النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    الصورة الرمزية احمد سامى
    احمد سامى غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    7,986

    Exclamation كن قائدا ولا تكن رئيسا

    كن قائدا ولا تكن رئيسا

    المقدمة
    يطرح دكتور ابراهيم الفقي في مستهل كتابه "سحر القيادة” تساؤلات هامة ، من المفيد ان نعيد طرحها عندما نستهل حديثنا عن القيادة و صفات القائد الفعال و منها :
    • هل القادة يولدون بخصائص معينة؟
    • هل القائد يولد و قد وهبته الحياة صفات القائد ، و سلوك القائد ، و عقلية القائد؟
    • ام ان القائد يصنع و يتم تأهيله و تربيته تربية قيادية؟

    (القادة يولدون و لا يصنعون) عبارة قديمة انتشرت في القرون الاولي ، تلك القرون التى كان الملك فيها يولد ملكا و امير يحمل لقبه و هو في المهد ، بيد ان هذه المقولة فقدت مصداقيتها نظرا لظهور قادة غيروا مجري الحياة بالرغم من ان نشأتهم كانت شديدة التواضع و البساطة ، و بتأمل حالهم و بدراسة لمنحني حياتهم وجد أن هؤلاء القادة تعلموا و اصقلوا مواهبهم القيادية حتي اصبحوا بالفعل قادة ناجحين.

    و القيادة ببساطة هي عملية التأثير في الناس وتوجيههم لإنجاز الهدف. فعندما تبادر بتنظيم مجموعة من الأصدقاء أو زملاء في العمل لجمع تبرعات لمساعدة المحتاجين، أو لقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع بعضكم البعض، أو لتجهيز حفلة بسيطة لأحد الزملاء، في هذه الحالات ستظهر أنت بمظهر القائد. عندما يخبرك رئيسك برغبته بمناقشتك لاحقا في بعض المشاريع العالقة فهو يظهر كقائد. أما في المنزل، عندما تحدد العمل الذي سيقوم به طفلك، ومتى وكيف سيقوم به، فأنت بذلك تظهر كقائد. النقطة الرئيسية هنا هي سواء كنت في منصب إشرافي أو إداري أو لا، ستمارس القيادة لمدى ما وبنوع ما. و هو بكل تأكيد ما يدفعنا للتحدث دائما عن القيادة و عن صفات القائد الجيد لاننا نمارس القيادة و بشكل يومي في موقف او في اخر قد تجد نفسك مسئولا عن بعض الاشخاص او يقع على كاهلك مسئولية اتخاذ بعض القرارات الهامة او توجيه مجموعة من الاصدقاء في مهمة ما ، كل هذه انشطة و غيرها الكثير تجد نفسك فيها قائد حتي لو لم تدرك ذلك.
    لماذا الحديث عن هذا الموضوع ؟ :

    1- لابد للمجتمعات على اختلافها من قيادة توجهها ،وتتولى التنظيم والتنسيق بين جميع فئات المجتمع ومناشطه . وهذه القيادة تصبغ المجتمع بوجهتها وتضفي عليه طابعها المميز ، إن خيراً فخير وإن شراً فشر .
    2- لازال المجتمع الإسلامي مجبولاً على الخير سليم الفطرة إلى حد كبير، وأزمة المجتمعات الإسلامية بالدرجة الأولى هي أزمة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وموضوعنا هذا فيه حث للهمم واستنهاض للعزائم كي نكون القادة الفاعلين النافعين في مجتمعاتهم الضيقة والواسعة.
    3- إثارة الكامن وتحريك الساكن في النفوس لاستمرار الجهد والبذل في التدريب والتعليم والبحث والممارسة والتطبيق حتى نحقق القائد الناجح في أنفسنا أولاً ثم فيمن نتولى أمره من ولد وصاحب ومتربٍ حتى نتسنم ذروة القيادة في كل مكان يمكن أن تخدم به الدعوة إلى الله سبحانه .
    4- زيادة المعرفة وربط العلوم السلوكية والإدارية بأدلتها الشرعية لتكون العقول والقلوب أكثر اطمئنانا وقبولاً لها.

