النتائج 1 إلى 2 من 2
- 23-08-2011, 12:17 PM #1
"سماءٌ بعيدة" و"على أنامل عاشقين" قصيدتان لحمزة قناوى
"هذى سماؤكَ .. طِرْ لها"!
مرَّت على دربى الفراشةُ..
لوَّحت بجناحِ زرقتها المراوغ فى الرياحِ
فشدَّها للمنحنى
رفَّت على جُرحى لتوقِظَ فى أساه تشرُّداً
وثلاث ورداتٍ نمينَ على صخورِ الحزنِ يقتتن السنا
"هذى سماؤكَ " !
قالت السحبُ الشريدةُ حين مرَّت فوقَ وجهى كاليمامِ ..
.. وأسلمَت جسدَ البياضِ إلى الهواء
فأنَّ من وجعٍ وقد شهقَ البياضُ إذ انثنى !
" هذى سماؤكَ "
قالت زهرةٌ نبتت على نهرٍ رصاصى المياهِ
كصفحةِ الروحِ الحزينة للغريب
نأى به حلمٌ شفيفٌ بالغيومِ تلوَّنا .
- لكنَّ هاتيكَ السماءَ بعيدةٌ
وبعيدةٌ عنى كما لو أن زرقتها تُلوَّحُ لى من التيهِ البعيدِ
.. ببسمةٍ ترنو إلى القلبِ الشريدِ ليحزنا !
" لا تنأَ عنى .. طِرْ إلى فإننى حضن الغريبةِ للغريبِ
.. انحلَّ فى هذا الهواء سحابةً أو نغمةً
تدنو لزرقةِ مقلتى إذا دنا"
- لو أنَّ هاتيكَ السماءَ قريبةٌ للمستُ بهجتَها الشفيفةَ
.. قوسَها القُزحى منفلتاً ورا ألوانِهِ..
ووراء قطعان الغيومِ تناثرت ترعى بأوديةِ السنا!
وعدوتُ نحوَ الشمسِ أخمشُ وهجَ بسمتِها
أشاكسُ وجهها الذهبى من بين الغيومِ إذا رنا
لكنَّ هاتيكَ السماءَ بعيدةٌ !
- " لستُ البعيدةُ .. أنت من تمضى لهذى الأرض مهما شرَّدتكَ دروبُها
تهفو لفتنتها وتتبع ما تُخلِّى فوق دربِكَ من سنا أقدامُها
أو ما تُبقِّى فى الهواءِ من ارتعاشة عطرها
طيفاً شفيفاً واهنا
هى خلفَ وجهكَ بعثرتكَ دروبُها
وأنا أمامَكَ موعداً للإنعتاقِ
فلم تجازفَ وانتقيتَ الأهونا !
فانسَ الجهات جميعها واقبِل إلى وجهى
.. كما الضوء المسافر فى المسافةِ
كالأشعةِ حين تنهبُ ليلَ هذا الكونِ
كالريحِ الطليقةِ فى البحارِ
مضت لوجهتها البعيدة ..
.. دون أن تلقى سوى الأفقَ المنادى موطِنا !
فأتِ إلى ..
أنا المسافةُ والمدى
وأنا الجهات جميعها وأنا سواحلُكَ الأخيرةُ يا غريب ..
.. صدى الأماكن
لا هناكَ ولا هنا !
(على أناملِ عاشقيْن)
- "لا تنسنى"!
قالت على دربِ المطارِ ولملمت أحزانَها الصُّغرى
وشدَّتنى لأتركَ للرصيفِ حقيبتى
وأطوَّقَ الخصرَ الذى انتحبت حدائقُهُ الوريفة..
.. قبلما أمضى
- " خذنى إليكَ "
بكت أناملها الشفيفةُ فوق صدرى كالغيومِ
فشرَّدت نبضى
- " سأعودُ أو قد لا أعودُ ..
دعى التشُّردَ يأخُذُ اسمينا بذاكرةِ الرياحِ
وفلنكن كالعابرينَ على الظلال
وكالأشعةِ أن تغادرَ فى مدى الومضِ"
- سترجعُ
- ربما !
- ستعودُ للبحر الذى موَّجتهُ بيديكَ فى جسدى..
.. لذاكرة ارتعاشتنا
لأزهارى التى لم تنمُ إلا حينما لامستها
وهمستَ " أنتِ الأرضُ "
.. عد للبحرِ والأرضِ !
- " انتهى وقتُ الوداعَ فعانقينى ..
واصحبى هذا الربيع على يديكِ إلى الغياب
وهذه الأشجار واللوز المبرعم والحقول
فلستُ أحمَلُ شهقةَ الروضِ
- (هذا النداءُ موجَّهٌ للراحلينَ ليسرعوا)!
سادَ النداءُ المعدنى صدى الجهات ..
.. تشبَّثت بحقائبى التعبى
استحالت وردةً فى الريحِ
أغنيةً على شفةِ الهواءِ تضيعُ
وانهَمَرَت على كتفى الشريدِ
سحابةً تُفضى!
- " أحبكَ .. لا تدعنى"
انداحَ فى قلبى أنينُ حريرِها
انتحبَت سماءٌ فى العيونِ فشرَّدت بعضى
انسحبتُ إلى زحامِ الراحلين
ونقطةُ الضوء البعيدة تختفى شيئاً فشيئاً..
تختفى يدُها .. تغيبُ حمامةٌ بيضاء عنى
يختفى عُمرٌ..
وأسئلة الكمانِ تبعثرت منها إلى:
متى مضى العمر المسافرُ بيننا ؟
ولأين تمضى الذكرياتُ إذا فنت أصداؤها..
.. ويضيعُ حلمٌ فى أناملِ عاشقيْنِ برفَّةِ الغمضِ؟
- 24-08-2011, 06:17 PM #2
شاعر واعد
شكرا على الموضوع