بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيد الخلق أجمعين محمد بن عبد الله الصادق الصدوق الوفي الأمين وصحابته الطيبين المؤمنين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وآل بيته الطاهرين وزوجاته أمهات المؤمنين ..

وبعد …

الحق ظاهر بين أبلج .. لا يستطيع أن يعمي أد عينيه عن نوره .. فالشمس معروف لدى الكل أنها لا تغطى بغربال ..

القرآن الكريم هو معجزة النبي محمد .. وهو الكلمة التي ألقاها الله عز وجل لخلقه .. والذي أراد لهم الخير والهداية وما كانوا ليهتدوا لولا أن هداهم الله .. فجعل القرآن نورا في قلوب المؤمنين الصادقين المصدقين بدعوة نبيهم وخاتم رسل ربهم محمد عليه السلام ..

والقرآن الكريم هم الكلمة المعجزة .. التي واجه بها محمد عليه السلام طغيان الكفار وجحودهم وإنكارهم لصدق دعوة رسول ربهم ..

والقرآن الكريم هو الشرعة والمنهاج .. لكل زمان ومكان .. وهو الحافظ إلى يوم الدين جميع مبادئ وأسس العقيدة السمحة والتي لن يستطيع أحد أن يمسها بأي سوء ..

والقرآن الكريم هو الفصل والحكم في أي اختلاف أو تنازع .. لذلك كان الأوجب والطريق الأمثل على كل من أراد مخالفته سلوك طريق من ثلاث .. إما تكذيبه .. وتلك سبيل الكافرين .. أو ادعاء تأوليه حسب الهوى .. وأخيرا ادعاء تحريفه ونقصانه وتلك سبل لا يسلكها إلا المنحرفين .. عن النهج والعقيدة الصحيحة ..

ولذا وجدنا أنه من أمر طبيعي .. أن نجد في كتب الكهنوت الشيعي الإمامي الإثنى عشري شلالا من الروايات المكذوبة على لسان أسباط النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم .. وعلى لسان ابن عمه الكريم المكرم: علي رضي الله عنه .. تثبت حسب زعمهم تحريف القرآن الكريم ..

وتنفيذا لمنهج التقية .. ظلت تلك الروايات مدفونة في أمهات الكتب .. إلى أن خرجت بواسطة أحد علمائهم وأحبارهم .. على شكل كتاب كبير مفصل وجامع لأكثر من ألفي رواية وجدت فيما يسمونها (أمهات الكتب) المحشوة بالروايات المكذوبة على لسان أسباط النبي عليه السلام .. ووضعها في كتاب واحد اسماه ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) ومؤلفه يدعى (ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي) ..

يدعي الشيعة كثيرا من الافتراءات على كتاب الله عز وجل .. وهو القائل فيه (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)الحجر:9 .. فهم يدعون بأنه لم يجمع القرآن كاملا إلا الأئمة .. وروي في (أصول الكافي للكليني) : “عن جابر قال: معت أبا جعفر يقول ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزله الله إلاّ كذاب، وما جمعه وحفظه كما أنزله الله إلاّ علي بن أبي طالب والأئمة من بعده.”

ويورد النوري الطبرسي أحد أكبر محدثي الشيعة في العصر الحديث في كتابه في الفصل الأخير كثيرا من الروايات التي يدعي أنه دليل على بطلان صحة وسلامة القرآن من التحريف .. نذكر منها:

1- ثقة الإسلام في آخر كتاب (فضل القرآن) من (الكافي) عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أن القرآن الذي جاء به جبرائيل (ع) إلى محمد سبعة عشر لف آية.

2- المولى محمد صالح في (شرح الكافي) عن (كتاب سليم بن قيس الهلالي) أن أمير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة رسول الله لزم بيته وأقبل على القرآن يجمعه ويؤلفه، فلم يخرج من بيته حتى جمعه كله، وكتب على تنزيله الناخس والمنسوخ منه، والمحكم والمتشابه، والوعد والوعيد، وكان ثمانية عشر ألف آية.

3- أحمد بن محمد السياري في (كتاب القراءات) عن علي بن لحكم عن هشام بن سالم، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: القرآن الذي جاء به جبرائيل إلى محمد عشرة آلاف آية

4- في (الكافي):عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن بعض أصحابه، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: قلت له: جعلت فداك إنا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا. كما نسمعها ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم، فهل نأثم؟ فقال: لا، اقرؤوا كما تعلمتم. فسيجيئكم من يعلمكم.

