الدكتورة نبيلة السعدى أخصائية التواصل بالمركز المصرى للاستشارات الأسرية والزوجية

يشعر الإنسان فى بعض الأحيان بحالة من القلق على الوطن وعلى مستقبل أبنائه، وهذا القلق حالة طبيعية عند كل إنسان يتحمل المسئولية، نظرا لشعره بالهم وعدم الاستقرار، ولكن الأمر يختلف فى حالة شعور الأطفال بالقلق لأنه يكون ناجما عن عوامل خاصة كالخوف، وذلك وفقا لما أشارت إليه الدكتورة نبيلة السعدى أخصائية التواصل بالمركز المصرى للاستشارات الأسرية والزوجية.

وتضيف السعدى، المقصود بالقلق هو حالة الشعور غير السار والممزوج بالهم والحزن والخوف والضيق، وتتفق مظاهر القلق عند الصغار والكبار، ومن أهم هذه المظاهر الأرق، الأحلام المزعجة، قلة الرغبة فى الطعام أو الشراب، التوتر، الغثيان، وقد يصيب القلق الإنسان بالصداع وسرعة النبض وصعوبة التنفس، وربما يشعر ببعض الاضطرابات المعوية والآلام المبرحة.

وتشير نبيلة إلى أن القلق يندرج تحت ثلاثة أنواع رئيسية، وهى القلق الموضوعى، ويكون فى أغلب الأحوال ناجما عن رؤية شىء مخيف مثل القصف المدفعى وغارات الطائرات وثورات البراكين ووجود حيوانات مفترسة.

القلق الخلقى، وينشأ عن الضمير حين يرتكب الإنسان عملاً مخلاً بالشرف أو يقع فى ذنب أو يتسبب فى إلحاق الأذى بالآخرين.

والنوع الثالث هو القلق العصبى، ويعانى منه الأفراد المعرضون للإصابة بأمراض نفسية أو عصبية، كالهستيريا والصرع وما شابه ذلك، وربما يشعر الطفل بقلق عند رؤية الدم أو الأسلحة النارية، وقد يكون ناجماً عن سبب غير مفهوم، فيشعر الإنسان بالانقباض دون أن يعرف تفسيراً.

وتوضح السعدى أن هناك أسبابا تؤدى إلى القلق، مثل البيئة المنزلية المضطربة المليئة بالخلافات والنزاعات التى قد تتطور إلى خلاف وعنف وينعكس سلباً على الأطفال، ومجرد إحساس الطفل بأنه سيفقد أمه التى هى مركز الأمان بالنسبة إليه يسبب له قلقاً شديداً قد يكون مصحوباً بأعراض عضوية، مثل الألم فى الرأس أو فى البطن أو بغثيان.

ومن أبرز الوسائل الناجحة للتعامل مع قلق الأطفال هو حرص الوالدين على تحقيق الوفاق بين أبنائهما حتى يشبع حاجته من حب وحنان، تعزيز الجوانب الإيجابية للطفل بالحوافز المادية والمعنوية، تنمية النزعة الاستقلالية لدى الطفل، وتدريبه على التعامل بإيجابية مع المشكلات التى تواجهه فيحصل على خبرات مفيدة، تعليم الأطفال أسس التفكير المنطقى،
فإذا استطاعت الأسرة والمدرسة أن تحقق للطفل هذه المطالب فإنه سوف ينشأ بشكل سليم خال من الخوف والقلق، ويتمتع بشخصية قوية تؤهله لأن يكون إنساناً ناجحاً فى حياته وقادراً على خدمة نفسه وأمته ووطنه.