صدر مؤخرًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد مجاهد، عن مكتبة الأسرة، كتاب "الأعمال الشعرية الكاملة لبديع خيرى، شاعر ثورة 19، وقام بجمعها وقدم لها دراسة وتحقيق الدكتور نبيل بهجت.

يبدأ الكتاب بدراسة محققة لأعمال بديع خيرى يعرض فيها المحقق للعديد من قصائد التى تركها بدون توقيع أو بتوقيع مستعار، ويعتمد على أدلة مختلفة تثبت نسبة هذه القصائد إلى بديع خيرى، ويقدم بعد ذلك ثبتا لأعمال بديع خيرى، سواء كانت الأغانى أو المسرحيات المختلفة أو الأفلام، ثم يعرض الكتاب بعدها للقصائد السياسية، والمساجلات ثم القصائد الاجتماعية، ثم القصائد التى وقعها بتوقيع مستعار، ثم قصائد المناسبات ثم القصائد العاطفية، ثم لافتتاحيات مجلة "ألف صنف"، ثم للإعلانات الزجلية، ثم الأغانى العامة، أغانى الأفلام، أغانى الاستعراضات والمسرحيات. ويقع الكتاب فى قرابة 900 صفحة تقريبا وحرص المحقق أن يلحق كل قصيدة بتاريخ ومكان نشرها.

ويعد الكتاب من أهم مصادر شعر العامية، إذا إن بديع من الشعراء العظام الذين كتبوا للشعب العربى، وامتزج إبداعهم بوجدان الشعب دون الوقف على اسمه، فهو مؤلف العديد من الأغانى التى مازالت إلى الآن محط اهتمام الأجيال المتعاقبة.

وبديع بلاشك حمل راية الكفاح الوطنى من خلال شعر العامية والمسرح، فهو شاعر ثورة 19 دون منازع وابن الحركة الوطنية، فيحكى أنه وسيد درويش كانا يجلسان إلى العمال فى المقهى لدفعهم إلى تأسيس النقابات المهنية. والقراءة المتأنية لتراث بديع خيرى المتناثر فى المصادر المختلفة تكشف أنه كان لسان حال ثورة 1919. وكانت أزجال بديع خيرى البوابة الحقيقية لعالمه التى اكتشفت من خلاله الوجه الحقيقى لمصر، حيث صاغ الرؤية الشعبية لكثير من الأحداث فى قصائده غير مكترث بالرؤية الرسمية.