5- وفيه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن هاشم، عن سالم بن أبي سلمة، قال: قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام وأنا أسمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرأها الناس، فقال: كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأها الناس حتى يقوم القائم عليه السلام، فإذا قام القائم (ع) قرأ كتاب الله عز وجل على حده، وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام ورواه الصفار في (البصائر) عن محمد بن الحسين مثله.

6- عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن جندب عن سفيان بن سمط، قال:سألت أبا عبد الله عليه السلام عن تنزيل القرآن، فقال: اقرؤوا كما علمتم.

7-الثقة الجليل محمد بن مسعود العياشي في تفسيره بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص ما خفي حقنا على ذي حجي، ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن، قال المحدث البحراني في (الدرر النجفية): يمكن حمل الزيادة في هذا الخبر على التبديل حيث أن الأصحاب ادعوا الإجماع على عدم الزيادة فيه، والأخبار الواردة في هذا الباب مع كثرتها ليس فيها ما هو صريح في الزيادة، فتأويل هذا الخبر بما ذكرنا لا بعد فيه إلا أنه يأتي الإشارة إلى زيادة بعض الحروف، ويأتي ذكره في محله.

8- وعنه بإسناده عن الصادق (ع):لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتنا فيه مسمين.

9- وعنه بإسناده عن إبراهيم بن عمرو، قال:قال أبو عبد الله (ع)، أن في القرآن ما مضى وما يحدث وما هو كائن، كانت فيه أسماء الرجال فألقيت، وإنما الاسم الواحد منه في وجوه لا تحصى، يعرف ذلك الوصاة. ورواه الصفار في (البصائر) عن أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر وعنه (ع).

10- وعنه بإسناده عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إن القرآن طرح منه آي كثير ولم يزد فيه إلا حروفاً أخطأت به الكتبة وترهمتها الرجال.

11- علي بن إبراهيم في تفسيره عن علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله (ع) قال:قال رسول الله :لو أن الناس قرؤوا القرآن كما أنزل الله ما اختلف اثنان” قال في (الدرر): وهو واضح الدلالة في المطلوب، والمراد لا تعتريه شائبة الشبهة والإيراد، قلت وهو كك [يعني به كذلك] إذ الظاهر أن المراد رفع الاختلاف في أمر الإمامة والرياسة أو ما هو مثلها والظاهر أن ما به يزول الاختلاف من جهة قراءته كما أنزل هو وجود اسم الرئيس فيه بحيث لا يحتمل غيره، وإلا فالاختلاف موجود وحمل الخبر على حمله على أسباب نزوله ينافي كون رافع الاختلاف القراءة كما أنزل إذ هو على ما ذكر تفسيره كك [يعني به كذلك] وهو خلاف ظاهر مع أن رافع الاختلاف في أسباب النزول لتعارض ما ورد فيه هو ظاهر القرآن أيضاً، فلا يتوقف هو عليه.

12- الشيخ أبو عمرو الكشي في رجاله في ترجمة أبي الخطاب عن أبي خلف بن حماد عن أبي محمد الحسن بن طلحة عن أبي فضال عن يونس بن يعقوب عن بريد العجلي عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: أنزل الله في القرآن سبعة بأسمائهم، فمحت قريش سبعة وتركوا أبا لهب.

ولم يكن هذا الكتاب فقط المصنف الوحيد الذي ألف بغرض إثبات تحريف الكتاب .. بل وجدت مصنفات كثيرة لمتقدمين ومتأخرين نذكر منها:

- التحريف والتنزيل لحسن بن محمد الحلي

- القراءات لأحمد بن محمد بن سيار

- قراءة أمير المؤمنين لعبد الواحد بن عمر القمي

وهذه المؤلفات وغيرها ألفها المتقدمون من علماء الشيعة .. وهنالك مؤلفات أخرى ألفها المتأخرون كفصل الخطاب للنوري الطبرسي .. وهو يعد من أكثر الكتب شمولية .. وقد أثيرت ضجة حول الكتاب .. ذلك لأن الشيعة في الغالب أرادوا أن يبقوا مسألة التشكيك في القرآن بين خاصتهم لأنهم حجة دامغة عليهم – كما يورد الاستاذ محب الدين الخطيب في كتيبه الثمين عن الشيعة الذي سماه (الخطوط العريضة) – حتى أنه قد ألف كتابا آخر سماه (رد الشبهات عن فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب)

ويكفي ما تم إيراده عن هذه العقيدة العفنة التي يؤمن بها الشيعة إيمانا مطلقا ..

علينا الآن أن ننتبه .. فهؤلاء خطرهم شديد على أمة الإسلام .. لا يريدون لها من الخير شيئا بل الشر كل الشر ..

منقول للامانة