فى كتابه "لمس أكتاف" الصادر حديثا عن دار الشروق، يحكى الكاتب الساخر أسامة غريب، عن تثبيت أكتاف الوطن، وتحوله لمصارع جاهد وحاول الصمود، حتى تغلب عليه الوحش، وجابه لمس أكتاف.

يتضمن كتاب غريب مقالات متعددة، يرصد فيه تحول مصر لهذا المصارع الذى أشار إليه فى مقدمة كتابه، ويبدأ هذه المقالات بقصة عودته من كندا، حيث كان يعيش ويعمل فى مونتريال، واتهام الكثيرين له بالعبط، حيث يرفض غريب أن ينتمى لوطن آخر غير مصر، وأدرك أنه لن يستطيع أن يحظى بسعادته فى مكان آخر غيرها.

ويصف غريب ذلك باللعنة، مشيرا إلى أن الروابط التى تشده لقريته، وتحديه لتوقعات أصدقائه له بأن يشعر بالندم على النعم التى تبطر عليها، بعد أن ترك مكانا يهاجر إليه حتى الأوروبيين، لأنه الأول على مستوى العالم فى صيانة حقوق الإنسان وكرامته.

وفى أول مقالات الكتاب، الذى يتكون من عشرة فصول، يحكى غريب عن واقعة طريفة، تعرض لها مع شخص اسمه "حنفى" دعاه لتناول السحلب والشيشة فى قهوة من القهاوى، وبعد عدة أدوار من أطباق العاشورة بالزبييب التى أضافها حنفى للدعوة، فاجأه بخلو جيوبه من المال، حيث قال له: ياعزيزى لست أنت المفلس الوحيد، أنا مفلس مثلك تماما، وفى جيبى من الريح أكثر ما لديك.

يقول غريب فى ختام المقال: مرت سنوات قبل أن أذهب إلى نفس المقهى، وأجلس وأطلب سحلبا، ثم أنتحى بصاحب المقهى، وأحكى له الحكاية فينفجر فى الضحك، أما حنفى فيقبع بالسجن حاليا وفاء لعقوبة عن آخر جريمة نصب ارتكبها.

ويروى فى مقال آخر بعنوان "الكابوس الذى اشتريته" تعرضه لواقعة نصب من أحد الأشخاص الذى باعه سيارة قديمة، وظل يستنزفه فى مصاريف صيانتها، حيث كان يحاسبه على مصاريف صيانة بفواتير ضخمة تصل لخمسمائة دولار، لكنه أكتشف واقعة النصب، عندما ذهب بنفسه مرة لميكانيكى لإصلاحها، فاكتشف أن كندا مثلها مثل باقى بقاع الأرض، يمكن أن يدفع فيها للميكانيكى عشرين أو 25 دولارا.

ويكتب غريب فى الكتاب عن هروب ممدوح إسماعيل صاحب عبارة الموت التى غرقت فى فبراير عام 2006 وكذلك عن بحة صوت "أبو الغيط" وصمته عن انتقاد إسرائيل رغم قتلها 16 جنديا مصريا داخل رفح المصرية.

وفى الفصل الرابع من الكتاب يكتب غريب عن الصور التعبيرية، التى صنعتها صحيفة الأهرام وجعلت فيها الرئيس السابق فى صدارة المشهد متقدما أوباما ونتانياهو وعبدالله وعباس فى واشنطن.