صدر حديثا عن دار الشروق كتاب جديد بعنوان "مقدمة قصيرة عن الرئاسة الأمريكية"، للكاتب الأمريكى تشارلز جونز، وترجمة محمد أحمد السيد حرفوش.

يتناول الكتاب انتخابات الرئاسة الأمريكية، وعلاقة مؤسسة الرئاسة بالمؤسسات الأخرى فى الولايات المتحدة مثل الكونجرس، كما يتناول الكتاب تطورات الرئاسة الأمريكية، وكيف كانت سلطات الرئيس الأمريكى، وكيف تطورت مع مرور السنين، كما يشرح الكتاب كيف تؤثر شخصية الرئيس على منصب الرئاسة.

ويتطرق المؤلف الذى يرأس جمعية العلوم السياسية الأمريكية، إلى موضوعات تهم أنصار الديمقراطية فى العالم، حيث يبحث المنظومة التى تفصل بين السلطات، وكيفية محاسبة الهيئة التنفيذية لهذا المنصب، وكذلك استجابة أعضاء الكونجرس لجماعات الناخبين المختلفة.

ويحوى الكتاب سبعة فصول، تناول فى أولها اختراع الرئاسة متناولا فى هذا الفصل تاريخ تأسيس الرئاسة الأمريكية عام 1781، وكيف فشل التأسيس، فى ذلك العام، مشيرا إلى أن كلمة "الرئاسة" نفسها لم تكن فى الدستور الأمريكى، وتم إلحاقها فيما بعد بالفرع التنفيذى بالحكومة.

ويعرض المؤلف عبر فصول الكتاب صياغة الرئاسة والاتصال بالحكومة وقيادتها، وسن القوانين وتنفيذ السياسة، وكذلك مراسم التنصيب والاحتفالات الشعبية الأمريكية متناولا النظام الذى وضعه المؤسسون للانتخابات وفترات الرئاسة، وكذلك انتخابات مجلس النواب، ومجلس الشيوخ، متناولا أيضا التغييرات والتعديلات الدستورية الأمريكية.

ومن الموضوعات التى يركز عليها الكتاب فترتى الرئاسة الأمريكية الأولى والثانية، والضغوط التى يعانى منها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فى فترته الأولى، كى يلبى توقعات العاملين فى حملته الانتخابية، والمساهمين، وأعضاء الكونجرس، وكذلك جماعات التصالح، والمنظمات الحزبية، ووسائل الإعلام، وكذلك ما يقوم به الرئيس فى فترته الثانية والأخيرة، ويعقد المؤلف مقارنة بين عدد من الرؤساء الذين تم انتخابهم لفترتين، متناولا الإجراءات التى قام بها هؤلاء فى فترتهم الأولى والثانية، ومن هؤلاء يذكر المؤلف إعادة انتخاب "مكينلى" و"ويلسون" و"فرانكلين روزفلت" ثلاث مرات، و"إيزنهاور" و"نيكسون" و"ريجان" و"كلينتون" و"بوش الابن"، مشيرا إلى أن التجديد فى مجلس الوزراء عند إعادة الانتخاب برز كظاهرة جديدة، فلم تجر مجموعة الأربعة الأولى "مكينلى" و"ويلسون" و"روزفلت" و"إيزنهاور" فى فترة ولايتهم الثانية تغييرات عند إعادة انتخابهم، فيما أجرى "روزفلت" تغييرا وحيدا "فى كل مرة عند إعادة انتخابه للمرة الثانية والثالثة" 1940 و1944".

ويشير المؤلف إلى أن مجموعة الأربعة الثانية "نيكسون" و"ريجان" و"كلينتون" و"بوش الابن" أجروا تعديلات رئيسية عند إعادة الانتخاب، ولعنة فترة الولاية الثانية، لافتا إلى أن الرؤساء الذين تم إعادة انتخابهم محكوم عليهم بالفشل، ويستند المؤلف إلى أن كثيرا من برنامج الرئيس يتحقق فى الفترة الأولى، ويصبح "بطة عرجاء فى فترته الثانية، وهو ما يؤدى لحدوث "فضائح"، مشيرا إلى فضيحة ووترجيت التى حدثت فى عهد "نيكسون" وأجبرته على الاستقالة فى العام الثانى من فترة ولايته الثانية، وكذلك تعرض ويلسون لسكتة دماغية حادة فى العام الأول من إعادة انتخابه، وكذلك فضيحة " كلينتون" الجنسية فى فترة ولايته الثانية، و" فضيحة ريجان التى تعلقت بمخطط معقد تذهب بموجبه فوائد مبيعات سرية للسلاح إلى إيران إلى جماعات الكونترا المتمردة التى تسعى للإطاحة باليساريين فى نيكاراجوا.

ويضع المؤلف فى كتابه ملحقا برؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وفترات ولاياتهم ونوابهم من عام 1789 حتى عام 2009 إبان حكم جورج بوش الابن وكذلك انتماءات كل منهم للحزبين المتصارعين دائما على السلطة الجمهورى والديمقراطى.