بات المنتخب البرتغالي أوّل المتأهّلين إلى نصف نهائي كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) المُقامة حالياً في بولندا وأوكرانيا حتى الأوّل من شهر تموز/يوليو المقبل عقب فوزه على نظيره التشيكي بهدف وحيد على الملعب الوطني في وارسو.
وسجّل مهاجم ريال مدريد الإسباني كريستيانو رونالدو هدف التأهّل لصالح فريقه في الدقيقة (79) من اللقاء.
طريق التأهّل

وتأهّل المنتخب التشيكي إلى الدور رُبع النهائي رغم بدايته المهزوزة أمام روسيا 1-4، حيث استعاد عافيته في اللقاء الثاني بفوزه على اليونان 2-1 ثم هزم بولندا شريكة الضيافة مع أوكرانيا 1-صفر ليتصدّر مجموعته.
وبدورها خسرت البرتغال مباراتها الافتتاحية أمام ألمانيا صفر-1، قبل أن تفوز في مواجهتي الدانمارك 3-2 بصعوبة وهولندا 2-1.
دون جسّ نبض
ودخل الفريقان في صلب الموضوع منذ صافرة الحكم الإنكليزي هاورد ويب حيث لم تشهد بداية اللقاء فترة جس النبض المعتادة في مثل هذه الأدوار المتقدّمة من المسابقات الكروية الكبرى.
ورغم اندفاع لاعبي الفريقين نحو الهجوم بُغية الأخذ بزمام الأمور من البداية وتحقيق هدف السبق، فقد غابت الفرص الحقيقية السانحة للتهديف واقتصرت المحاولات على مبادرات فردية باءت مجملها بالفشل لغياب التركيز وتسرّع المهاجمين.
وبدا المنتخب التشيكي أفضل حالاً من خصمه الذي كان مضطرباً في المنطقة الخلفية وكاد باروش أن يفتح باب التسجيل منذ الدقيقة 17 بعد عمل ممتاز من داريدا على الجهة اليسرى من الدفاع البرتغالي.
وجاء ردّ المنتخب البرتغالي الملقّب بـ"برازيل أوروبا" في الدقيقة (25) من أقدام كريستيانو رونالدو، الذي انفرد بالحارس تشيك وعجز عن مغالطته قبل أن يعلن الحكم الإنكليزي عن خطأ لصالح الدفاع التشيكي.

وأهدر رونالدو فرصةً ذهبيةً في الدقيقة (33) عندما تلقّى رفعةً ممتازةً من زميله في ريال مدريد الإسباني بيبي لكنّ ضربته الازدواجية مرّت بجانب المرمى.
وخسر مدرّب المنتخب البرتغالي باولو بينتو جهود مهاجمه هيلدر بوستيغا مع مطلع الدقيقة (40) بسبب الإصابة ليدفع بهوغو ألميدا كبديل له.


وعجز كريستيانو رونالدو عن إنهاء الفترة الأولى (45) لصالح منتخب بلاده رغم موقعه المناسب للتهديف بعد لقطة فنية رائعة رفع فيها الكرة المدافع سيفوك وسدّد الكرة على القائم الأيمن للحارس تشيك الذي اكتفى بالمشاهدة لينتهي الشوط الأوّل على نتيجة التعادل السلبي.
استفاقة برتغالية

وفشل البديل هوغو ألميدا في إعطاء المباراة منحى آخر مع مطلع الشوط الثاني بعد توزيعة محكمة من راؤول ميرييليش لكنّ تسديدته الرأسية علت مرمى.
ورفض القائم الأيسر للحارس تشيك للمرّة الثانية في المباراة (49) ولوج كرة رونالدو المرمى إثر ركلة حرّة متقنة من البرتغالي.
وواصل رونالدو محاولاته على مرمى المنتخب التشيكي بعد تمريرة بينية من جواو موتينيو لكنّ تسديدته أخطأت المرمى بسبب مضايقة من المدافع جيبريسيلاسي (54).

وسجّل المنتخب البرتغالي هدفاً في الدقيقة (58) عن طريق هوغو ألميدا بعد توزيعة من الجناح لويس ناني ألغاه الحكم هاورد ويب بسبب التسلّل.
ودفع مدرّب المنتخب التشيكي ميشال بيليك بالمهاجم يان ريزيك مكان متوسط الميدان فلاديمير داريدا أملاً في إعطاء نفس هجومي للفريق الذي تراجع أداؤه كثيراً في الشوط الثاني (60).
ووقف بيتر تشيك سدّاً منيعاً مرةً أخرى أمام الهجوم البرتغالي بتصدّيه لهدف محقّق بإبعاد تسديدة موتينيو إلى الركنية (64).
وعجز لويس ناني رغم موقعه السانح للتسجيل عن فكّ رموز الدفاع التشيكي المتقوقع في منطقته خلال الفترة الثانية وتباطأ في التسديد ليتدخّل دفاع الخصم ويبعد الكرة للركنية (74).
وتوَّج كريستيانو رونالدو مجهوداته وزملائه بتسجيل هدف السبق بارتمائة رأسية جميلة إثر توزيعة متقنة من اللاعب النشيط جواو موتينيو (79) غالط بها الحارس العنيد بيتر تشيك تحت تصفيق حار من الثنائي التاريخي للبرتغال لويس فيغو وأوزيبيو من مدرجات ملعب وارسو.

وبلغ رصيد هداف ريال مدريد الإسباني ثلاثة أهداف في كأس الأمم الأوروبية الحالية وستة أهداف في تاريخ اليورو.
وحافظ المنتخب البرتغالي على أسبقيته المستحقّة بالنظر إلى مردوده الغزير خصوصاً في الشوط الثاني ليكون أوّل المتأهّلين إلى نصف النهائي.
في المقابل دفع المنتخب التشيكي ضريبة تراجع أدائه البدني والتكتيكي في الفترة الثانية ليخيّب آمال عشاقه وينسحب من الدور رُبع النهائي.
وستكون مهمة البرتغال صعبة في مباراة نصف النهائي إذ سيواجه إسبانيا حاملة اللقب أو فرنسا يوم الأربعاء المقبل.


صور من الباراة