    مفهوم القيادة
    القيادة لغة:
    قال ابن منظور: القَوْدُ : نقيض السَّوق، يقود الدابة من أمامها، ويسوقها من خلفها، فالقود من أمام والسوق من خلف والاسم من ذلك كله القِيادَة.
    تعريف القيادة اصطلاحا:
    يرى وارن بينيس ( Warran Bennis ) وهو من أشهر أساتذة الإدارة في أمريكا صدر له خلال الثلاثين عاماً ما لا يقل عن عشرين كتاباً أن الغموض والتضارب في عدم وضوح الصورة لكل من يريد أن يتعلم القيادة سببه كثرة الكتابات التي لا تحدد إطار القيادة وكيف يمكن أن نوصلها إلى المدير ليصبح قائداً ..
    في دراسة هيث وزملاؤه عام 1979 م ، عرفوا القيادة بأنها :
    نشاط وفعالية تحتوي على التأثير على سلوك الآخرين كأفراد وجماعات نحو انجاز وتحقيق الأهداف المرغوبة. إذن القيادة إنجاز وتأثير في المقودين نحو تحقيق الأهداف المرغوبة والمنشودة.
    و بشكل عام تعددت وجهات النظر في تحديد معني القايدة، فأصبحت لها معان مختلفة لدي مختلف الكتاب، و فيما يلي عرض لبعض هذه التعريفات:
    • القيادة هي فن التأثير في الاشخاص بدرجة تجعلهم يحققون اهداف الجماعة بحماس، و عن طيب خاطر، و تشجعهم على التطوير، ليس فقط للرغبة في العمل، و لكن للرغبة في العمل بحماس و ثقة.
    • القيادة هي التأثير الفعال في نشاط الجماعة، و توجيهها نحو الهدف، و السعي الى بلوغ هذا الهدف.
    • القيادة هي فن التأثير في الاشخاص، و توجيههم بطريقة صحيحة، يتسني معها كسب طاعتهم و احترامهم و ولائهم و تعاونهم في سبيل تحقيق هدف معين.
    • القيادة هي فن معاماة الطبيعة البشرية او فن التأثير في السلوك البشري لتوجية جماعة من الناس نحو هدف معين بطريقة نضمن بها طاعتهم و ثقتهم و احترامهم و تعاونهم.
    • القيادة هي العمل الدائب للقادة و المديرين، حيث يواجه المشكلات، و يقوم المعوج منها، و يحقق التعاون بين العاملين، و يدعم روح الفريق، و يحقق الكفاية المستمرة في مستوي الاداء، و يحقق الترابط و الانسجام بين الاهداف الفردية و الاهداف الجماعية و يكتل الجهود جميعها في اتجاه واحد نحو الهدف النهائي.
    • القيادة هي تأثير شخصي متبادل يظهر بوضوح في حالات معينة و يوجه من خلال وسائل الاتصال بين الرئيس و المرؤوس نحو تحقيق الاهداف المنشودة.
    من التعريفات السابقة يتضح اجماع الآراء على ان القيادة هي"فن التأثير في الاشخاص و توجيههم بطريقة صحيحة يتسني معها كسب طاعتهم و احترامهم و ولائهم و تعاونهم، في سبيل تحقيق هدف مشترك".
    و من هذا التعريف يتبين ان القيادة لا تقوم الا اذا وجد من يقود(أى القائد) و من يقادون(اى التابعون) و وجود هدف مشترك مطلوب تحقيقه.
    عناصر القيادة
    من التعريفات السابق عرضها للقيادة يتبين أن هناك ثلاثة عناصر رئيسية لابد من توافرها لوجود القيادة و هي:
    1- وجود جماعة من الناس(شخصي أو أكثر).
    2- وجود شخص من بين أعضاء الجماعة قادر على التأثير الايجابي في سلوك بقية الأعضاء.
    3- أن تستهدف عملية التأثير توجيه نشاط الجماعة و تعاونها لتحقيق الهدف المشترك الذي تسعي الي تحقيقه.

    مفهوم القيادة و مفهوم الرئاسة
    توضح التعريفات المختلفة للقيادة و العناصر المشتركة بينها ان مفهوم القيادةيعد مشكلة بالغى التعقيد في حياة المحتمع الانساني. ذلك أن القيادة مستويات و أنواع متعددة منها: القيادة الادارية و القيادة العسكرية و الرئاسة فضلا عن القائد و الرئيس.

