النتائج 1 إلى 1 من 1
- 09-08-2012, 05:32 PM #1
" سنوات فى قلعة الخطيئة ".. كتاب يرصد أسرار العاملين فى ماسبيرو
"سنوات فى قلعة الخطيئة" عنوان الكتاب الجديد الصادر للكاتبة الصحفية والإعلامية حنان شومان، الذى ترصد من خلاله تجربتها فى العمل فى مبنى التيلفزيون المصرى، من خلال مجموعة من المواقف التى كتبتها بالفعل شومان من قبل فى عدة مقالات ثم قامت بتجميعها فى هذا الكتاب، ومن بينهم سلسلة مقالات نشرت فى اليوم السابع تحت نفس العنوان "سنوات فى قلعة الخطيئة"، مؤكدة فى بداية كتابتها لهذه السلسلة أنها لم تختار هذا العنوان، قائلة "اختاره وحدده من يطلقون على أنفسهم ثوار ماسبيرو، فهم الذين أطلقوا هذا الاسم على المكان الذى عملوا ويعملون به لسنوات، فإن كان أهل الدار يرون ذلك فلا يصح للغرباء عن المكان مثلى أن يجدوا له اسمًا مخالفًا، موضحة أن "سنوات فى قلعة الخطيئة"، بمثابة شهادة منها على مكان وزمان كان يُصنع فيه بعض من الإعلام الذى تقدمه الدولة للشعب المصرى، سأذكر بعض أسماء غائبة عن المشهد بما لها وما عليها، وسأحجب أسماء ليس خوفاً من أصحابها ولكن لأنهم أمثلة متكررة فى مبنى ماسبيرو كما فى أماكن كثيرة فى مصر.
تقول شومان فى أول مقال نشر "فى البداية كان مبنى التليفزيون بالنسبة لى كطفلة لا يعنى إلا «مبنى طويييل» وفى نهايته «خازووق»، على كل حال لم يكن إلا مبنى قابعًا على نيل مصر أصم قبيح الشكل، وهو عكس إحساسى تماماً تجاه جهاز التليفزيون القابع فى غرفة المعيشة فى منزلنا فقد كان له معنى آخر، كان يمثل الدنيا وما فيها من عجائب، كان يمثل ماما نجوى وبقلظ وتوم وجيرى وبعد فترة صار يمثل ليالى الحلمية وليالى رمضان وعادل إمام وإسماعيل ياسين وكل نجوم السينما الذين أعشقهم، وصوت محمود سلطان ونشرة أخبار الساعة التاسعة المقدسة لدى والدى، أى أنه فى النهاية كان يمثل لى الحياة.
ومرت سنوات وظل جهاز التليفزيون عندى منفصلًا عن المبنى، وحتى بعد التحاقى بالدراسة فى كلية الإعلام ظل المكان بالنسبة لى مجهولًا لأنى أحلم بالمطابع وصالات التحرير وليس الاستديوهات، والتحقت بقسم الصحافة وعملت صحفية تعشق الكلمة وترى فيها «حياة أو موت»، وتخصصت فى الكتابة عن السينما والفنون التى أعشقها ودرست فنها، وكان كثير من الزملاء يعملون على أخبار ماسبيرو أو التليفزيون، وكذلك يعملون فيه أحياناً فى الإعداد كما فى محطات أخرى بينما أنا أرى فى ذلك قلة قيمة ولا أفهم ما أهمية خبر عن موظف يعمل فى قطاع مش عارف إيه. ولم تكن تثيرنى مثل هذه الأخبار كقارئة أو صحفية بل كنت أشعر بأن من يغطى أخبار ماسبيرو يبدو كمن يكتب عن قلم الأطفال أو قلم الغناء، كما قال نور الدمرداش عنه فى فيلم «صغيرة على الحب» حين دخله باحثاً عن سعاد حسنى.
وكثيراً ما عرض علىّ أن أعد برامج أو أن أكون ضيفة فيه بعد أن كسبت سنين فى عمر مهنتى، ولم أكن أقبل فقد كان لى مرة أو اثنتين تجارب بائسة فى برامج يائسة دخلت فيها مبنى ماسبيرو فوجدت مذيعة لا تعرف الموضوع الذى ستتحدث فيه إلا قبل دقائق من بداية اللقاء، أما المعد للقاء فسعيد بأن ضيفه صحفى فيعتمد عليه فى تحديد نقاط الحديث، يعنى الخلاصة تجربتان أو ثلاث تتسم بالكآبة وفقر الحال والفكر، ولم يكن المكان أيضاً أفضل حالاً من البشر.. فالاستديوهات تعلوها الأتربة وتزينها الورود الصناعية الحقيرة، وغاية الأمر أن ماسبيرو كمبنى وبشر لم يكن يعنى فى عقلى إلاحالة من حالات البؤس الحكومى الذى لم أنتم يوماً له.