السلامُ عليكم و رحمةُ اللهِ و بركاته


حياتنا في الغالب مُجرد اخطاء و تصحيح لـ هذه الاخطاء ..
احياناً نقوم بـ عمل و قد حُذرنا و نُبِهنى بـ ان هذا العمل خاطئ ، و لكننا نصرُ على القيامِ به ..
مثلاً .. منذ نعومة اظافرنا ، عندما يُخبرنا احد بـ ان هذا الإناء حآر .. غالباً ما نريد لمسه !
و هذا مِثال من امثله عده نلحظ منها أن غالبيتنا لا يتعلم إلا عندما يخطئ .. و البعض لا يتعلم مهما اخطئ


ما اريد إيصاله .. بما انّا غالباً نعلم قبل ان نفعل الخطأ .. بـ انه عمل خاطئ .. فـ لماذا نقوم به .. ؟ !
هنآك امور نُيقِن تماماً انها خاطئه و لا نحتاج لـ احد ان يخبِرنا بها .. ،


في الدرآسه .. الغياب ، الإهمال ، عدم الإنتباه .. إلخ
لا اعتقد ان هناك شخص يفعل هذهِ الأمور و هو ليس مُيقن تماماً بـ ان ما يفعله خاطئ ..
و لكن يستمر إلا ان تأتيه ردةُ الفعل و الصفعه . .
و كل شخصٍ يختلف عن الآخر .. البعض سـ يتعلم الدرس عندما يرى مستواه في الاختبار الاول ..
و البعض الآخر عند انتهاء السنه الدرآسيه و يرى من كان معه قد انتقلَ إلى المرحله القادمه و هو لا زال في مكانه ..
و البعض بعد التخرج من المدرسه .. حيث لم يستطع اكمال دراسته ..
و البعض لن تأتيه الصفعه ابداً .. !!


و الامثله كثيره في امور الدنيا ..
اما في امور الدين .. فـ الاخطاء ليست كـ لمس اناء حآر او اهمال في المدرسه .. ، انما نُخطأ بـ حق الله !
نُخطئ و نعصي و نحن نعلم بـ ان ما نفعله خاطئ .. نعلم ان ما نفعله نهى عنه الله و رسوله .. !


الادهى اننا نعصي اوامر الله بـ نِعمه .. ! انعم علينا بـ العين فـ ننظر بها إلى الحرام !
انعم علينا بـ الاذن فـ نسمع بها الحرام ! انعم علينا بـ اليدين و الرجلين و غيرها .. و نسرق و نكذب و نأكل الحرام !
بدل ان نشكره عز و جل على نعمه .. نعصيه بها !!


كأنما نُعطي لـ شخص طعام ..، فـ يأخذه و يشتمنا .. !
هل هذا الفعل يعمله شخص عاقل .. ؟


قآل الله عز و جل : ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ) .. [ الفرقان ، آية 43 . 44 ]


هل اصبحنا " اضل " من الانعام .. ؟




الله عز و جل رؤوف رحيم حتى على من يعصيه ..


حيث قال : ( وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) .. [ السجده ، آيه 21 ]



فـ من يعصي الله تأتيه ردة فعل اعماله لـ يصحح اخطائه ..

بـ معنى انزال المصائب و الهموم لـ يتوب و يرجع إلى الله قبل ان يأتيه العذاب الاكبر و هو عذاب النار
و نلحظ ان الاية بدأت بـ العذاب الادنى و انتهت بـ العذاب الاكبر ..
و هذا من بلاغة القرآن الكريم .. ،
حيث ان المُعاكس لـ الادنى هو الابعد .. و المُعاكس لـ الاكبر هو الاصغر ..
و لكن هذه الايه لـ التخويف ..،


فـ العذاب الاول يتصف بأنه الادنى و الاصغر .. و لـ التخويف فـ لا تقول الاصغر !
و العذاب الثاني يتصف بأنه الابعد و الاكبر .. و كذلك لن تقول الابعد .. !



قال تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )



مُيقن تماماً انه ليس هنآلك مُسلم على هذه الأرض لا يحفظ هذه الآيه .. !!
و بـ درجة اقل من الإيقآن .. الكثير لم [ يُفكر و يتفكر ] بها .. و لا استثني نفسي .. !!



لا يعلم اي احد منا متى يأتيه الموت ..
لـ ننظر إلى انفسنا و نقف وقفة تأمل و نسأل ..
هل انا مُستعد فعلاً لـ ملاقاة ربي..؟