    1- مفهوم القيادة:
    يقصد بالقيادة النشاط الخاص بالقدرة على التأثير في الآخرين و توجيه جهودهم نحو أهداف محددة. و هذا يعني انها ترتبط أكثر بالتأثير في الافراد و دفعهم نحو تحقيق الاهداف المشتركة، و لذا فهي ترتبط بالفرد أكثر من ارتباطها بالوظيفة التى يشغلها، و تعتمد على مفهوم السلطة الشخصية اكثر من السلطة الرسمية. ان ظهور القائد لا يعني بالضرورة انه يشغل مركز من مراكز المسئولية في التنظيم لأنه ليس من الضروري ان يكون كل مدير قائدا، أى أن تتوفر فيه المؤهلات التى تحقق له فاعلية التأثير في غيره.
    إن وجود قائد لاي مجموعة او تنظيم لا يمنع ظهور تنظيمات غير رسمية قد تكون مؤيدة أو معارضة للأهداف التنظيمية، و ظهور مثل هذه التنظيمات لا يمثل خطرا إلا اذا تعارضت أهدافها مع اهداف المنشأة.
    و يتضح من العرض السابق لمفهوم القيادة انها بمعناها العام تعني العمل مع الآخرين و التأثير فيهم لتحقيق أهداف محددة. الا ان نوع القيادة يختلف من باختلاف النشاط الذي تمارسه الجماعة المنظمة، و هل هوسياسي أو ااداري أو عسكري؟ لذا يوصف الشخص الذي يوجه كل نشاط من هذه الانشطة بنوع النشاط الذي يوجهه ، فيقال القائد السياسي و القائد الاداري و القائد العسكري. و كما يرتبط نوع القيادة بنوع النشاط يرتبط ايضا بدرجة التأثير المطلوبة و نوعية الأهداف المراد تحقيقها
    2- أهمية القيادة
    لا بد للمجتمعات البشرية من قيادة تنظم شؤونها، وتقيم العدل بينها؛ حتى لقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بتعيين القائد في أقل التجمعات البشرية حين قال - عليه الصلاة والسلام -: ( إذا خرج ثلاثة في سفر فليأمروا أحدهم ) رواه أبو داوود.
    قال الخطابي: إنما أمر بذلك ليكون أمرهم جميعاً، ولا يتفرق بهم الرأي، ولا يقع بينهم الاختلاف.
    وقديماً قال القائد الفرنسي نابليون: ( جيش من الأرانب يقوده أسد، أفضل من جيش من أسود يقوده أرنب ).
    وعليه فأهمية القيادة تكمن في:-
     أنها حلقة الوصول بين العاملين، وبين خطط المؤسسة، وتصوراتها المستقبلية.
     أنها البوتقة التي تنصهر داخلها كافة المفاهيم والاستراتيجيات والسياسات.
     تدعيم القوى الايجابية في المؤسسة، وتقليص الجوانب السلبية قدر الإمكان.
     السيطرة على مشكلات العمل وحلها، وحسم الخلافات، والترجيح بين الآراء.
     تنمية وتدريب ورعاية الأفراد باعتبارهم أهم مورد للمؤسسة، كما أن الأفراد يتخذون من القائد قدوة لهم.
     مواكبة المتغيرات المحيطة وتوظيفها لخدمة المؤسسة.
     أنها التي تسهل للمؤسسة تحقيق الأهداف المرسومة
    نظريات القيادة
    1- نظرية القيادة الوظيفية :
    • دراسة مهام ووظائف القيادة والمعايير المتصلة بها .
    • تهتم بتوزيع المسؤوليات والمهام القيادية. "التوجيه ، اتخاذ القرارات ، التخطيط ، التنسيق " .
    1) النظرية الموقفية :
    • تربط السلوك القيادي بالموقف والظروف المحيطة فمن يصلح للقيادة في مرحلة قد لا يكون مناسباً لمرحلة أخرى وظروف مغايرة . مثل موقف موت النبي صلى الله عليه وسلم حيث لم يكن عمر رضي الله عنه الشخص المناسب لقيادة المسلمين لهول وقع الصدمة عليه وهو القائد العظيم رضي الله عنه .
    تحكم هذه النظرية عناصر هي :
    1) سمات القائد 2) سمات الأتباع 3) سمات الموقف وطبيعة الحالة .
    3) النظرية السماتيه / الخصائصية :
    • تركز على شخصية القائد وخصائصه وتختلف المعايير في تحديد هذه الخصائص من مجتمع لآخر .
    • هناك خمسة أنواع للسمات القيادية هي :
     السمات الجسمية " كالصحة والطول والعرض " مثل قصة طالوت ؛ وهي ليست مضطردة فالحجاج كان قصيراً.
     السمات المعرفية " الذكاء ، الثقافة ، استشراف المستقبل ... الخ " .
     السمات الاجتماعية " فن التعامل ، كسب الآخرين ، حسن الاتصال ... الخ " .
     السمات الانفعالية " كالنضج الانفعالي ، وظبط النفس ... الخ ".
     السمات الشكلية " جمال المظهر ، الذوق العام ...الخ " وهي سمات قد تتخلف كما في شخصية الأحنف بن قيس رحمه الله.
    4) النظرية التفاعلية / التكاملية :
    • تعد القيادة عملية تفاعل اجتماعي ترتكز على الأبعاد التالية :
    السمات + عناصر الموقف + خصائص المنظمة المراد قيادتها .
    • تطرح معياراً أساسياً يتمحور حول قدرة القائد على التفاعل مع عناصر الموقف والمهام المحددة وأعضاء المنظمة المقودة وقيادة الجميع نحو الأهداف المنشودة بنجاح وفعالية .
    5) النظرية الإلهامية : وتقوم على فرضية القائد الملهم .
    6) النظرية التبادلية :
    • تقوم على أساس عملية تبادل بين القائد والأتباع؛ حيث يوضح لهم القائد المطلوب منهم ويتعاطف معهم ، ويتبع القائد أسلوب الإدارة بالاستثناء أي التدخل عند الضرورة .
    7) النظرية التحويلية :
    • القائد التحويلي صاحب رؤية ورسالة واضحة.
    • وظيفته نقل الناس من حوله نقلة حضارية, ويدير أتباعه بالمعاني والقيم.
    • أهدافه عالية ومعاييره مرتفعة.
    8) نظرية القيادة مركزية المبادئ :
    • يعمل لتحقيق الكفاءة والفاعلية بعدل ورفق.
    • يعمق الإحساس بالمعاني والمقاصد السامية من وراء العمل.
    • يجمع بين تحقيق أهداف المؤسسة وأهداف الأفراد.
    3- مفهوم الرئاسة:
    أ‌. يقصد بالرئاسة النشاط الخاص بمباشرة مهام وظائف التنظيم اعتمادا على السلطة المنوحة لها من سلطة أعلي و غالبا ما تكون ممارسة السلطة وفق نوع سلطة الجزاء. فكأن الرئاسة هي تعبير عن العلاقة الرسمية بين الرئيس و مرؤوسيه الذين يصدر اليهم الاوامر في حدود السلطات، و عليهم الالتزام، و ان خالفوا تعرضوا للمساءلة. فالرئيس مفروض على الجماعة، و يقبل الاعضاء رئاسته و سلطاته خوفا من العقاب.
    ب‌. و مما لا شك فيه أن من بين اقدم الانواع المعروفة في التنظيمات المختلفة "التنظيم العسكري". و في هذاالتنظيم طبق الاسلوب الرئاسي، حيث يصدر الرئيس الأمر الى تابعيه و يكون عليهم السمع و الطاعة، و يكون على الرئيس التأكد أن مرؤوسيه قد نفذوا هذه التعليمات . و هو غالبا ما يستند الى الرتبة العسكرية في حدود سلطاته، و غالبا ما يكون اتجاهه منصبا علىأداء الأعمال. و هكذا نجد ان الجهد منصب على الانجاز. أو كما يقول "كونتز و اودنل" : ان الاهتمام موجه نحو حماية الرئيس عن طريق الالتزام الشخصي للمرؤوس بأداء النشطاطت المقررة بدقة تامة .

