أوروبا تدور في حلقة مفرغة ... مقالة لإبراهيم دبدوب

[Challenge]

أوروبا تدور في حلقة مفرغة

بقلم:إبراهيم شكري دبدوب
الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني
عضو مجلس ادارة معهد التمويل الدولي ومجموعة بريتون وودز العالمية في واشنطن

هدأت الامور قليلا في اوروبا، ويبدو ان شبح الافلاس قد ابتعد عن الدول المأزومة مع انخفاض تكلفة الدين على ايطاليا واسبانيا من مستوياتهم القياسية، وتحسن مستويات السيولة، بالاضافة الى التفاؤل بعد جدولة ديون اليونان. لكن هذا الهدوء ليس إلا استراحة محارب في رأيي، ولن يستمر طويلا، في الواقع فإن المقبل سيكون اسوأ واشد حدة.

علامات التعافي التي اظهرتها اوروبا خلال الاشهر الاخيرة لا تبشر بانتهاء الازمة اطلاقا، ولا تتعدى كونها استجابة خجولة لجرعة زائدة من المورفين ضخها البنك المركزي الاوروبي برئيسه الجديد ماريو دراغي. فمنذ توليه رئاسة البنك المركزي الاوروبي في نوفمبر الماضي، اراد دراغي ان يفعل شيئا، فلجأ الى خفض اسعار الفائدة وضخ حزمتين من السيولة في النظام المصرفي الاوروبي تجاوزت قيمتهما التريليون يورو. وقد ادى ذلك بالفعل الى تهدئة المخاوف قليلا وتنفست الدول المأزومة الصعداء، بل ان البعض ذهب الى حد التفاؤل بخطط التقشف والاصلاحات الموضوعة.

لكن اجراءات دراغي هذه كانت بمثابة محاولة لشراء الوقت فقط اذ سرعان ما عادت الامور الى سياقها الطبيعي. فعاودت تكلفة الدين الارتفاع مجددا، ولم تترجم اعادة جدولة الديون اليونانية الى ثقة في الاسواق، ما يشير الى ان البنك المركزي الاوروبي قد فقد الخيارات، وحتى خطط التقشف والاصلاحات قد تنقلب على اصحابها في الواقع، يبدو ان الركود سيتوسع ليطول حتى فرنسا وألمانيا.
بداية، ان تبني سياسات تقشفية في وقت الركود من شأنه ان يدخل الدول المأزومة في حلقة مفرغة قد تؤدي الى ركود لن تسلم منه الدول القوية ماليا. وفي الوقت نفسه، قد يشهد الائتمان المصرفي مزيدا من الانكماش، لأن البنوك ستواجه صعوبات كبيرة للايفاء بمتطلبات كفاية رأسمال في ظل النقص الحاد الذي تعاني منه في رسملتها، ولو ان مستويات السيولة قد تحسنت اخيرا بفضل اجراءات المركزي الاوروبي وقد بدأت البنوك الاوروبية بالفعل بالتشدد في منح الائتمان وبيع بعض اصولها لتعزيز رسملتها هذا دون الحديث عن ارتفاع اسعار النفط وانعكاسه على الطلب المحلي ومستويات التضخم - الهاجس التاريخي لأوروبا - نظرا الى حجم اعتماد اوروبا على الواردات النفطية.

وما يزيد الوضع سوءا هو الحراك السياسي والشعبي على الساحة الاوروبية والذي قد ينتج تحولات جذرية على المستوى السياسي. ففي اليونان، تشير التوقعات الى ان المزاج الشعبي يتجه نحو انتخاب احزاب تحبذ اعلان الافلاس والتخلي عن اليورو. وكذلك في ايرلندا حيث يواجه برنامج التقشف رفضا شعبيا واسع النطاق، مرورا بإسبانيا وايطاليا اللتين تشهدان اضرابات واحتجاجات شعبية متزايدة، حتى فرنسا قد تنتخب رئيسا مناهضا لسياسات التقشف خلفا لساركوزي.
وفي النهاية، قد تؤدي سياسات التقشف الحالية الى ارتفاع مستويات المديونية بدلا من خفضها، لأن الركود الاقتصادي سيعزز من العجوزات المالية وسيرفع من نسبة الدين الى الناتج المحلي الاجمالي الى مستويات قد لا تستطيع الدول المأزومة تحملها، الى جانب اشتداد التحركات الشعبية طبعا. واذا اضفنا الى ذلك ما تشهده اوروبا حاليا من اختلالات في التدفقات النقدية بين الدول الاعضاء نفسها، وتراجع التنافسية وارتفاع البطالة، فإن الصورة العامة لا تدعو الى التفاؤل اطلاقا.

لا تملك اوروبا حاليا حلولا جذرية، والأهم انها لا تملك خططا للنمو، والكلام هنا ليس في المديين المتوسط والطويل، بل في العام الحالي، على الاوروبيين ان يدركوا سريعا ان التركيز حصرا على خفض المديونية لن يحقق مراده وسيدفع من دون شك بعض الدول الى الخروج من الوحدة النقدية.

منقول عن جريدة الرأي الكويتية

[Challenge]

السلام عليكم ،

مقال وضعته قبل شهر يلخص ما يحدث الآن .

[anwar3]

السلام عليكم
اعتقد فعلا العالم يتجة الى المجهول !!!!!!!!!!!!!!!!!!
السؤال الكبير ...
اذا كان الدولار سيتقوى لااكثر من 3 سنوات فهذا يعنى انهيار اسواق المال ؟
لابد من سلة عملات ؟
والله اعلم