ذكرت صحيفة "بلومبرج بيزنس ويك" الأسبوعية أن رئيس الوزراء الروسى فيلاديمير بوتين أكد أن أى هجوم محتمل ضد إيران سيكون كارثيا بالفعل، محذرا القوى الغربية من تداعيات الإقدام على مثل هذه الخطوة.

وأوضحت الصحيفة أن بوتين الذى سوف يترشح للانتخابات الرئاسية القادمة قد أعرب عن قلق بلاده من التهديدات المتزايدة التى قد تنجم عن أى هجوم عسكرى محتمل ضد الدولة الفارسية، مؤكدا أن أى عمل عسكرى قد يستهدف المنشآت النووية الإيرانية ستكون له نتائج كارثية.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن مسئولى الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد منعوا مؤخرا من الوصول إلى قاعدة "بارشين" العسكرية فى أوائل هذا الشهر، الأمر الذى أدى إلى زيادة القلق الدولى حول مكونات الأسلحة الإيرانية، وعلاقتها بالبرنامج النووى الإيرانى الذى تراه كل من الولايات المتحدة وإسرائيل باعتباره تهديدا قد يدفعهما لشن هجوم عسكرى ضد إيران.

وأوضح بوتين أن رؤية الولايات المتحدة للأمن تختلف جذريا عن الرؤية الروسية، مؤكدا أن تمدد حلف الناتو والنظام الدفاعى الصاروخى فى أوروبا يعد تهديدا ليس فقط للأمن الروسى، وإنما أيضا للاستقرار فى العالم بأسره.

الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء الروسى فيلاديمير بوتين كان قد قام بنشر سلسلة من المقالات لجريدة "موسكوفيسكى نوفوستى"، والتى تناولت جميعها بعض الأسس التى ستقوم عليها السياسة الخارجية الروسية، فى إطار الحملة الانتخابية للرئيس الروسى السابق، والذى شغل منصب رئيس روسيا لمدتين من قبل (2000 – 2008) قبل أن يتولى منصب رئيس الوزراء فى عهد الرئيس الروسى الحالى "ديمترى ميدفيدف".

وأكد رئيس الوزراء الروسى تأييد بلاده لحق إيران فى الاستخدام السلمى للطاقة النووية، مطالبا المجتمع الدولى بالسعى إلى إيجاد حل سلمى للأزمة الإيرانية.

وشدد كذلك على ضرورة إسقاط كافة العقوبات الدولية المفروضة على إيران حاليا، إذا أخضعت إيران برنامجها النووى بالكامل لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

من ناحية أخرى برر المسئول الروسى استخدام بلاده لحق النقض "الفيتو" ضد قرار الإدانة الأخير الذى طرحه مجلس الأمن للتصويت بحق النظام السورى نتيجة الاستخدام المفرط للعنف تجاه المحتجين السوريين، مؤكدا أن مثل هذا القرار بمثابة إشارة للسماح بالتدخل الدولى فى الشأن السورى، وهو ما ترفضه بلاده تماما.

وأكد بوتين أن القرار الأممى كان قاصرا على إدانة النظام السورى ومطالبته بسحب قواته، مؤكدا أن بلاده كانت ستقبل بالقرار إذا تضمن مطالبة ميليشيات المعارضة السورية أن تقوم بسحب وحداتها العسكرية من المدن السورية، مضيفا أن القبول بغير ذلك هو درب من الهراء.

وقد انتقد بوتين كذلك ما أسماه المماطلة الأمريكية فى التفاوض حول النظام الدفاعى الصاروخى المزمع إنشاؤه فى أوروبا بحجة مواجهة الخطر الايراني، محذرا أنه مثل هذه الخطوة سوف تدفع بلاده لإنشاء نظام دفاعى لمواجهة ما اعتبره تهديدا أمريكيا للأمن الروسى ومن أجل تحقيق توازن فى القوى مع الولايات المتحدة الأمريكية.