صدر مؤخراً عن دار كلمات عربية ترجمة لكتاب "المنطق السليم" لتوماس بين، قام بنقله للعربية، محمد إبراهيم الجندى، وراجعه حسام بيومى محمود.

واتجهت آراء المؤلف فى كتابه إلى تحليل المواقف السياسية والمجتمعية بالمنطق السليم، خاصة فيما يتعلق بالاستبداد بالسلطة، مشيراً فى مقدمة الكتاب إلى أنه مقتنع أنه ربما تأتى آراؤه مخالفة لآراء الكثير، وذلك نظراً لاعتياد البعض لعدم اعتبار أن شيئاً ما يحدث خطأ، نظراً لمرور وقت طويل على وجوده، مما يضفى عليه صحة زائفة.

وجاء الفصل الأول من الكتاب يتحدث فيه المؤلف عن الفرق بين الحكومة والمجتمع، مشبها الفرق بينهما مثل الفرق بين الخير والشر، معتبراً أن الحكومة شر لأنها حسب تحليله دائماً ما تكون رادعة وتخلق الخلافات، أما المجتمعات دائماً يشجع على التواصل وتوحيد المشاعر.

وأوضح المؤلف فى نفس الفصل الغاية من تكوين الحكومات، وهى تنظيم الأفراد، إلا إذا أصبح هؤلاء الأفراد منصفين فيما بينهم، وهذا لا يستوى فى أى مكان سوى الجنة حسبما أوضح.

وألقى المؤلف فى الفصل الثانى الضوء على فكرة الملكية والخلافة الوراثية، مشيرًا إلى أن فكرة الملكية هى السبب فى فساد المجتمعات، لافتاً النظر إلى ما جاء فى تاريخ الكتاب المقدس أن عدم وجود الملوك كان نتيجته عدم وجود حروب، وضرب مثال بهولندا.

وتناول المؤلف أيضا بعض الأفكار عن الحالة الأمريكية الحالية فى الفصل الثالث، مشيرا فى الفصل الرابع للقدرة الأمريكية فى العالم.
ووجه المؤلف من خلال كتابه رسالة إلى المستعمرات الأمريكية من أجل الانفصال عن بريطانيا، لإقامة دولة مستقلة بعيداً عن سيطرة ملك انجلترا، مؤكدا أن فكرة الحكم الملكى تتنافى مع الفطرة السليمة، ودعاهم إلى عدم الاستسلام لقوة بريطانيا أو لآراء من يحاولون تثبيط الناس عن المقاومة.