لإحراج.. في حقيقة الحظ والأبراج!!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:


سنتحدث اليوم عن قضية شائكة تأرق الكثيرين وتشد انتباه أكثر وتأسر الأعّم في قيد ألغازها, ألا وهي.. قضية أبراج الحظ...


ما حقيقتها؟ وما حكم الشرع فيها؟ وما مدى ارتباطها بالواقع؟؟؟!!!!


إسئلة كثيرة تحّير مَن دخل هذا المجال ومَن لم يدخله من العامة والخاصة حول هذا العلم "إن جاز أَن نطلق عليه هذا اللفظ" وحول حقيقته وهل هو دجلٌ مما يخالف العقيدة أم لا...


دعونا أولاً نشرح طبيعة هذا العلم وكيف يفسره علماؤه والعوامل التي ساعدت على انتشاره:


يقوم هذا العلم على دراسة فلكية لحتمية حركة بعض التجمعات النجمية السيارة في الكون من حولنا والتي يطلق عليها لفظة (برج) ويسمى كل برج بما يشبهه فهناك الميزان والعقرب والحوت والحمل والسرطان وغيرها مما تعرفون وهناك أيضاً على سبيل المثال مجموعة الدب الأكبر وهكذا حسب أشكالها التي نراها...

وتقوم هذه الدراسة على أّن حركة هذه الأبراج بالتزامن مع حركة الكواكب الشمسية معها تعطي أشارات معينة ودقيقة تأثر على مَن يولد في هذا اليوم بأنماط سلوكية معينة تلازمه طوال حياته....

وقد ساعد على انتشار هذا العلم ضعف الإيمان والجهل وأخذ كل ما جاء به الغرب حتى وإن كان لا يقبل التصديق...


وتجدر الإشارة هنا إلى أّن هذا العلم ينقسم إلى شقين أساسيين هما:


1. قسم دراسة السلوكيات وحركة التوافقات بين الأبراج بأشخاصها المختلفة.

2. "الطالع": ويشمل النظر إلى المستقبل وما إلى ذلك.

ويلاحظ هنا أّن قسم السلوكيات يعتمد بشكلٍ كلي على الجانب العلمي وأّن ما نسبته ستين بالمائة من تنبآته تصيب في تحديد السمات الشخصية ولكنه يواجه الكثير من الانتقادات والتي منها:


1. كيف لا يحقق نسبة عالية وهو يعتمد على ميكانيكية علمية وفيزياء كونية؟!!!


2. قد نشاهد بضعة أشخاص من نفس البرج وسماتهم تختلف تماماً عن بعضهم البعض.


3لقد أثبتت التجارب مع الزمن أّن علماء الفلك لا يمكنهم التنبئ بهذه السمات بدقة على الرغم من إمكانية أن يكون جميع أفراد البرج الواحد قد تأثروا بنفس الإشارات الكونية لأن هناك عوامل أخرى تلعب دورها في تشكيل الشخصية الإنسانية وهي البيئة التي نشأ فيها وإمكانية تأثره بالآخرين وعوامل وراثية أخرى وغير ذلك كثير مما يضعف هذا الجانب كثيراً...

4. لا يمكن الاعتماد في حركة التوافقات بين الأبراج على التوافقات السلوكية فحسب لأن ذلك يتأثر بكيمياء الجسم أيضاً والتي تشكل عاملاً هاماً في التوافقات النفسية بين الأفراد.

وأما بالنسبة للجانب الآخر "الطالع" فهو يقوم على مجموعة من الخرافات التي لا أصل لها ولم تثبت صحتها علميًا بناءًا على تحركات لبعض النجوم كما أّنها تخالف الشرع من جميع الجهات...


وهناك نقطةٌ أخرى يجب الإشارة إليها وهي أّن هذه الأبراج يصل ضوءها إلينا بعد آلاف السنين بسبب بعد المسافة بيننا وبين تلك الأبراج وهو ما يعني أّنها تكون قد تركت مكانها وهي في مكانٍ آخر في هذا الوقت..

إذًا فهناك الكثير من نقات الضعف المأخوذة على هذا العلم على الرغم من أّني تنطبق علي ما نسبته تسعين بالمائة من صفات برج الميزان إّلا أّن العلم لا يعترف باختلاف النتائج إلى حدٍ كبير...

وعلى الرغم من ذلك فيمكن الاستفادة من هذا العلم في تكوين صورة –ولو سطحية—عن الأشخاص المحيطين بك وكيفية التعامل معهم ومفاتيح الدخول إليهم وهكذا...



وفي النهاية أقول: أّن الله قد جعل لنا نورًا نهتدي به وهو القرآن الكريم ول نحيد عنه ولو عَلِم خيرًا في هذا العلم لعلمه خير البشر وقد (صلى الله عليه وسلم):"لو عَلِمتم الغيب لاخترتم الواقع"...