رفضت جنوب أفريقيا منح تأشيرة دخول إلى الدالاى لاما الذى كان يريد زيارة الأسقف ديزموند توتو بمناسبة عيد ميلاده، وذلك بسبب أهمية علاقاتها التجارية مع الصين، كما ورد فى وثيقة لوزارة الخارجية أوردتها الأحد صحيفة جنوب أفريقية.

ونقلت أسبوعية "سيتى برس" عن الوثيقة السرية، أن "جمهورية الصين الشعبية هى أكبر شريك تجارى لجنوب أفريقيا وكانت ذات أهمية كبيرة لتفادى حالة انكماش".

وأوضحت الوثيقة أن "علاقة بريتوريا الإستراتيجية" مع بكين تقوم على دعم جنوب أفريقيا غير المشروط لسياسة "الصين الواحدة" التى تنتهجها بكين، ما يستبعد استقلال التيبت. وأفادت الوثيقة أن "جنوب أفريقيا تحترم رغبة الصين فى حماية سيادتها".

وأضافت "بتواصلها مع الدالاى لاما تستجيب الحكومة لحق تنظيم الجمعيات الوارد فى دستورنا لكن يتعين عليها أن توازن ذلك مع دور حقيقى أو مفترض" للمرشد الروحى التيبتى. وتابعت أن "الحكومة، بإعطائها الأولوية للمصلحة الوطنية لجنوب أفريقيا، لاحظت توازنا بين هذين الجانبين".

وكان يفترض أن يحضر الدالاى لاما إلى جامعة الكاب الشرقية بمناسبة العيد الثمانين لمولد توتو الذى يصادف فى الثامن من أكتوبر، لكنه لم يتمكن من الحضور لأن سلطات جنوب أفريقيا لم تمنحه تأشيرة.

وحكومة الرئيس جاكوب زوما متهمة بالرضوخ لضغوط الصين، شريكتها الدبلوماسية والاقتصادية الكبيرة، كما كانت عليه الحال سنة 2009.

وترك كرسى شاغرا ليرمز لغياب الدالاى لاما الذى أثار عاصفة من الانتقادات فى جنوب أفريقيا هذا الأسبوع.
وروت الصحف الجنوب أفريقية الأحد كيف توجه وفد رفيع المستوى من المؤتمر الوطنى الأفريقى الحاكم هذا الأسبوع سرا إلى الصين بقيادة أمينه العام غويدى ماتاشى.