    الفرق بين الرئيس و القائد:
    حدث خلط في المراحل المبكرة للفكر الاداري بين القيادة Leadership و الادارة Management باعتبارهما شيئا واحدا. و لذلك لم يكن هناك تفرقة بين المدير(الرئيس) و القائد، حيث كان يعتقد أن الوظيفة هي الوسيلة لتسلق السلم الاجتماعي للحصول على السلطة و القدرة على التحكم.
    و مرد ذلك الخلط أن المناصب القيادية و الرئاسية تشترك في بعض الخصائص المهمة، فكلاهما يتطلب مركز أعي من عضوية الجماعة & و هما يعنيان بالنسبة للاشخاص الذين يشغلون مناصب القيادة أو الرئاسة سلطة أبعد من سلطة باقي اعضاء الجماعة، الى جانب انهما يقترنان عادة بدخل مادي أكبر.
    إلا أن هذا المفهوم سرعان ما تغير و أمكن التمييز بينهما على اساس ان الرئيس هو الشخص الذي يشغل مركز المسئولية في المنظمة و يختص بالاشراف على أداء العمل طبقا للتعليمات الموضوعة و يسعي الى تحقيق الاهداف المحددة بواسطة مرؤسيه و يعتمد كثيرا على السلطة المفوضة اليه من سلطة أعلي، تلك السلطة التى يباشر بها مهام وظيفته. و هو في ذلك يعد مفروضا على الجماعة. أما القائد فهو الشخص الذي يملك مقدرة التأثير على سلوك الجماعة و يستمد سلطاته من الجماعة نفسها نتيجة التأثير في سلوكها ، بما يمكنه من الحصول على طاعتهم له استجابتهم معه. بناءا على ذلك فان الطاعة في العلاقةالقيادية أساسها تقبل الجماعة للقائد، بينما الطاعة في العلاقة الرئاسية مفروضة من الرئيس على الاخرين بحكم منصبه الرسمي.
    و على هذا فقد يكون الرئيس قائدا و قد لا يكون، و الحالة الأخيرة تهدد المنظمة بخطر كبير، لأن الرئيس يعتمد على سلطة منصبه، و اصدار الاوامر و التعليمات لا يؤدي الى انجاز الاعمال على احسن وجه و قد يصعب اتمامها على الاطلاق. فاذا فشل المديرون ان يكونوا قادة اضطر المرؤوسون الى ايجاد قادة غير رؤسائهم. و غالبا ما يكون ذلك متعارضا مع أهداف المنظمة فيكون مصيرها الفشل.
    و فيما يلي مقارنة بين سلوك الرئيس و سلوك القائد:
    القائد الرئيس
    يدرب و ينصح يدفع و يأمر
    يعتمد على الثقة في النفس و المرؤوسين يعتمد على سلطته
    يفجر الحماسة في المرؤوسين يستشعر الخوف من المرؤوسين
    يقول "نحن" و "انتم" يقول "أنا"
    يحل المشكلات يحدد الأخطاء و يصدر اللوم
    يستشير و يطلب النصيحة يعرف كل الاجابات
    يجعل العمل و كأنه مباراة يجعل العمل كارثة
    يفجر العمل الجماعي يوجه الجهد الفردي
    يطلب التعاون من جماعته يضع كل الاهداف
    يقول "دعنا نذهب" يقول "اذهب"

