النتائج 1 إلى 2 من 2
- 03-01-2012, 09:12 PM #1
"غازات ضاحكة" ديوان للشاعر شريف الشافعى
أصدرت "دار الغاوون" فى بيروت ديوانًا جديدًا للشاعر المصرى شريف الشافعى بعنوان "غازات ضاحكة"، ويضم الديوان 532 مقطعًا مكثَّفًا فى 572 صفحة، وهو الخامس للشاعر، وثانى أجزاء متتاليته الشعرية "الأعمال الكاملة لإنسان آلى"، المكتوبة بلسان روبوت متمرد.
ويتحرر الآلى فى "غازات ضاحكة" من سطوة نيرمانا (أيقونة الجزء الأول: البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية)، منخرطًا فى (حالات إنسانية) متتالية ومتشابكة فى آن، ينشد فيها الطزاجة والبدائية والدهشة والصدق، ويتطور الإبصار الكشفى لديه مع تتالى المقاطع إلى رؤية كلية شاملة، وفلسفة شفيفة تغلف النص.
الحالة الأولى، هى حالة الألم (معسكر السوس فى ضرس العقل الإلكترونى)، وتؤدى إلى البحث عن مسكّن أو علاج. تليها حالة التخدير (استنشاق الغازات)، بما فيها من ابتسامات بلاستيكية (بلون القطن الطبى)، وتواصل باهت مع الآخرين (من الزوار المعقّمين).
ثم تأتى حالة غيبوبة الآلى، وفيها تتضح هلوسات وأحلام الإنسان الطامح إلى التخلص من برامج التحكم، والارتداد إلى صورته الطينية، والانطلاق الحر بعيدا عن جاذبية الأرض، والتحليق فى السماء. ثم حالة الموت (الموت فى الهواء الطلق: هواء طلق)، التى تجسد انتصارًا لإرادة الحياة الحقيقية لدى الإنسان الحقيقى على قوة أجهزة الإعاشة الجبرية للإنسان الآلى فى المستشفى.
ويظل شعاع الأمل يداعب المشهد، حيث تنظر (المرآة المتهشمة) إلى طيف الإنسان الحقيقى، فإذا بها (ترى كلَّ شىءٍ، ويعود العالَمُ). ثم يأتى المقطع الختامى بحصاد اكتمال رحلة الرفض والتمرد، حيث فهم كيمياء الوجود، وصيد الجوهر، وامتلاك الماهيّة. يقول: "عذرًا قهوة الصّباح/ موعدى اليومَ مع رشفةٍ عميقةٍ/ من الصّباحِ نفسهِ".
يُذكر أن الجزء الأول من "الأعمال الكاملة لإنسان آلى" صدر فى ثلاث طبعات عربية فى القاهرة ودمشق وبيروت (ما بين 2008 و2010)، كما صدر فى صيغة إلكترونية عن مجلة "الكلمة" اللندنية (العدد 55/ نوفمبر 2011). وقد اختير للتدريس فى جامعة "آيوا" الأمريكية و"جامعة الكويت" باعتباره "تمثيلاً لقصيدة النثر الحيوية، وانخراطًا واعيًا للشعر فى الفضاء الرقمى".
للشافعى (40 عامًا) أربعة دواوين سابقة افتتحها عام 1994 بديوانه "بينهما يصدأ الوقت"، وكتاب بحثى بعنوان "نجيب محفوظ: المكان الشعبى فى رواياته بين الواقع والإبداع" (الدار المصرية اللبنانية)، ومن أجواء ديوانه الخامس الجديد "غازات ضاحكة" نطالع:
أنْ أوقظَ وردةً واحدةً
خيرٌ من أن أنامَ فى بستانٍ
* * *
العصفورُ،
الذى بَلَّلَهُ المطرُ
صار أخَفَّ وأجملَ
من شدةِ نشاطهِ،
حلّقَ العصفورُ فى السماءِ
نفضَ ريشَهُ المبْتَلَّ ببهجةٍ
ليُذيقَ السحابَ
حلاوةَ استقبالِ المطرِ
* * *
- 05-01-2012, 01:16 PM #2
جزاك الله خيرا على الخبر