سقوط طائرة يعني بنسبة كبيرة وفاة كل من عليها، وطالما أننا قلنا "نسبة كبيرة" فهذا يعني أن هناك ناجين يخرجون بما يشبه المعجزة. هذه بعض الكوارث التي قضت على كل ركاب الطائرات ما عدا شخص واحد فقط.
1. جورج لامسون جونيور

تعرض لحادث طيران في 21 يناير عام 1985 على متن طائرة Lockheed
Electra 188 في منطقة رينو بنيرفادا في الولايات المتحدة، بلغ عدد طاقم الخدمة
والركاب على الطائرة 71 شخصاً لقي 70 منهم مصرعهم بينما ظل جورج لامسون
على قيد الحياة. كان لامسون البالغ آنذاك 17 عاماً في طريق العودة من إجازة
نهاية الأسبوع التي قضاها بصحبة والده، فجلس على مقعد في الصف الأمامي
الأقرب لكبينة الطائرة وإلى جانبه والده، ونتيجة لخطأ من الطيار وطاقم تأمين إقلاع
الطائرة بدأت في الاهتزاز وارتطم جناحها الأيمن بالأرض فتكوم لامسون على مقعده
الذي انفصل وطار لخارج الطائرة واستقر بأمان وهوعليه، ليجد نفسه يشاهد الطائرة
وهي لا تزال تنطلق في طريقها لتنتهي بانفجار ضخم، نجا من الانفجار 3 أشخاص
آخرين من بينهم والد لامسون لكنهم توفوا لاحقاً من آثار الحروق، وفي الوقت الحالي
أصبح هو نفسه والد ورب أسرة وعندما حاولت بعض الصحف التحدث إليه طلب من
المحررين ألا يتم الإفصاح عن تفاصيل حياته وتبقى هويته أمراً خاصاً به وحده.

2. محمد الفاتح عثمان

وقعت الحادثة على متن طائرة بوينغ 737 في 8 من يوليو عام 2003 على أرض
السودان في مطار السودان الدولي، بلغ عدد الركاب على متن الطائرة 116، توفي
منهم 115 ولا يزال إلى الآن سبب الحادث مجهولاً، وتم ذلك بعد مرور 10 دقائق من
إقلاع الطائرة من المطار وكانت ابتعدت بعض الشيء وأصبحت فوق نهر العاصمة،
فأبلغ الطيار عن وجود مشكلة في أحد محركاته، فقام بوقفه عن العمل وأخبر برج
المراقبة أنه سيعود للمطار، بعد مرور 10 دقائق أخرى اندفعت الطائرة بقوة أثناء
محاولة الطيار للهبوط الاضطراري مما تسبب في قتل 115 شخصاً بينما نجا منها طفل
في الثالثة يدعى محمد الفاتح عثروا عليه على شجرة وكان مصاباً بجروح خطيرة وتأذت
ساقه بشدة فتم بتر جزء منها.


3. فانيسا فولفيك

حدث ذلك في يناير 26 من عام 1972 على متن طائرة McDonnell-Douglas
DC-9 في هينتيرهيرمسدروف، ووقعت الحادثة بسبب تفجير ما أدى لوفاة 27 من
بين 28، وكانت الناجية هي فانيسا فولفيك المضيفة الجوية.
وقع الانفجار والطائرة كانت على ارتفاع 33 ألف قدم، التفجير قامت به إحدى
الجماعات الإرهابية الكرواتية، تحطمت الطائرة في الجو وظلت تهوى لمدة
3 دقائق قبل أن تصطدم بجبل ثلجي، عندما وصل رجل ألماني واقترب لبقايا
الطائرة وجد فانيسا ونصف جسمها عالقاً خارج الطائرة وفوقها شخص آخر،
كان الرجل طبيب شارك في الحرب العالمية الثانية، فقام بإسعافها لحين وصول
سيارات الإسعاف الطبية، أصيبت فانيسا بجروح وكسور بالغة من بينها تهشم
الجمجمة وكسر في الساقين، وكسر في 3 من فقرات الظهر الأمر الذي أدى إلى
إصابتها بشلل مؤقت في الجزء السفلي من جسدها، وبعد تلقيها الجراحة العلاجية
تمكنت من الحركة على ساقيها من جديد واستمرت في العمل لصالح خطوط الطيران
نفسها ولكن في وظيفة مكتبية بعيداً عن الطيران، واتضح فيما بعد أنها كانت
على متن الطائرة عن طريق الخطأ وأنها لم تكن المضيفة المطلوبة وإنما زميلة أخرى
لها كانت تدعى فانيسا هي الأخرى. لا تزال فانيسا تحمل الرقم القياسي لموسوعة
غينيس كالشخص الوحيد الذي سقط من أعلى نقطة دون باراشوت ولا يزال على
قيد الحياة، وظل ينظر لها على أنها بطلة قومية في يوغسلافيا.

4. سيسيليا سيشان

وقع الحادث في 16 أغسطس عام 1987 على طائرة McDonnell Douglas
MD-82، كان يبلغ عدد ركابها 155 توفي منهم 154، وكان سبب وقوع الحادثة
هو خطأ من الطيار، فبعد الإقلاع من المطار حدث خلل في حركة الطائرة أثناء
ارتفاعها في الجو فدارت نحو 35 درجة في جميع الاتجاهات، فارتطم الجناح
الأيسر بمصباح في المطار على بعد 800 متر من نهاية الممر ثم بسطح أحد
المباني قبل أن تسقط، تم العثور على سيسيليا سيشان الناجية الوحيدة وكانت
على مسافة من والديها وشقيقها البالغ من العمر آنذاك 6 أعوام.


5. جوليان كويبيكي

وقع الحادث في 24 ديسمبر عام 1971 على متن طائرة Lockheed Electra
L-188A في مطار بويرتو إنكا في بيرو، بلغ عدد الركاب بطاقم العمل 92 شخصاً
توفوا كلهم ماعدا جوليان كوبكي.أقلعت الطائرة بسلام من مطار شافيز الدولي في ليما،
وبعد مرور نصف ساعة، وعلى ارتفاع 21 ألف قدم، دخلت الطائرة مجال عاصفة
رعدية وحقل اضطرابات جوية شديدة، وتشير التحقيقات إلى احتمالية إصابة الطائرة
بصعقة رعدية الأمر الذي أدى إلى الإخلال بحركتها فهوت بين منطقة جبال وصخور
في غابات الأمازون، ومع اشتعال النيران بها وكثرة الارتطام انفصل جناحيها قبل أن
تسقط، نجت جوليان وظلت تبحث عن والدتها بلا جدوى، ومكثت في الغابة 9 أيام
بانتظار الإنقاذ، وفي اليوم التاسع عثرت على زورق قديم وملجأ ظلت به قبل أن
يعثر عليها الحطابون المحليون بالمنطقة فنقلوها عبر رحلة بحرية لمحطة تقطيع
الأشجار، حيث جاءت إحدى الطائرات لحملها إلى المستشفى.