    صفات القادة الملتزمين بالمبادئ: كما يراها ستيفن كوفي في كتابه "القيادة على ضوء المبادئ ":
     أنهم يتعلمون باستمرار: القراءة, التدريب, الدورات, الاستماع.
     أنهم يسارعون إلى تقديم الخدمات: ينظرون إلى الحياة كرسالة ومهمة لا كمهنة, إنهم يشعرون بالحمل الثقيل وبالمسؤولية.
     أنهم يشعون طاقة إيجابية: فالقائد مبتهج دمث سعيد نشيط مشرق الوجه باسم الثغر طلق المحيا تقاسيم وجهه هادئة لا يعرف العبوس والتقطيب إلا في موضعهما, متفائل إيجابي. وتمثل طاقتهم شحنة للضعيف ونزعاً لسلبية القوي.
     أنهم يثقون بالآخرين: لا يبالغ القائد في رد الفعل تجاه التصرفات السلبية أو الضعف الإنساني, ويعلمون أن هناك فرقاً كبيراً بين الإمكانات والسلوك, فلدى الناس إمكانات غير مرئية للتصحيح واتخاذ المسار السليم.
     أنهم يعيشون حياة متوازنة: فهم نشيطون اجتماعياً, ومتميزون ثقافياً, ويتمتعون بصحة نفسية وجسدية طيبة, ويشعرون بقيمة أنفسهم ولا يقعون أسارى للألقاب والممتلكات, وهم أبعد ما يكونون عن المبالغة وعن تقسيم الأشياء إلى نقيضين, ويفرحون بإنجازات الآخرين, وإذا ما أخفقوا في عمل رأوا هذا الإخفاق بداية النجاح.
     أنهم يرون الحياة كمغامرة: ينبع الأمان لديهم من الداخل وليس من الخارج ولذا فهم سباقون للمبادرة تواقون للإبداع ويرون أحداث الحياة ولقاء الناس كأفضل فرصة للاستكشاف وكسب الخبرات الجديدة؛ إنهم رواد الحياة الغنية الثرية بالخبرات الجديدة.
     أنهم متكاملون مع غيرهم: يتكاملون مع غيرهم ويحسنون أي وضع يدخلون فيه, ويعملون مع الآخرين بروح الفريق لسد النقص والاستفادة من الميزات, ولا يترددون في إيكال الأعمال إلى غيرهم بسبب مواطن القوة لديهم.
     أنهم يدربون أنفسهم على تجديد الذات: يدربون أنفسهم على ممارسة الأبعاد الأربعة للشخصية الإنسانية: البدنية والعقلية والانفعالية والروحية. فهم يمارسون الرياضة والقراءة والكتابة والتفكير, ويتحلون بالصبر وكظم الغيظ ويتدربون على فن الاستماع للآخرين مع المشاركة الوجدانية, ومن الناحية الروحية يصلون ويصومون ويتصدقون ويتأملون في ملكوت الله ويقرءون القرآن ويتدارسون الدين. ولا يوجد وقت في يومهم أكثر عطاء من الوقت الذي يخصصونه للتدرب على الأبعاد الأربعة للشخصية الإنسانية, ومن شُغل بالنشاطات اليومية عنها كان كمن شغل بقيادة السيارة عن ملء خزانها بالوقود.

