احتفظ كتاب "النبى" لجبران خليل جبران بموقع مهم على قوائم الكتب الأكثر مبيعا فى العالم، منذ صدوره عام 1923، حيث صدرت منه العديد من الطبعات بشكل متواصل، وترجم إلى أكثر من 50 لغة، ومع ذلك تجاهلت المؤسسة الأدبية فى الغرب لهذا الكتاب، وكان موقف الكثير من النقاد من مؤلفاته يشوبه الفتور.

هذا ما جاء فى تقرير موقع هيئة الإذاعة البريطانية عن كتاب جبران خليل جبران "النبى"، المكون من 26 مقطوعة نثرية، هى عبارة عن مواعظ يلقيها رجل حكيم اسمه "المصطفى"، يوشك أن يبحر عائداً إلى بلاده بعد 12 عاما قضاها فى المنفى فى جزيرة خيالية، وطلب منه سكان الجزيرة قبل رحيله أن يشركهم فى حكمته حول القضايا المهمة فى حياة الإنسان، كالحب والموت والعائلة والعمل، ووصلت شعبية الكتاب ذروتها فى ثلاثينيات القرن الماضى، وفى الستينيات أصبح "إنجيلا" لحركات الثقافة البديلة.

وعن "النبى" يقول الدكتور محمد صلاح العمرى، المحاضر فى قسم الأدب العربى الحديث فى جامعة أكسفورد "هذا الكتاب يمكن استخدامه فى أكثر من وضع ولحظة حياتية، لذلك يمكن إهداؤه إلى عشيق أو بمناسبة ولادة طفل أو موت عزيز، وهذا هو سبب انتشاره الواسع".

ويقول بروفيسور خوان كول المؤرخ المحاضر فى جامعة ميتشيغان، والذى ترجم مقاطع من الكتاب من العربية: "الكثيرون تحولوا عن الكنيسة واتجهوا إلى جبران".

ويرى بروفيسور كول السر أن كتاب جبران يمد القارئ بالروحانيات دون أن يلزمه بعقيدة، بعكس الكاثوليكية، كما أن روحانيته ليست قائمة على الأخلاقيات، بل يحث القارئ على الابتعاد عن الأحكام المطلقة.

يذكر أن جبران ثار فى كتاباته على قمع النساء وتعسف الكنيسة ودعا إلى التحرر من الإمبراطورية العثمانية، وبحلول الثلاثينيات من القرن الماضى أصبح جبران شخصية مرموقة فى أوساط الجالية اللبنانية، وفى الدوائر الأدبية فى العالم.

ويعود الفضل فى انتشار أعمال جبران باللغة الانجليزية إلى امرأة تدعى مارى هسكيل، وهى مديرة مدرسة من بوسطن أصبحت راعية له ومحررة لأعماله، ثم ربطت بينهما علاقة حب، إلا أنها لم تنته بالزواج بسبب معارضة عائلة هسكيل المحافظة لزواجها من مهاجر.