واصل إعصار أيرين ضرب الساحل الشرقى الأمريكى بالولايات المتحدة بأمطار غزيرة ورياح عاتية أسفرت عن مصرع سبعة أشخاص على الأقل حتى الآن، وإصابة حركة المرور بالشلل برا وجوا.

وقد وصل الإعصار إلى شاطئ ولاية كارولينا الشمالية، صباح أمس، مصحوبا بفيضانات فى الشوارع وسقوط الأشجار فى ظل رياح مستمرة بلغت سرعتها 140 كم فى الساعة، وأصبح مليون منزل وشركة دون كهرباء.

وتوقع مركز الأعاصير الوطنى الأمريكى أن تستمر العاصفة العاتية متجهة نحو الشمال بسرعة حوالى 24 كم/ساعة، وحذر خبراء الأرصاد الجوية من أن العاصفة من الفئة الأولى ستمر عبر منطقة واشنطن العاصمة، خلال ساعات المساء والليل دون أن تفقد قوتها.

وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر الأمريكى كيت ماير فى ولاية كارولينا الشمالية إن الظروف تبعث على القلق حتى بعيدا عن الساحل.. وتقوم السلطات المحلية والفيدرالية وسلطات الولايات مع منظمات مثل الصليب الأحمر بحشد الموارد لمواجهة العاصفة التى تأخذ طريقها إلى أعلى الساحل الشرقى للولايات المتحدة.

وقالت وزير الأمن الداخلى جانيت نابوليتانو إن المسئولين يتوقعون هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات وانقطاع التيار الكهربائى على نطاق واسع فى جميع أنحاء المنطقة، كما أن هناك تهديدا بحدوث أعاصير "التورنادو".

ونوهت بأن: "إعصار أيرين لايزال عاصفة كبيرة وخطيرة.. وعلى المواطنين أخذه على محمل الجد والاستعداد له".

وقد قام الرئيس الأمريكى باراك أوباما بزيارة إلى كبار منسقى حالات الطوارئ فى واشنطن أمس وقال: "من الواضح أنه ستكون هناك مواقف محفوفة بالمخاطر فى الكثير من المجتمعات".

وتمت عمليات إجلاء واسعة النطاق وتم إلغاء الآلاف من الرحلات الجوية، وفى مدينة نيويورك، تم أمس السبت إيقاف شبكة النقل العام بالكامل، بما فى ذلك القطارات ومترو الأنفاق والحافلات وذلك للمرة الأولى على الإطلاق.

وستصل العاصفة إلى المدينة والمناطق المحيطة بها بشكل مكثف اليوم الأحد.. وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر ستيف باير إن المنظمة جهزت الملاجئ التى يمكن توفير الرعاية فيها لآلاف الناس، مشيرا إلى أن عمليات التصدى لأيرين يمكن أن تكون واحدة من أكبر العمليات التى تقوم بها المنظمة فى العهد الحديث، حيث ستعمل على تقديم المساعدة لما يزيد على حوالى 12 ولاية، ونوه بأن الأمر قد يستغرق أسابيع وحتى أشهر لاحتواء الكارثة بشكل كامل.

ونوه أحد الخبراء بالمركز الوطنى للأعاصير بأن المشكلة بالنسبة لإعصار أيرين هو مساره المكتظ بالسكان، مشيرا إلى أنه خطير لأن هذا الجزء من البلاد ليس معتادًا على استقبال العديد من ضربات الأعاصير، وعلى سبيل المثال فإن نيو إنجلاند لم تواجه أى إعصار منذ 20 عامًا، كما أن آخر إعصار ضرب ولايات وسط الأطلنطى كان "إيزابيل" عام 2003، ولذلك فإن هذا الطقس يمثل أمرًا غير مألوف بالنسبة لهذا الجزء من البلاد.. ونوه بأن إعصار أيرين ليس أقوى إعصار، ولايقارن بأى حال من الأحوال مع إعصار كاترينا المدمر فى عام 2005، إلا أنه قال إنه يمكن أن يكون قادرا على التسبب فى أضرار.

وقد ألغت شركات الطيران 9 آلاف رحلة جوية على طول الساحل الشرقى، وتم إيقاف تشغيل مترو الأنفاق فى مدينة نيويورك، ولكن المطارات الثلاثة التى تخدم منطقة واشنطن ظلت مفتوحة مساء أمس السبت.

كما انقطعت الكهرباء عن مايقرب من 800 ألف منزل وشركة فى فيرجينيا وميريلاند حيث أطاحت الرياح بالأشجار وخطوط الكهرباء، وكانت منطقة ريتشموند وجنوب شرقى فيرجينيا الأشد تضررا، ومن المتوقع زيادة انقطاع الكهرباء مع ازدياد قوة العاصفة بعنف طوال الليل.

وأعلن الرئيس باراك أوباما حالة الطوارئ فى 9 ولايات قبل وصول أيرين إلى اليابسة، بما يسمح للحكومة الاتحادية بدفع بعض التكاليف والمساعدة فى عمليات التنظيف بعد مرور العاصفة.

وقد ترك السكان بيوتهم فى منطقة فيرجينيا بيتش وتركوها مفتوحة، مما عرضها للسرقة، ولقى طفل عمره 11 عاما مصرعه عندما سقطت شجرة على منزل فى نيوبورت نيوز.

كما استعدت مدينة نيويورك، التى صدرت بها أوامر لإخلاء 370 ألف شخص، لحالة الشلل التى سيتسبب فيها الإعصار، وحذر عمدتها مايكل بلومبرج السكان من استخدام المصاعد فى المبانى شاهقة الارتفاع لأنها يمكن أن تتوقف عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء، مشيرا أيضا إلى أن العاصفة يمكن أن تتسبب فى تدفق المياه بغزارة فى شوارع مانهاتن وول ستريت، ولذلك فسوف يتم قطع الكهرباء قبل أن يحدث ذلك.

وقد صدرت أوامر لأكثر من مليونى شخص بإخلاء منازلهم والنزوح عن مناطقهم على طول
الساحل، حيث إن بعض الملاجئ قد غمرتها المياه بالفعل.

وفى منطقة واشنطن، افتتحت مقاطعتا "مونتجومرى" و "برنس جورج" ملجأين للسكان المشردين، وفى منطقة العاصمة تم فتح ثلاثة ملاجئ وتم تجهيز المدارس ومراكز الترفيه بشكل احتياطى كى تتحول إلى ملاجئ إذا لزم الأمر.. كما تم إجلاء السكان بشكل كبير من مجتمعات الشاطئ فى ولايات فيرجينيا وميريلاند وديلاوير.