أثارت تصريحات الحزب الجمهورى للانتخابات الرئاسية المقبلة، ميت رومنى، الثلاثاء، والتى اعتبر فيها القدس هى عاصمة إسرائيل، غضب مسئولين فلسطينيين رفضوا بشدة تلك التصريحات التى اعتبروها نهاية حلم إقامة الدولتين، وتعقد الأمور ولا تساعد على الحل.

وبناء على ذلك الاستنكار الفلسطينى لتصريحات رومنى، قال مرشح الحزب الجمهورى، إنه لم يقصد الحط من قدر الثقافة الفلسطينية بتصريحاته، التى أثارت حفيظة المسئولين الفلسطينيين، والتى عزا فيها تفوق إسرائيل الاقتصادى على الفلسطينيين إلى "الفروق الحضارية" بين الجانبين.

وشرح رومنى فى مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية تصريحاته:"لم أتكلم عن.. أو أتحدث عن الثقافة الفلسطينية أو القرارات التى اتخذت حول اقتصادهم.. هذا موضوع مثير للاهتمام ويستحق التحليل العلمى، لكننى لم أتطرق لذلك، وبالتأكيد لا أخطط لمعالجة ذلك خلال حملتى".

وأضاف:" بدلا من ذلك، أود أن أشير إلى أن الخيارات التى يتخذها أى مجتمع لها تأثيرها العميق على الاقتصاد وعلى حيوية هذا المجتمع".

وكان رومنى قال خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، إنه يؤيد حل الدولتين على أن يحدد الطرفان الفلسطينى والإسرائيلى الحدود بينهما، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تدعم البلدين لرسم حدود الجانبين، التى يجب أن يتم التفاوض عليها، معتبراً أن الحائط الغربى هو جزء من إسرائيل، وأنه يجب حل الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول البناء الاستيطانى بهدوء وليس فى العلن.

من جهته، أعرب عضو المجلس التشريعى الفلسطينى، قيس عبد الكريم "أبو ليلى"، عن رفضه لتصريحات المرشح الأمريكى، مشيراً إلى أنها تصريحات لا يؤبه بها، وبأنها عديمة القيمة والمغزى.

وأضاف أبو ليلى، هذا الرجل لا يفقه شيئاً فى أحوال المنطقة، وتصريحاته تنم عن جهل فائق وعدم معرفة بالعديد من الملفات الدولية، وهو منخرط انخراطاً كاملاً فى بورصة المزايدات الانتخابية، ويسعى بالدرجة الرئيسية ليس فقط وراء أصوات اليهود، وإنما أيضاً وراء أموال اللوبى اليهودى.

كما أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. صائب عريقات، أن "رومنى مارس العنصرية عندما اعتبر أن "الفجوة بين الاقتصاد الإسرائيلى والفلسطينى نابعة من الثقافة".

وقال د. عريقات: إن هذا الإنسان بحاجة إلى تعلم الكثير، فهو يجهل الحقائق ويجهل حقيقة المنطقة وتاريخها وثقافتها وحضارتها، فأولاً هو انزلق بتصريحات حول القدس، معتبرًا إياها عاصمة لإسرائيل، وهو ما يعنى فعلياً تدمير عملية السلام.

وقال الكاتب المحلل السياسى خليل شاهين، إن رومنى فى زيارته الانتخابية إلى إسرائيل حاول أن يظهر ملكياً أكثر من الملك نفسه، بل أن بعض المراقبين الإسرائيليين قالوا إنهم سمعوا صوت رومنى يردد كلمات نتانياهو معتقداً بأنه كان متطرفاً فى عدائه للحقوق الفلسطينية أكثر من المتطرفين الإسرائيليين أنفسهم.

وأضاف شاهين: لا يزال رومنى منافساً فى الانتخابات، أما أوباما فقد ذهب أبعد من رومنى فى الإجراءات التى اتخذها وليس فقط التصريحات، لاسيما بعد تشريع الدعم العسكرى المقدم لإسرائيل بشكل ملزم لأى رئيس قادم، إضافة إلى تقديم مساعدات واسعة النطاق لإسرائيل فيما يتعلق بالعتاد الذى يعزز يد إسرائيل الطولى فى المنطقة.