ستمر الاقتصاد الأمريكي في المسير في طريق هذا الأسبوع المليء بالأخبار والبيانات الاقتصادية، إلا أن الأجندة الاقتصادية الخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية تخلو من البيانات والأخبار الاقتصادية اليوم الجمعة، مما يتيح الفرصة أمام المستثمرين لالتقاط الأنفاس والتفكر في تصريحات رئيس البنك الفدرالي الأمريكي في اليومين الماضيين، وما آالت إليه الأوضاع في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتشهد تداولات اليوم عزيزي القارئ ابتعاداً عن الأصول ذات العائد المرتفع، أو عن المخاطرة بشكل عام، وذلك على مستوى جميع الأدوات المالية بلا استثناء، مع الإشارة إلى أن الاقتصاد الكندي سيكون حاضراً اليوم أيضاً من خلال إصدار بيانات الناتج المحلي الإجمالي، الخاصة بالربع الرابع، إلى جانب تلك الخاصة بشهر كانون الأول/ديسمبر.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن يوم أمس شهد موافقة قادة أوروبا على توفير رأس مال في العاصمة البلجيكية بروكسل بشكل سريع لصندوق الاستقرار المالي الأوروبي، في حين يواصل المستثمرون ترقب أية تعليقات قد تصدر عن قمة الاتحاد تلك حيال معاهدة الانضباط المالي.
هذا وقد أدلى رئيس البنك الفدرالي الأمريكي بن برنانكي يوم أمس الخميس بالشق الثاني من شهادته النصف سنوية حيال السياسات النقدية للبنك الفدرالي الأمريكي أما مجلس الشيوخ، عقب إدلائه بتلك الشهادة أمام مجلس النواب الأمريكي يوم الأربعاء.
وأكد برنانكي مجدداً أمام مجلس الشيوخ يوم أمس الخميس على أن استمرار معدلات البطالة في الوقوف عند أعلى مستوياتها، واستمرار التضخم في الخضوع تحت سيطرة الفدرالي الأمريكي، عوامل من شأنها الإبقاء على أسعار الفائدة الرئيسية في البلاد عند مستوياتها المتدنية التاريخية الحالية بين 0.00 و 0.25 بالمئة.
وكرر برنانكي أمام مجلس الشيوخ ما قاله يوم الأربعاء أمام مجلس النواب، واصفاً التطورات في قطاع العمل الأمريكي بالـ "إيجابية"، إلّا أنه عاد للتأكيد على أن الأوضاع في قطاع العمل لا تزال بعيدة كل البعد عن طبيعتها، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار النفط في الوقت الحالي سيقود ارتفاعاً "مؤقناً" لمستويات التضخم.
هذا ولم يلمح برنانكي ولو من بعيد على أن الاقتصاد الأمريكي بحاجة إلى إقرار خطط تحفيزية جديدة لدعم الأنشطة الاقتصادية في الولايات المتحدة، في حين عاد برنانكي للقول بأن السياسات النقدية للبنك الفدرالي الأمريكي ستبقى "متكيفة" مع مستجدات الأوضاع في الاقتصاد الأمريكي، مشيراً إلى أن مستويات التضخم ستبقى دون معدلات التضخم ستبقى دون مستويات 2 بالمئة، وبالتحديد فقد أكد برنانكي على أن معدلات التضخم ستتراوح بين 1.4 و 1.8 بالمئة خلال العام الجاري 2012.
يذكر بأن برنانكي أكد صراحة يوم الأربعاء على أن خيار إقرار جولة ثالثة من التخفيف الكمي لا يزال على الطاولة، وبأن البنك الفدرالي الأمريكي يقوم في الوقت الراهن بمراقبة البيانات التي تصدر عن الاقتصاد الأمريكي عن كثب، لمعرفة مدى احتياج الاقتصاد الأمريكي لجولة جديدة من الدعم.