تنتظر إسرائيل مشاكل بعد انتهاء صلاحية قانون التجنيد فى البلاد، والذى كان فى السابق يعفى عشرات الآلاف من اليهود المتدينين من الخدمة العسكرية.

ويقول الكثيرون، فى المجتمع المنغلق سريع النمو، إنهم يفضلون دخول السجن على الإذعان، لوقف الإعفاءات، التى دامت عدة عقود وأثارت حالة من الغضب العارم فى البلاد، ويقول البعض، إنه سيتعين على الجيش أن يتغير لاحتواء رجال أكثر تشددًا يحتاجون مناخًا خاصًا يمكنهم من التأقلم مع أسلوب حياتهم المحافظ دينيا.

الأستاذ مارتن فان كريفيلد، المتخصص فى تاريخ الجيش الإسرائيلى بالجامعة العبرية بالقدس، يقول "نتحدث عن بعض التعديلات.. نتحدث عن طعام يجب أن يكون حلالا تمامًا، نتحدث عن منع الاختلاط بين الجنود المتدينين والمجندات، نتحدث عن إمكانية مواصلتهم دراسة التلمود حتى أثناء الخدمة العسكرية، نتحدث عن حقيقة أنهم لن يعملوا أيام السبت أو العطلات الرسمية، إلى آخره.. لذا سيكون الأمر شديد الصعوبة لكننى أعتقد أنه فى وجود بعض النوايا الحسنة، يمكن إنجاز ذلك على نحو أو آخر".

وتاريخيا، كان اليهود المتشددون يتمتعون بالإعفاء من أداء الخدمة العسكرية بموجب قانون تال، الذى أسقطته المحكمة العليا الإسرائيلية فى وقت سابق من هذا العام وانتهى مفعوله فى الأول من أغسطس الجارى.

يذكر أن تلك الإعفاءات بدأت قبل ستين عامًا وكانت تنطبق فقط على عدة مئات من طلاب المعاهد الدينية، حتى يتمكنوا من إعادة تعمير دور العلم اليهودية، التى اضمحلت خلال المحرقة النازية إبان الحرب العالمية الثانية، لكن أعدادهم تضاعفت، من ناحية بفضل الارتفاع الشديد فى معدل المواليد بين طائفة المتشددين الدينيين، حتى بات ينسحب على نحو ستين ألف بالغ إسرائيلى صحيح البدن.

وينضم معظم اليهود الآخرين إلى الخدمة العسكرية فى سن الثامنة عشرة، حيث يقضى الرجال ثلاث سنوات ثم عقود من خدمة الاحتياط السنوية، بينما تقضى النساء عامين فقط فى الجيش.