أكد الدكتور جمال شفيق أحمد، أستاذ علم النفس الإكلينيكى ورئيس قسم الدراسات النفسية للأطفال بمعهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس، أن الأسباب المؤدية للعنف فى المدارس تعددت، وهناك أكثر من مؤسسة تساهم فى تنشئة الطفل على العنف، مما أصبح معه سلوك العنف عند الصغير سواء على المستوى الفردى أو المستوى الجماعى هو سلوك أو عادة مكتسبة متعلمة، تتكون لدى الطفل منذ مرحلة مبكرة من حياته، وذلك من خلال أساليب التنشئة الاجتماعية، وتفاعله وتأثره بكل الظروف والأحوال والضغوط التى يعايشها.

ويؤكد الدكتور جمال أن مشكلة "العنف" لدى الأطفال هو سلوك معقد ومركب، ولا يمكن إرجاعه إلى عامل واحد إلا أنه توجد هناك مجموعة عوامل نفسية واجتماعية مرتبطة بشكل أساسى بهذه الظاهرة يمكن تحديها فى ثلاثة عوامل متداخلة مع بعضها هى كما يلى:
- مؤسسة الأسرة التى لا تحتضن الصغير بالشكل المناسب وتستخدم أساليب القسوة فى التربية، وعدم السماح للأبناء بالتعبير عن احتياجاتهم ومتطلباتهم، إلى جانب التفرقة فى المعاملة بين الأبناء. والسخرية من عيوب الطفل ونواحى النقص الموجودة فى شخصيته وأسلوب حياته.

ويشير شفيق إلى أن هناك عوامل خاصة بالمؤسسة التعليمية منها كثرة استخدام المدرسين للعنف مع الأطفال، وكثرة الواجبات المدرسية التى يفتقد معها الطفل إلى الاستمتاع بوقته فى مرحلة عمرية يحتاج فيها إلى اللعب والتنزه دون الأعباء المدرسية التى ترهق كاهل الطفل، المناهج التعليمية التى لا تتناسب مع عمر الطفل واحتياجاته ومهاراته.

ويؤكد شفيق أن مؤسسة الإعلام أيضا تتسبب فى إفشاء ثقافة العنف من خلال ما تعرضه من أفلام كرتونية للأطفال، وفى مجلات الأطفال وقصص الأطفال، وجعل الشخصية العدوانية هى الرمز والقدوة واستعراض سطوة هذه لشخصية وما تحققه من مكاسب مما يؤثر فى تنشئة الطفل ويجعله طموحا لتقليد هذه الشخصيات.