البدانة مرض خطير يتسلل إلى الناس ببطء شديد، فيزداد وزنهم تدريجياً على مدار عدة سنوات، والغريب أن معظم الناس لا يلتفتون إلى زيادة بضعة كيلوجرامات يحملونها كل عام ولكنهم يصابون بالذعر، عندما يتبينوا أنهم زادوا عشرين كيلوجراما أو أكثر خلال عشرة أعوام مثلا، ثم يبدأون فى التصرف بعشوائية وانفعال، وتصيبهم رغبة فى التخلص من هذا الوزن فى فترة قصيرة جدا.

يوضح الدكتور أسامة حفنى استشارى العلاج الطبيعى والتغذية وعلاج السمنة أنه للأسف فإن هذا الهلع وهذا الاستعجال يزيدان من الأمر صعوبة، وإن محاولة إنقاص الوزن بسرعة، يزيد الجسم عنادا، ويضاعف من مقاومته لمحاولة إنقاص الوزن، وأيضا يزيد من إصراره على اكتساب المزيد من الوزن، مما يدخل الشخص فى ما يسمى بظاهرة "اليويو"، وهى أن الشخص يفقد بضعة كيلوجرامات ثم يكتسبها ثم يفقد بضعة كيلوجرامات ثم يزيدها مرة أخرى وهكذا، وللأسف فإن هذا السلوك المتردد الذى يسلكه البعض يؤدى به فى النهاية إلى زيادة الوزن وزيادة مقاومة الجسم.
لذا فإننا ننصح دائماً من يرغب فى إنقاص وزنه أن يتحلى بالصبر، والتفهم أن الوزن الذى اكتسبه الجسم فى سنوات لا يمكن فقدانه فى أيام، وليتذكر أن الجسم يحتاج إلى مواد غذائية مختلفة ومتنوعة ليقوم بوظائفه الحيوية ولا يحتاج فقط إلى الطاقة، وأن كل محاولة لإنقاص الوزن عن طريق إنقاص الأكل بلا نظام غذائى صحيح ستفقد الجسم الكثير من احتياجاته اليومية من العناصر الغذائية الضرورية مما يؤثر سلبا على صحة الجسم.
ويشير حفنى إلى أن النظام الغذائى الجيد يجب أن يحتوى على ما لا يقل عن 1500 سعر حرارى يومياً على أن يكون 30-40 % منهم فى وجبة الإفطار، ويجب أن يكون الطعام متنوعاً، يحتوى على قدر واف من الخضراوات، سواء الطازجة أو المطبوخة، ويجب أن تكون هذه الخضراوات بأربعة ألوان على الأقل، كما أن ثمرة فاكهة أو اثنتين فى اليوم تكفى لإمداد الجسم بفيتامينات وأملاح معدنية ومضادات الأكسدة، والبروكلى والجريب فروت من الأطعمة التى يفضل وجودهما فى أى برنامج غذائى لاحتوائهما على مضادات أكسدة أيضا.
ويضيف أن البقول مصدر مهم من مصادر البروتين رخيص الثمن، ويمكن تناولها بشكل متنوع وبطرق متعددة، ويجب أن نتذكر أن النشويات مهمة جدا ولا يمكن تجاهلها أو حذفها من الطعام، بل يجب أن يكون نصف السعرات الحرارية اليومية منها.