النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع: بالحكمة والموعظة الحسنة
- 11-06-2011, 04:26 PM #1
بالحكمة والموعظة الحسنة
بسم الله الرحمن الرحيم
بالحكمة والموعظة الحسنة
يقول الله تعالى { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين } سورة النحل أية 125
إن من أعظم الطاعات تقربا إلى الله هي الدعوة إلى سبيل الله وعبادة الله وحده يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم } رواه مسلم .
والدعوة إلى أي أمر كان تتطلب شروطا تضمن لها النجاح والاستمرار , ومن أهم شروط نجاح الدعوة وبخاصة الدعوة إلى الله أن تتوفر لدى الداعي الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن , ولو تأملنا الآية السابقة لوقفنا على بلاغة القرآن ودقة الوصف فيه والبيان , فالله عز وجل قال { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة } ولم يقل ( بالحكمة الحسنة ) لماذا ؟ لأن الأصل في الحكمة أنها حسنة ونحن عندما نمتدح شخصا في حسن تصرف تصرفه نقول عنه حكيم لأنه تصرف تصرفا حسنا فالحكمة لا تكون إلا حسنة وفيها خير كثير يقول الله تعالى : { ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا } .
والحكمة هي المعرفة بمراتب الأفعال والأقوال في الإصلاح والفساد والحسن والقبح , وهي قول أو فعل ما يجب في الوقت الذي يجب على الوجه الذي يجب فهي وجوب ما يجب في خير ما يجب بأفضل ما يجب , وتدرك الحكمة بطلب العلم والخبرة والاتزان والرزانة ومجانبة الحق قدر المستطاع ,فالحكمة حسنة طيبة وهي ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها .
أما الموعظة فقد خصصها الله بوصف محدد ( والموعظة الحسنة ) لأن الموعظة قد تكون غير حسنة بجفافها وغلظتها وشدتها ولعلنا شاهدنا نماذج منها تكون مدعاة للنفور وعدم القبول وهذه الموعظة وإن كانت في سبيل الدعوة إلى الله فهي مرفوضة من النفس البشرية ولا ترضى تقبلها حيث أن النفس البشرية تستهوي الملاطفة واللين , والدعوة إلى الله لا تلزم الإكراه والتغليظ بل تلزم الإقناع والتيسير والتحبيب , فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : { يسروا ولا تعسروا , بشروا ولا تنفروا } والتخلق بما أوصى به رسولنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف يعد منهجا في أسلوب الدعوة الراقي والناجح لأنه يدعو إلى الارتياح والملاطفة وبث الأمل في النفوس , بعكس أساليب التنفير التي تدعو لانقباض القلب وضيق النفس وكراهة الاستجابة , لذا كان الأمر من الله بحسن الموعظة منطقيا موافقا للفطرة والطبيعة البشرية , لأن حسن المعاملة ولين المخاطبة لها أجمل الوقع وأعظم الأثر على النفوس فكانت الموعظة الحسنة شرطا أساسيا للدعوة إلى الله وجب أن يتقيد بها كل داعية لتقوم الدعوة على أساس متين تتعمق في النفوس فيتسع لها المجال ويدوم لها الحال .
وأما الشرط الثالث من شروط الدعوة الناجحة هي المجادلة بالحسنى في قوله تعالى { وجادلهم بالتي هي أحسن } والمجادلة هي الاحتجاج لتصويب رأي وإبطال ما يخالفه وهذا يتوجب أن يكون على قدر عال من العلم وفن المخاطب وإجادة الحوار بأسلوب واعي يكون فيه القدرة على الإقناع وفق أساليب حسنة محببة بعيدة عن الحدة في الخصام واللغو في الكلام وتضارب في الأفهام , فالله عز وجل أوضح ذلك في قوله ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) بمعنى أن تكون أحسن منهم في جدالهم وإن كانوا خلاف ذلك , فمن أساس نجاح الدعوة أن يكون الداعية أعلى قدر من حسن الخلق أسلوبا ومضمونا وأن يلتزم بالآداب والأخلاق الإسلامية التي هي من أساسيات بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , فمهما كان موقف المجادل لنا يتوجب علينا أن نتحلى بخلق الإسلام حتى ننقل رسالة عامة أن الإسلام دين خلق وأدب مشتمل في القول والفعل وقد يكون في هذا الأثر الأكبر من وصفنا بالقول أن الإسلام دين خلق وأدب فرب موقف نحسنه أبلغ من حوار نسمعه , فالغرض من المجادلة بالتي هي أحسن الوصول إلى الحق وليس هناك ما هو أحق من عبادة الله فالداعي إلى سبيل الله حتما يكون على حق فما عليك إلا أن تحسن الجدال ليظهر الحق والحق ظاهر بإذن الله ولكن أكثر الناس غافلون .
إن الدعوة إلى الله من أجل الأعمال وأعظمها فيجب أن تكون بأفضل الأساليب وأحسنها وليس لنا أن نبحث عن أفضل الأساليب فالله عز وجل قد أوضحها لنا في كتابه الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم قد بينها لنا في الأحاديث الشريفة فما علينا إلا إتباع كتاب وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لنبلغ الإسلام بحسن وسلام .
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
- 13-06-2011, 05:27 PM #2
أن الإسلام دين خلق وأدب فرب موقف نحسنه أبلغ من حوار نسمعه
صدقت اخي احمد بكل كلمه لكني اقتبست هذه من نصك لدليل اننا بلا اتباع لما اراده الله لنا في كتابه
وتعاليم رسوله والصحابة الكرام لن نصل الى مبتغانا ولا الى اهداف ساميه لما أمرنا الله به
الحكمه والكلمه الرقيقة هي مفتاح القلوب القاسية .
سلمت الايادي على التميز والعطاء الجميل المعاني منك أخي .
- 15-06-2011, 12:00 PM #3
بارك الله فيك وعافاك
وشكرا لك تواجدك المميز ومداخلتك الرائعة
تقديري لك