    • أما العادات السبع للقادة الإداريين كما يراها "ستيفن كوفي" في كتابه الشهير:
     كن مختاراً لاستجابتك: وهذه الخصلة تتصل بمدى معرفة الذات ومعرفة الدوافع والميول والقدرات, فلا تجعل لأي شيء أو أي أحد سيطرة عليك, كن فاعلاً لا مفعولاً به, مؤثراً بالدرجة الأولى لا متأثراً دوماً, ولا تتهرب من المسؤولية أبداً ، وهذا سيعطيك درجة من الحربة وكلما مارست هذه الحرية أصبحت مختاراً بهدوء لردود أفعالك وتكون ممسكاً بزمام الاستجابة بناء على قيمك ومبادئك.

     لتكن غايتك واضحة حينما تبدأ بعمل ما: يعني ابدأ ونظرك على الغاية, فتحتاج إلى إطلاق الخيال ليحلّق بعيداً عن أسر الماضي وسجن الخبرة وضيق الذاكرة.

     أجعل أهمية الأشياء بحسب أولويتها: وهذه مرتبطة بالقدرة على ممارسة الإدارة وضبط الإرادة فلا تجعل تيار الحياة يسيرك كيفما سار, بل اضبط أمورك وركز اهتمامك على ما له قيمة وأهمية وإن لم يكن أمراً ملحاًً الآن, ومثل هؤلاء يكون لهم أدوار بارزة وقوية في حياتهم.

     فكر على أساس الطرفين الرابحين: أن تؤمن أن نجاح شخص ما لا يعني فشل الآخر, وتحاول قدر الإمكان حل المشاكل بما يفيد الجميع, وهذه الخصلة ترتبط بعقلية ثرية واسعة الأفق عظيمة المدارك تتبع عقلية الوفرة لا عقلية الشح والندرة .

     اسع أولاً لأن تفهم, ثم اسع إلى أن تُفهم: وترتبط هذه الخصلة باحترام الرأي الآخر, فمن الخطأ أن يكون استماعك لأجل الجواب والرد بل لأجل الفهم والمشاركة الوجدانية.

     اجعل العمل شراكة مع الآخرين: فنحن يكمل بعضنا بعضاً نظراً للاختلافات والفروقات بيننا, وموقف المشاركة هذا هو الموقف الرابح للطرفين, لا موقف الرابح والخاسر.

     اشحذ قدراتك: ويقصد بها التحسين المستمر والولادة المتجددة وألا يبقى الفرد منا في مكانه بلا تقدم لأنه سوف يتأخر حتماً.

    • ويرى ج. كورتوا في كتابه "لمحات في فن القيادة" 17 صفة للقائد هي:
    الهدوء وضبط النفس
    معرفة الرجال
    الإيمان بالمهمة
    الشعور بالسلطة
    البداهة والمبادرة وأخذ القرار
    الانضباط
    الفعالية
    التواضع
    الواقعية
    الدماثة والعطف
    طيبة القلب
    الحزم
    العدل
    احترام الكائن البشري
    إعطاء المثل
    المعرفة
    التنبؤ
    ولكل واحدة من هذه الصفات أمثلة شاهدة من حياة القادة عبر التاريخ ؛ وتكفينا السيرة العطرة الشريفة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ففيها ما يتخذ مثالاً واضحاً على هذه الصفات الكريمة.

