هل سيتكمن اجتماع الايكوفين الإجابة عن الأسئلة التي خلفتها القمة الأوروبية؟



ترك قادة منطقة اليورو في قمتهم الأخيرة في بروكسل بعض الأمور المعلقة بعد ان اتفقوا على اتخاذ كافة الإجراءات الفورية لإعادة الاستقرار لمنطقة اليورو التي لا تزال تعاني من تداعيات أزمة الديون الأوروبية المتفاقمة، أن التعليق على الشروط المرتبطة بخطة الإنقاذ المقدرة بقيمة 100 مليار يورو لأسبانيا سيكون البند الأساسي على أجندة اجتماع الايكوفين المنتظر ببداية الأسبوع القادم.

سيبدأ اجتماع الايكوفين الشهري باللقاء الأول في بروكسل بين وزراء مالية منقطة اليورو الـ17 في التاسع من تموز، و يليه في اليوم التالي اجتماع وزراء مالية الاتحاد الأوروبي الـ 27، و نشير هنا إلى أن الوزراء في هذا الاجتماع مطالبين بتفسير ثلاثة أمور أساسية أولها : آلية إعادة رسملة البنوك بشكل مباشر من صناديق الإنقاذ الأوروبية حسب قرار قادة الاتحاد الأوروبي.

فقد أقر قادة منطقة اليورو في الـ29 من حزيران الماضي استخدام آلية الاستقرار الأوروبي و صندوق الاستقرار الأوروبي بشكل مباشر لإعادة رسملة البنوك دون الحاجة لقيام الحكومات الاوروبية بإقرار سياسات تقشفية صارمة لتخفيض العجز في الميزانية العامة و التي تضر بمستويات النمو في هذه الدول المتعثرة، و لكن القادة لم يقدموا أي تفاصيل عن هذه الآلية إذ لا بد من تفسير كيفية تحويل أموال الصندوق لتقديم القروض إلى الحكومات و التي من شأنها أيضا أن توفر أيضا تمويل للبنوك.

لا بد من الإشارة إلى أنه تم إقرار الاستخدام المباشر لإعادة رسملة البنوك من آلية الاستقرار الأوروبي في إطار تشديد الرقابة على تلك البنوك من خلال هيئة دولية للإشراف بمشاركة البنك المركزي الأوروبي، و وعد قادة منطقة اليورو بتقديم كافة التفاصيل و القرارات في التاسع من الشهر الجاري.

ثانيها : أن القضية الرئيسية على جدول أعمال هذا الاجتماع هو التعليق على الشروط المرتبطة بخطة الإنقاذ المقدمة لاسبانيا بقيمة تصل إلى 100 مليار يورو في سبيل إعادة رسملة بنوكها المتعثرة إذ تم الاتفاق على قواعد جديدة لم يزود القادة الأسواق بأي تفاصيل عنها حتى الآن إلا أنها سوف تكون مخففة لأسبانيا و لايطاليا في حال اضطرت الأخيرة لطلب المساعدة، و لا بد للوزراء الأوروبيين أيضا التعليق على خطة الإنقاذ التي قد تقدم لقبرص.

لا بد من الإشارة بأن أسبانيا حتى هذا الوقت لم تتحدد القيمة الفعلية لتكلفة رسملة بنوكها، إذ اكتفت بالتقارير المستقلة لشركات أسبانية التي قدرت تكلفة إعادة رسملة بنوكها بقيمة 62 مليار يورو ، و كان صندوق النقد الدولي قد قدّر التكلفة بحوالي 40 مليار يورو، و لا بد من الحصول على هذه التفاصيل يوم الاثنين الموافق 9 تموز كما صرحت الحكومة الأسبانية سابقا.

ثالثها : أوجدت القمة الأوروبية الأخيرة حلا لتخفيف من حدة في الارتفاع في تكاليف الاقتراض باستخدام آلية الاستقرار الأوروبي بشكل مباشر لشراء السندات الحكومية ، لا بد للوزراء الأوروبيين من تقديم التوضيح الكافي حول كيفية شراء سندات الحكومية فهل سيكون من السوق الأولي أم الثانوي فالقادة لم يوضحوا ذلك أيضا علماً بأن هولندا و فنلندا قد أبدوا عدم موافقتهم حول هذا القرار.

أكد قادة الاتحاد الأوروبي في قمتهم الأخيرة بأنه يتحتم على الدول التي تريد استخدام صناديق الإنقاذ لشراء سندات الحكومية ذات العائد المرتفع بتقديم مذكرة لمجموعة منطقة اليورو و التي بدورها سوف تنظر فيها، للسيطرة على الارتفاع في تكاليف الاقتراض التي تعاني منها دول منطقة اليورو المتعثرة و التي بدورها تسبب الفوضى العارمة في الأسواق المالية.

عزيزي القارئ، أن مهمة وزراء مالية الأوروبيين هذا الأسبوع تقديم التوضيح اللازم للأسواق ، و ذلك حتى تدخل القرارات الأخيرة لقمة الاتحاد الأوروبي في حيز التطبيق دون ذلك فان الأسواق سوف تصاب بحالة من الإحباط كون القمة الأوروبية لم تكون إلا بمثابة قرارات و اتفاقات دون إجراءات فعلية لاحتواء ازمة الديون الأوروبية.