ألاحظ الكثير من الأسماء الجميلة في المنتدى تنسب نفسها للرحمن تارة و للجنان تارة أخرى

هل يكفي جمال هذه الأسماء ؟

فلنرى مدى صحة استخدام هذه الألقاب ..

فلنبدأ باسم الله


هل يجوز ان أطلق على نفسي لقب :

عاشقة الرحمن

عشق الله

عاشقة الرسول

عاشقة المرسلين

و غيرها من الألقاب التي تحوي كلمة العشق في الله و رسله و أنبياءه ؟

العشق في اللغة هو : فرط الحب ، وقيل : هو عجب المحب بالمحبوب .
وقيل : إفراط الحب ، ويكون في عفاف وفي دعارة .
وقيل : هو عمى الحس عن إدراك عيوب محبوبه .


وقد سُئلت أمس هذا السؤال :هل يجوز أن تعشق المرأة سيدنا محمد ؟

فأجبت :

مسألة العشق لا ترد في حق الله ولا في حق نبيه ، ولا يجوز إطلاق لفظ العشق في حق الله ورسوله .
لأن مسألة العشق تدخلها ناحية رغبة الرجل في المرأة والعكس ، ويدخلها التعلق بغير الله .

كما قيل :
تولّـهَ بالعشق حتى عَشِق = فلما استقل به لم يُطِقْ
رأى لجةً ظنها موجــة = فلما تمكن منها غَرِق


وإنما الذي ورد في الكتاب والسنة هو تعبير
الحب والمحبة
كقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) الآية

وكقوله لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين . رواه البخاري ومسلم .
وقوله من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان . رواه أبو داود .

ولما جاء رجل إلى رسول الله فقال يا رسول الله متى الساعة ؟ قال : وما أعددتَّ للساعة ؟ قال : حب الله ورسوله
قال فإنك مع من أحببت . قال أنس

فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي : فإنك مع من أحببت . قال أنس

فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر ، فأرجو أن أكون معهم ، وإن لم أعمل بأعمالهم . رواه البخاري ومسلم .

وقال يوم خيبر

لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله علي يديه يحبّ الله ورسوله ويحبه الله ورسوله . رواه البخاري ومسلم .

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .

وأما الأسماء المُحدَثة


عاشق الجنة

عاشق الإسلام

عشاق الشهادة

فهذه مسميات مُحدَثة

وتركها أولى

والله يحفظك

--

ما حكم التسمّي بهذه الاسماء

حبيبة الله

حبيبة الرحمن

حبيبة المصطفى

و غيرها من الألقاب التي تحمل تزكية و تمييز لحاملها ؟

لا يجوز التسمّي بهذه الأسماء .

أما الأسماء الأولى ( حبيبة الله - حبيبة الرحمن - حبيبة المصطفى) فلِما فيها مِن الـتَّزْكِيَة ؛ لأن من يتسمّى بها يَزعم أنه حبيب الله ، أو حبيب النبي .

وأين له صِحّة هذه الدعاوى ؟

--

ما حكم التسمي بمثل هذه الأسماء في المنتديات ؟

زعفران الجنة

عصفورة الجنة

ريحانة الفردوس

مسك الجنان

و غيرها من الأسماء التي تنسب نفسها للجنة ؟
يُشمّ منها ذلك ، لأنها تنسب نفسها إلى الجنة .
فكأن في ذلك تزكية أنها من أهل الجنة .

نعم . التفاؤل مطلوب والرجاء كذلك ، وكذلك الخوف والوجل .

ولما مات طفل صغير في زمن النبي قالت عائشة أم المؤمنين : فقلتُ : طوبى له ! عصفور من عصافير الجنة . فقال رسول الله : أوَ لا تدرين أن الله خلق الجنة وخلق النار ، فَخَلَق لهذه أهْلاً ، ولهذه أهلا ؟ رواه مسلم .

وفي رواية له : قالت دُعِي رسول الله إلى جنازة صَبي من الأنصار ، فقلت يا رسول الله طُوبى لهذا ! عصفور من عصافير الجنة لم يَعمل السوء ولم يُدْركه . قال : أو غير ذلك يا عائشة ؟ إن الله خَلق للجنة أهلاً خَلَقهم لها وهم في أصلاب آبائهم ، وخَلَق للنار أهلا خَلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم .

--

هل يجوز التكني باسم مضافاً إليه الدين ؟ مثل

شهاب الدين

سيف الدين

نصر الدين

حامي الدين


فقد بحث الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه النافع
معجم المناهي اللفظية ص 92 الألقاب المضافة إلى الدين، فقال

المتحصل من كلام أهل العلم في التلقيب مضافاً إلى الدين، سواء للعلماء أو السلاطين أو خلافهم من المسلمين أو غيرهم ما يلي:

أولاً: أن هذا من محدثات القرون المتأخرة، من واردات الأعاجم على العرب المسلمين، فلا عهد للقرون المفضلة بذلك، لا سيما الصدر منها.

ثانياً: حرمة تلقيب الكافر بذلك.

ثالثاً: ويلحق به تلقيب المبتدع والفاسق والماجن.

رابعاً: وفيما عدا ذلك مختلف بين الحرمة والكراهة والجواز، والأكثر على كراهته، في بحث مطول تجده في المراجع المثبتة في الحاشية، والله أعلم). انتهى.

وأما التسمية بشهاب فقال الخطابي رحمه الله:
الشهاب: الشعلة من النار، والنار عقوبة الله سبحانه، وهي محرقة مهلكة

وروى البخاري في الأدب المفرد عن عائشة رضي الله عنها قالت: ذُكر عند رسول الله رجل يقال له: شهاب، فقال رسول الله : "بل أنت هاشم". نقلاً عن معجم المناهي اللفظية ص:319.
ومن هذا يعلم أنه لا ينبغي التسمي، ولا التلقيب بشهاب الدين، لأن أكثر العلماء على أن اللقب المضاف إلى الدين مكروه، ولو كان: نور الدين، أو ناصر الدين، فما بالك إذا انضم إلى ذلك أن المضاف هو لفظ شهاب، وقد علمت ما فيه.