكون نسبة التخفيف محددة، ويعلمها المتخصصون فى هذا المجال.

بعض الزيوت الحمضية مثل زيت البرجموت والبرتقال والليمون تتفاعل مع ضوء الشمس لاحتوائها على مادة البرجابتين، مما قد يسبب حساسية جلدية شديدة عند التعرض للضوء والشمس، ولذلك يجب دهان هذه الزيوت ليلا وعدم التعرض لضوء الشمس بعد دهانها.
كما أن بعض الأشخاص لديهم حساسية لأنواع معينة من الزيوت العطرية، لذلك لابد من عمل اختبار حساسية بدهان جزء بسيط من هذا الزيت على جزء صغير من الجلد فى المنطقة الداخلية للذراع، وتركه 12 ساعة للتأكد من عدم وجود حساسية لهذا الزيت.
وعند استخدام الزيوت الطيارة فى حوض الاستحمام فإنه لا يضاف أكثر من 6 نقط من الزيوت الطيارة لمياه الاستحمام.

توخى الحذر من استخدام الزيوت الطيارة مع الأطفال وكبار السن ومرضى الربو وحساسية الصدر، فيجب تعديل الجرعة فى كل حالة، وحسب إرشادات الطبيب المعالج.

ويجب الحذر عند استخدام بعض الزيوات العطرية للسيدات الحوامل، لأن بعضها يزيد انقباضات الرحم، مما يعرضها للإجهاض.

وينصح بعدم ملامسة الزيوت العطرية لمنطقة العين حتى لاتسبب تهيجا وحروقا بالقرنية.

بعض الزيوت العطرية قد تهيج الأغشية المخاطية للجهاز التنفسى عند استنشاقها مثل زيت القرنفل والزعتر والقرفة، لاحتوائها على مواد فينولية، لذلك يجب عدم استنشاقها بدون إشراف طبى خاصة لمرضى الجهاز التنفسى والربو.

ويجب عدم تناول أى زيوت عطرية عن طريق الفم، فالعلاج بالزيوت العطرية كما ذكرنا يسلك طريق الجلد أو الاستنشاق فقط.

كما ينصح بعدم الإفراط فى استخدام الزيوت العطرية، ويجب تخزينها بعيدا عن متناول الأطفال.

والتعامل مع الزيوت العطرية كأى دواء يجب استخدامه تحت إشراف طبى وباستشارة المتخصصين فقط فى هذا المجال حتى لا نقع فى أيادى مروجى الوهم والسموم على شاشات وسائل الإعلام المختلفة.