تتوقف ممارسة الرياضة أثناء الإصابة بنزلة برد، على حدة ونوع هذه الإصابة. وأوضح إنغو فروبوزه، الخبير بالمركز الصحي التابع للجامعة الرياضية بمدينة كولونيا غربي ألمانيا، أنه إذا كان المرء يعاني من أعراض متقدمة، فعندئذ يمكن أن تُشكل ممارسة الرياضة خطراً عليه؛ حيث قد تتسبب في إصابته بأمراض خطيرة مثل التهاب عضلة القلب أو الالتهاب الرئوي.
وأضاف فروبوزه :”أما إذا تم تشخيص الأعراض على أنها مجرد وخز خفيف في الأنف، وفي الوقت ذاته كان المرء يتمتع بلياقة بدنية جيدة للغاية، فمن الممكن عندئذ أن تكون هذه الأعراض ليست إلا ردة فعل لحدوث انخفاض طفيف في درجة حرارة الجسم”. وبناءً على ذلك، يمكن للمرء ممارسة التدريبات الرياضية دون أدنى مشكلة.

وأشار الخبير الألماني إلى أن ممارسة الرياضة في هذه الحالة قد تحقق فوائد صحية وتحول دون وقوع أضرار، موضحاً أن الجرى الخفيف أو السير في الهواء الطلق يسهمان في تدفق الدم بصورة جيدة في الأغشية المخاطية بالإضافة إلى الحفاظ على هذه الأغشية رطبة، الأمر الذي يُعزز من مقاومة الجسم لمسببات الإصابة. وينصح الخبير الرياضي قائلاً :”حاول أن تُقلل بعض الشيء من مقدار الرياضة التي تعتاد ممارستها”. وأضاف :”تجنَب أيضاً الهواء الجاف والساخن للغاية في الأماكن المغلقة وانطلق في الهواء المُنعش”.

وأشار الخبير الرياضي إلى أنه إذا وصل البرد إلى مراحل متقدمة وحدثت عدوى، فإن هذا الأمر يتطلب التوقف عن ممارسة الرياضة على الفور، موضحاً أن مَن يشعر بالضعف والتعب، فهذا يُعد بمثابة إشارة من الجسم تؤكد احتياجه إلى قسط من الراحة، كي يقاوم الأجسام الدخيلة غير المرغوب فيها. ويوصي فروبوزه قائلاً :”قم بتلبية حاجة جسدك إلى الراحة، حتى تستطيع الخلايا الدفاعية القيام بوظيفتها على نحو فعّال”.

وإذا واصل البرد التقدم مرة أخرى بعد مرور حوالي ثلاثة أيام، فيكون من المفيد حينئذ ممارسة أنشطة خفيفة كالتنزه مثلاً في ضوء النهار. وعن أهمية ذلك يقول فروبوزه :”تقوم أشعة الشمس بتحفيز جسم الإنسان كي ينتج فيتامينات وهرمونات ضرورية، والتي بدورها تساعد على التعافي وتماثل الجسم للشفاء بسرعة”.

وأضاف الخبير الألماني أنه في حال ارتفاع درجة حرارة الجسم، فلا يجوز مطلقاً ممارسة الرياضة، معللاً ذلك بقوله :”ارتفاع درجة الحرارة يعني اتساع نطاق مركز الالتهاب في الجسم أي أن الالتهاب يتغلغل في جسم الإنسان”. وأشار فروبوزه إلى أن المجهود البدني يُعزز من انتشار هذا المركز، وهذا بدوره قد يُشكل حقاً خطراً على الإنسان؛ فعلى سبيل المثال في حال انتقال البكتيريا إلى عضو آخر، فمن الممكن أن تُحدث هناك التهاباً في عضلة القلب مثلاً أو في الرئة.