كثير من الآباء يبالغون فى رعاية أبنائهم ومساعدتهم منذ الصغر، وحتى عندما يصبحون كبارا راشدين غير محتاجين إلى رعاية أو مساعدة، وهذا له لآثاره السلبية على الأبناء، وهو ما يؤكده الدكتور محمد أمين المفتى، أستاذ المناهج وإستراتيجيات التدريس بكلية التربية بجامعة عين شمس والعميد الأسبق للكلية.

ويشير المفتى إلى أنه بالطبع يحتاج الطفل فى بداية حياته إلى الرعاية الكاملة من الوالدين، وخاصة الأم، فهو يحتاج إلى مساعدته فى المأكل والملبس والنظافة والأخذ بيده عند محاولاته الأولى فى السير، ومع نموه ينبغى أن تقل المساعدة تدريجيا فيما يستطيع الطفل أن يقوم به بمفرده، وقد يطلب الطفل المساعدة، ولكن طالما أنه قادر بمفرده ينبغى على الوالدين أن ينصحاه بتكرار المحاولة تحت إشرافهم ودون تقديم المساعدة بطريقة مباشرة، ومع تكرار المحاولة ينجح الطفل فى القيام بما يريد، وهكذا حتى يستطيع القيام بكل ما يريده بمفرده وبدون مساعدة من أحد، وهذا يعود الطفل على الاعتماد على نفسه ويكتسب ذلك خلال سنوات عمره التالية.

لكن للأسف نجد الكثير من الآباء يفعلون عكس ذلك بدافع حبهم لأبنائهم وخشيتهم من إخفاقهم وشعورهم بالفشل، ولا بأس أن يحاول الأبناء ولا بأس أن يخطئوا فيتعلمون من أخطائهم ويزدادوا خبرة وصلابة وثقة بالنفس فهذا يؤدى إلى نجاحهم فيما يريدون أن يقوموا به فى دراستهم، وصداقاتهم، وعملهم وحياتهم الأسرية عندما يكونون أسرة.