صدر حديثا عن سلسلة مصريات التابعة للهيئة العامة للكتاب، كتاب بعنوان "أخناتون وديانة النور" للكاتب إريك هورنونج وترجمة وتقديم دكتور محمود ماهر طه.

والكتاب الذى يقع فى 158 صفحة يتناول حياة الملك أخناتون وديانته، إذا يقول المترجم فى مقدمة الكتاب، إن اخناتون هو كوكب ساطع فى سماء الحضارة المصرية، فهو من أعظم المفكرين فى تاريخ الإنسانية، فلقد اعتاد فراعنة مصر أن يكتسبوا المجد والشهرة من أعمال حربية وعسكرية داخل البلاد وخارجها أو إصلاحات إدارية وأعمال مدنية، ولكن أفكار اخناتون وأعماله ميزته عن باقى الملوك الفراعنة، فهو الملك الوحيد الذى قام برسالة دينية متميزة دون الاهتمام بالأمجاد الحربية، إن رسالة أخناتون التى تدعو إلى عبادة إله واحد، إنما هى عقيدة تختلف عن كل العقائد السابقة بل والعقائد اللاحقة أيضا فى مصر الفرعونية، فهى أقرب كثيرا إلى فكرة التوحيد الموجودة فى الأديان السماوية، مؤكدة أن كلمة إله يجب أن لا توضع فى صيغة جمع آلهة، مما دعا بعض المفكرين إلى الاعتقاد بأن هذه الديانة ربما كانت ديانة سماوية.

وعن أوجه تشابه ديانة أخناتون مع الديانات الأخرى قال المترجم، إن هناك عدة ملامح مشتركة بين الجانبين من أهمها: تحريم تجسيد الإله الخالق فى رسم أو صورة أو تمثال، نشر فكرة أن الإله الخالق هو النور، تأكيد أناشيد أخناتون أن الإله قوة عالمية، قيام أخناتون فى العام السادس من حكمه بالهجرة من طيبة، تطابق الأفكار الموجودة فى أناشيد أخناتون وتسابيحه، مما أعطى عقيدة أخناتون قيمة معنوية كبيرة هو اعتماده كلية على الصدق والحقيقة فى كل مظاهر الحياة.

والكتاب يحوى 10 فصول هي اكتشاف مؤسس الديانة، خلفية الديانة وجذورها، الخطوات الأولى، ديانة جديدة، مدينة من أجل إله، التعاليم المحضة، مسألة الوحدانية، الاعتقاد فى حياة بعد الموت دون الآخرة، سنوات مظلمة والخلفاء.

يذكر أن إريك هورنونج هو واحد من أشهر علماء المصريات وأعظمهم فى علم المصريات، خاصة الديانة المصرية القديمة، ويعمل أستاذا فخريا لعلم المصريات فى جامعة بازل بسويسرا ومن أكبر المتخصصين فى دراسة النصوص والمناظر الملكية الجنازية بمقابر وادى الملوك بغرب طيبة، وقد قام بنشر عدد كبير منها مثل رمسيس الرابع ورمسيس السابع وسيتى الأول.