فجر منتخب أفريقيا الوسطى مفاجأة من العيار الثقيل فى تصفيات أمم أفريقيا 2013، بعد إقصائه للمنتخب الوطنى المصرى عقب التعادل الإيجابى 1\1 فى مباراة العودة التى أقيمت بالعاصمة بانجى اليوم، ليتأهل منتخب أفريقيا الوسطى بنتيجة 4\3 بمجموع المباراتين، ويودع الفراعنة البطولة المفضلة مبكرا ويحمل أبناء برادلى وجهازه الفنى أكبر فضيحة للكرة المصرية فى تاريخه.

بدأت المباراة على عكس المتوقع، بهجوم سريع من لاعبى أفريقيا الوسطى يقابله دفاع مترهل من لاعبى المنتخب الوطنى، كما اعتمد هيرفى لونجونجى المدير الفنى لأصحاب الأرض على الكرات الطولية لإرهاق لاعبى المنتخب الوطنى فى كثرة بناء الهجمات.

فى المقابل وضح مدى تأثر لاعبى المنتخب الوطنى بنتيجة مباراة الذهاب التى انتهت بالخسارة 2\3 فى الإسكندرية، حيث كان التوتر والتسرع مسيطرين على تمريرات لاعبى الفراعنة، خاصة أن لاعبى المنتخب يرغبون فى إحراز هدف مبكر يريح الأعصاب ويقرب المنتخب من تحقيق حلمه بالفوز بفارق هدفين والتأهل للدور التالى فى التصفيات.

مع حلول الدقيقة 13 تعرض محمد صلاح لعرقلة داخل منطقة جزاء أصحاب الأرض، لكن حكم اللقاء السنغالى بادارا يتجاهلها، مما يزيد من الأعباء النفسية على لاعبى الفراعنة الذين اعترضوا كثيرا على قرارات الحكم.

ويبدو أن الجهاز الفنى للمنتخب بقيادة برادلى لم يستوعب الدرس القاسى فى مباراة الذهاب، حيث واصل الثنائى كزافوما ومومى، تألقهما والتلاعب بدفاعات الفراعنة، وفى الدقيقة 22 ينجح كزافوما فى إحراز هدف قاتل من خطأ دفاعى مشترك بين أحمد فتحى وعصام الحضرى، ويضع كرة ضعيفة جدا فى مرمى الحضرى الذى تابعها جيدا وهى تتهادى داخل مرماه.

الهدف المبكر زاد من ثقة لاعبى أفريقيا الوسطى، وسرب كل أنواع الإحباط واليأس للفراعنة، الذين حاولوا العودة للمباراة من خلال تسديدات أبو تريكة وحسنى عبد ربه، إلا أنها كانت تسديدات عشوائية وضعيفة لم تسفر عن خطورة على مرمى جوندجية حارس مرمى أصحاب الأرض.

الدقيقة 30 تعلن عن نجاح منتخب أفريقيا الوسطى فى فرض أسلوبه على الفراعنة، من خلال تهدئة اللعب، وامتلاك وسط الملعب، مع إضاعة الوقت بكل أنواع الطرق سواء المشروعة أو غير المشروعة.

الجهاز الفنى للمنتخب ترك الأمور الفنية والموقف الحرج الذى يمر به الفراعنة، وتفرغوا للشكوى من عدم وجود كرات احتياطية حول الملعب..!

فى الدقيقة 40 يسدد عماد متعب الكرة الخطرة الوحيدة للفراعنة فى الشوط بيسراه من على حدود المنطقة، لكنها تصل ليد حارس مرمى أفريقيا الوسطى، وترتد الكرة سريعة فى هجمة خطرة لأصحاب الأرض، لكن حجازى يتدخل وينقذها قبل انفراد كزافوما بالحضرى.

ويحصل الفراعنة على ركنية قبل نهاية الشوط بثوان، لكنها لا تسفر عن جديد لينتهى الشوط الأول بتقدم أفريقيا الوسطى بهدف نظيف.

مع بداية الشوط الثانى يجرى برادلى تبديلا هجوميا بنزول أحمد حسن مكى بدلا من محمد الننى ليضم تشكيل الفراعنة خماسى الهجوم محمد صلاح ومحمد أبو تريكة ومحمد ناجى جدو وعماد متعب وأحمد حسن مكى، أملا فى تحقيق المعجزة وإحراز ثلاثية تقود الفراعنة للدور التالى فى التصفيات.

ويعتمد أصحاب الأرض على الهجمات المرتدة مستغلين سوء حالة الدفاع، وقلة لاعبى الوسط، ويجرى المدير الفنى لأفريقيا الوسطى تبديل بنزول بوتو بدلا من كاجو ويسدد هيلار مومى كرة خطيرة تمر أعلى العارضة بسنتيمترات.

وتتوالى تسديدات مومى على مرمى الحضرى، لتصبح هى مصدر الإزعاج الوحيد لأصحاب الأرض، ويجرى برادلى التبديل الثانى فى الدقيقة 58 بنزول أحمد تمساح بدلا من محمد ناجى جدو الحاضر الغائب طوال فترة مشاركته.

تظهر خطورة الفراعنة مع الدقيقة 60، من خلال هجمات مكثفة وامتلاك لوسط الملعب، لكن دفاع أفريقيا الوسطى كان بالمرصاد لكل كرات المنتخب الوطنى خاصة عرضيات معوض وتمساح من الجانب الأيسر وصلاح وأبو تريكة من الجانب الأيمن.

ويستسلم لاعبو الفراعنة لمحاولات الاستعراض المهين التى قام بها لاعبو أفريقيا الوسطى، ويسدد أبو تريكة كرة عشوائية يتصدى لها حارس مرمى أصحاب الأرض بسهولة، لترتد الكرة بهجمة لكنها تنتهى بضربة مرمى للحضرى.

ويحرز عماد متعب هدف التعادل للفراعنة فى الدقيقة 71 بعد تحويله لعرضية تمساح داخل مرمى أفريقيا الوسطى، ويجرى برادلى التبديل الثالث بنزول دودى الجباس بدلا من محمد صلاح المصاب فى الدقيقة 72.

تمر الربع ساعة الأخيرة من عمر المباراة بسيناريو وحيد، هجوم مكثف من الفراعنة، دفاع مستميت وهجمات مرتدة من أصحاب الأرض، لكن دون ترجمة السيطرة لأهداف لتنتهى المباراة بالتعادل الإيجابى بهدف لكل فريق، ويخرج الفراعنة من التصفيات مبكرا جدا، بنتيجة 4\3 مجموع مباراتى الذهاب والعودة.