    و فيما يلي سنحاول العرض بشئ من التفصيل لبعض وظائف القائد الاكثر اهمية:
    1- التخطيط Planning :
    ان كل دقيقة نبذلها من وقتنا للتخطيط توفر أربع ساعات عند التنفيذ...
    والتخطيط هو أحد وظائف الإدارة الرئيسية إضافة إلى التنظيم والتوجيه والرقابة.و نعني به وضع مجموعة من الافتراضات حول الوضع في المستقبل ثم وضع خطة تبين الأهداف المطلوب الوصول إليها خلال فترة محددة مع تقدير الاحتياجات المادية والبشرية لتحقيق هذه الأهداف بفاعلية.
    فوائد التخطيط:
    -الاستعداد للطوارئ..
    -رفع الكفاءة للعاملين بتحديد الوظائف والمسؤوليات.
    -القدرة على التنظيم للموارد والإمكانيات بوضعها في المكان الصحيح.
    -الإحساس بروح الفريق والمشاركة بين العاملين..
    -المساعدة على النمو والتطور للأفراد وللفريق وغيرها من الفوائد..
    معوقات التخطيط:
    1-الجهل بأهمية التخطيط والحاجة إليه
    2-الخوف من الإخفاق والفشل.
    3-عدم وجود الوقت الكافي للتخطيط.
    4-الحاجة إلى موارد مالية ومادية لوضع الخطط ومن ثم تنفيذها.
    5-التعود على عدم التخطيط فهم يقولون: إنا وجدنا آباءنا على أمة....
    6-الخوف من تبعات التخطيط بالتكليف بأعمال جديدة مما يستدعي مقاومة التغيير.
    خطوات عملية التخطيط:
    1- تحديد الرؤية
    2- تحديد الرسالة
    3- وضع اهداف
    4- اهداف اجرائية
    5-مراجعة الخطة و تقويمها
    رسم توضيحي لخطوات عملية التخطيط

    2-مهارات الاتصال Communication Skills:
    يبالغ البعض بالقول إن الإدارة ما هي إلا مجموعة من الاتصالات. ويستند هذا الرأي إلى نتائج الأبحاث التي أثبتت أن المدير يقضي 80% من وقته في العمل بالاتصال.فهو يستمع ويتحدث ويقرأ ويكتب المذكرات والتقارير.
    وفي بحث آخر كانت النتيجة كما يلي:
    20% من وقت المدير أو الرئيس تنفق في اتصالات خارجية خاصة بالعمل.
    30% اتصالات بالمرؤوسين والمنفذين.
    40%اتصالات بالمستوى الإداري الأعلى.
    10% تنفق في أداء أعمال فنية.

    مفهوم الاتصال Communication:
    يشير الاتصال الى عملية انتقال المعلومات و الافكار و الاتجاهات و العواطف من شخص او جماعة الى شخص او جماعة اخري من خلال الرموز Symbols. و يوصف الاتصال بانه فعال حينما يكون المعني الذي يقصده المرسل"القائد" هو الذي يصل بالفعل الى المستقبل"مجموعة المقودين". و الاتصال هو اساس العمل داخل كافة التنظيمات.
    و يري بعض العلماء ان الاتصال لا يشير الى مجرد نقل لفظي محدد و هادف للرسائل فقط ، بل ان مفهوم الاتصال يشير الي كل العمليات التى يؤثر الناس بمقتضاها على بعضهم البعض.

    للاتصال اهمية كبيرة فيما يلي:
    1. لتوجيه سلوك الأفراد اتجاه الأهداف المرغوبة.
    2. توفير البيانات والمعلومات ونقلها إلى مركز اتخاذ القرار.
    3. تقرب بين الأفكار والمفاهيم للعاملين وتوحد أنماط العمل.
    4. تنقل أفكار العاملين إلى مراكز اتخاذ القرارات.

    عوامل تزيد من فاعلية الاتصال:
    5. الثقة في مصدر الرسالة.
    6. المعرفة والوعي الكامل لقيمة المعلومات والبيانات.
    7. لغة مفهومة
    8. اختيار الوقت المناسب
    9. استخدام المؤثرات الدالة
    10. جذب الانتباه الكامل.
    11. التحدث بطريقة مشوقة
    12. ضرب الأمثلة واستخدام وسائل الإيضاح
    13. عدم التسرع في اتخاذ القرارات
    14. اختيار المكان المناسب لإبلاغ المعلومات.
    15. تنظيم الأفكار قبل عرضها.
    16. الإنصات جيدا.

