فى الماضى كان الصرع جنونا أصبح مرضا!



انتشر مرض الصرع بين المصريين بنسبة كبيرة، ويقول دكتور حسام إبراهيم استشارى المخ والأعصاب أن البؤرة الصرعية، وهى المسمى الآخر لمرض "الصرع"، هو مرض اختلال كهرباء المخ، وفى الماضى كان العلاج لحالات الصرع مستحيلاً، فقد كان يعتبره البعض فى العصور السابقة درباً من الجنون، وكانوا يسمون مريض الصرع مجنوناً أو "ممسوسا" من الجان، إما يقتلونه أو يتركوه منبوذاً مكروهاً يتعذب من الألم حتى الموت.

ولكن بعد التقدم الطبى تطورت طرق علاج الصرع وجراحاته، وتطورت الأدوية التى كانت فى الماضى تسبب للمريض الكثير التى الأعراض الجانبية، كالفشل الكلوى، والكبد، وضمور فى أنسجة المخ، وهشاشة العظام، واضطرابات فى الجهاز الهضمى.

والصرع عبارة عن مرض وظيفى ينشأ إما عن عيب عضوى بالمخ، أو عيب فى أداء الوظيفة التى يعمل عليها المخ، ويتم التواصل بالمخ عن طريق إشارات عصبية ونبضات كهربائية، وفى حالة الصرع يقوم جزء من خلايا المخ كالمرآة، فالنبضات الكهربائية الصادرة من جزء معين لجزء آخر عندما تسير فى مسارها الطبيعى، لا تستطيع العبور، فيتغير اتجاهها فتصل إلى أماكن أخرى محدثة ردود أفعال مختلفة.

وتتجسد تلك ردود الأفعال فى بعض الأعراض الحركية اللاإرادية، مثل إحساس المريض بالألم الشديد فى بعض المناطق، دون أن يكون هناك ألم حقيقى.

وهناك حالتين لمرضى الصرع أولهما الناتج عن (خلل عضوى)، وهو يتمثل فى 20% من الحالات المصابة بالصرع، وهو ناتج عن علة عضوية، فالمخ كإصابة عصب بنزيف أو ورم أو كدمة أو تلف فى نسيج ما بالمخ، أما ثانى الحالات وهو(خلل وظيفى)، وهو يمثل 80% من مرضى الصرع، وأسبابه وأعراضه مختلفة ومجهولة حتى الآن.

وتختلف أعراض الصرع باختلاف الحالة، فلكل حالة نوبات وأعراض مختلفة، ومن تلك الأعراض القىء والمغص الشديد، واختلال فى مواعيد الطمث عند النساء، وهناك بعض الأعراض التخيلية التى تنتاب مريض الصرع، مثل الهلاوس السمعية والبصرية، وهناك بعض الحالات التى تشتم روائح غير موجودة فى الحقيقة.