تؤكد الدكتورة نبيلة السعدى أخصائية التواصل بالمركز المصرى للاستشارات الأسرية والزوجية على أن الأسرة تعد أساس بناء المجتمع، وهى المركز الرئيسى للتدريب على العلاقات الاجتماعية، وهى الحضانة الأولى التى ينمو فيها الفرد وتتحدد فيها سماته وخصائصه، وبالتالى أى مشاكل داخلها تؤثر على نمو الأطفال بطريقة صحيحة، لذلك لابد أن نتعرف على أهم الأسباب التى تؤدى إلى التفكك الأسرى، وهى:

1- غياب الأب أو الأم عن أداء دورهما وذلك لانشغالهما بأعمالهما التى يعتقدان أنها أهم من أبنائهما أو عدم إدراكهما لأهمية تواجدهما فى حياة أبنائهما، والتى هى تعتبر أهم من المال والطعام والشراب، مما يؤدى إلى حدوث فراغ عاطفى لدى الطفل، وبالتالى ينتج عنه انهيار لهذا الكيان.

2- الصراعات الداخلية، وذلك بسبب الفارق الاقتصادى بين الزوجين ورغبة الطرف الأقوى ماديا فى السيطرة على الطرف الأقل ماديا، ويكون الوضع خطيرا إذا كانت المرأة هى الطرف الأقوى، ونظرا لطبيعة الرجل الشرقى وعدم تقبله لهذا الوضع يزيد الموقف سوءا.
3- الطلاق، فهناك طلاق إيجابى وهو الذى يحمى الأبناء من مواجهة الخلافات بين الوالدين والحفاظ على صورتهم أمامهم بطريقة جيدة، مما يجنبهم الآثار النفسية الناتجة عن الخلاف فيكون الطلب بطريقة مهذبة مع حفاظ كل طرف على صورة الطرف الآخر أمام الأبناء، ولكن غالبا ًما يحدث الطلاق السلبى الذى هو مؤشر آخر للتفكك الأسرى ويكون ناتج عن أن الزوجة التى دائمـا ما تعقد مقارنات بين حالها وحال غيرها، وكذلك الرجل مع عدم النظر للأطفال.

4- العولمة والانفجار المعرفى ومع غياب التعزيزات والمتمثلة فى بعض العوامل الاجتماعية مثل الدين والقيم والعادات الاجتماعية والتقاليـد تصبح أحد أسباب تفكك الأسرة.


5- وجود الخادمة فى المنزل والتى تقوم بالدور الكامل فى حياة الأطفال، وبالتالى تؤثر عليه لدرجة أنه لا يتقبل أمه كمـا يتقبل المربية ويحبها مما يؤدى إلى التأثير عليــه والتطبيع بها وتقبل معتقداتها مما يعتبر مؤشرا خطيرا.

6- ضعف الإيمان، ويعتبر هذا العامل فى مقدمة العوامل جميعا ً لأهميته، فإذا كان الإيمان ضعيف عند الأب والأم فكان الوقوع فى الخطأ سهل والتى تسبب فى مشكلات كثيرة.

وتضيف: من أهم الآثار الناتجة عن التفكك الأسرى سوء علاقة الزوجيين بالآخرين ووجود اضطرابات فى العلاقة بالأقارب، فهى تؤثر فيهم بالسلب، وتصبح هناك عداوة وشحناء بين الأسرتين، وهو بالتالى يؤدى إلى انهيار الكيان المجتمعى، نشر الانحراف بين الأبناء وذلك لتفكك الأسرة وتشتتهم وشعورهم بعدم الأمان والدعم النفسى، بالإضافة إلى التأثير على قيم المجتمع وثقافته لأنه يسبب اختلالا فى القيم التى يجب ترسيخها مثل الترابط والتعاون ومساعدة المحتاج، ويؤثر التفكك الأسرى على التنمية المجتمعية، وذلك لأنه يعتبر سبيل فى تحقيق أهداف التنمية لأن التنمية تعتمد على وجود أسرة قائمه بوظائفها بشكل سليم وأهمها إنتاج أفراد إيجابيين قادرين على تحمل المسئولية وكذلك أسوياء نفسيا.