    صفات المحاور الناجح:
    1. أن يتقن فن الإنصات والاستماع للآخر
    2. أن يكون لبقا في العبارات والتعاملات.
    3. أن يتقن معاملة الآخر.
    4. أن يتحلى بالهدوء.
    5. أن يكون سريع البديهة.
    6. أن يعمل على ضبط النفس.
    7. أن يكون متواضعا.
    8. دماثة الأخلاق.
    3- تشكيل و ادارة الفريق Team Work
    و الفريق هو عدد من الأفراد بخلفيات مختلفة في المهارة والمعرفة، يتم اختيارهم من مجالات مختلفة بالمنظمة لأداء مهمة محددة ومعروفة.
    أبرز خصائص فريق العمل هي:
    1. يجمع بينهم هدف مشترك.
    2. يشعر كل منهم بانتمائه للفريق.
    3. توجد بينهم مهام وعلاقات متبادلة.
    4. يشتركون في قيم ومبادئ متفق عليها لتنظيم سلوك وتصرفات الفريق أثناء أداء المهمة.
    مهارات قائد الفريق:
    1. القدرة على حل النزاعات.
    2. القوة في اتخاذ القرارات.
    3. حسن التعامل مع الآخرين.
    4. القدرة على إدارة الاجتماعات والتخطيط لها.
    5. الإدارة المثلى للوقت.
    6. تحفيز أعضاء الفريق.
    7. قبول الرأي الآخر.
    معوقات العمل مع الفريق:
    1. الفشل في مهارة الاتصال.
    2. النزاع في بيئة العمل.
    3. الفروق الفردية الواضحة بين أعضاء الفريق.
    4. عدم تحديد المهام بدقة للفريق.
    5. عدم الاستعداد لدى البعض للعمل بروح الفريق الواحد.
    6. الإتكالية من بعض الأعضاء على إنجازات الآخرين مما يجعل العمل على بعض أعضاء الفريق وليس الجميع.
    تفكر..تأمل..تدبر
    • القيادة يمكنك تعلمها، بل يجب ان تتعلمها، انها مهارة و ليست عادة مكتسبة.
    بيتر دركر
    • لم يولد أى انسان كقائد، القيادة ليست مبرمجة في الجينات الوراثية، لا يوجد انسان مركب داخليا كقائد.
    وارن بلاك
    • قلب القائد كالبحر لا يمكن اكتشاف شواطئه البعيدة.
    مثل صيني
    • ان جيشا من الفئران يقوده أسد سيقاتل بشكل أفضل من جيش من الاسود يقوده فأر.
    نابليون بونابرت
    • صعب أن تفعل أشياء عظيمة ، و أكثر صعوبة أن تقود أشياء عظيمة.
    فريدريك نيتشه
    • من لم يتعلم الطاعة لايستطيع القيادة.
    أرسطو
    • أنا لا اري ابدا ما تم انجازه انا اري ما لم يتم انجازه بعد.
    ماري كوري
    • لا تدرب حصانك بالصراخ و تتوقع منه ان يستجيب لهمساتك.
    داجربرت رونز
    • 90% من أخطاء العمل هي مسئولية القادة و ليس العاملين.
    Deming
    • من ينجح في تغيير نفسه يمكنه تغيير الآخرين، و هذه مهمة القائد.
    تعلمت هذ اثناء التدريب
    • ما لا يغيره الانسان الى الاحسن سيغيره الزمان الى الاسواء.
    فرنسيس بيكون
    الخلاصة و التعليق :
    يمكن ان نستخلص من العرض السابق بعض النقاط الهامة ، منها :
    • القيادة هي العملية التى من خلالها يقوم الفرد"القائد” بالتأثير على مجموعة افراد"تابعين” بغرض تحقيق هدف معين.
    • الكاريزما وحدها لا تكفي لصناعة القائد ، فالقائد يجب ان يتعلم مهارات و يكتسب صفات و يصقل نفسه دائما.
    • يختلف القائد عن المدير ، على الرغم من ان الكثيرون يخلطوا بينهم فالقائد يمكن ان يكون مدير و لكن ليس كل مدير يصلح قائد.
    • الحديث عن القيادة قديم قدم التاريخ ، و ذلك لما للقيادة من اهمية -حتي قبل حديث ابن خلدون عن صفات الملوك و القادة بقرون-
    • القيادة نشاط شبه يومي نمارسه في مواقف شتي قد ندركها و قد لا ندركها.. لقول رسول الله صلي الله عليه و سلم "كلكم راع و كلكم مسئولا عن رعيته”.
    • لابد من الرجوع باستمرار لصفات القائد الفعال و الناجح عند اختيار القادة الذين يسيرون

  2. #2
    الصورة الرمزية سمسم
    سمسم غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    9,662

    افتراضي

    حسن الانتقاء فى مواضيعك

    دليل على الوعي والثقافة وحسن التدبروالتمعن

    جزاك الله خيرا اخى

  3. #3
    الصورة الرمزية ALAIN99
    ALAIN99 غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    289

    افتراضي

    موضوع جميل جدا

    لك جزيل الشكر والاحترام


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17