بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله , لا رب لنا بحق سواه , و الصلاة و السلام على نبيه و مجتباه , المبعوث بالرحمة و الهداية و النعمة المجزاة , محمد بن عبدالله و على آله و صحبه و من استن بهديه و من والاه .
أما بعد : فضيلة إمام الحرم المكي الشيخ الدكتور : صالح بن عبدالله بن محمد آل حميد الخالدي
رئيس مجلس الشورى السعودي و عضو هيئة كبار العلماء , السلام عليكم و رحمة الله
لقد من الله عليك بشرف اعتلاء منبر رسول الله في خير بقاع الأرض و اطهرها و أقدسها و تحملتم مسئولية إمامة الصفوف في الحرم المكي الشريف و الخطابة في ظل الكعبة المشرفة و أن تردد ارجاء مكة صدى صوتك في جموع المصلين , و ان تكون خطبتك على منبر رسول الله بؤرة اهتمام مليار مسلم , تهوي افئدتهم كل حين لتلكم البقاع الطاهرة .
و في ظل الوضع الراهن الذي تمر به امتنا الإسلامية حز في قلوب الكثيرين من امة محمد الذي اصغوا اسماعهم و اشرأبت أعناقهم اليوم الجمعة الأول من ربيع الأول لسنة 1432 من الهجرة لخطبة الجمعة التي حملت أمانة إعدادها و إلقاها على اسماع أمة محمد صلى الله عليه و سلم . و لعله لايخفى عليك الفتن الجليلة التي شغلت بال كل المسلمين و سارت بانبائها الركبان و ارتجت لأصدائها الاركان , إن الوضع في الدولة المصرية بات هم كل مسلم , و جرح في جسد الأمة , و شاغل أرقت له عيون الصغار قبل الكبار .
فضيلة الشيخ الدكتور , لقد حز في قلوبنا جميعا و نحن نوجه اسماعنا و اذهاننا للحرم المكي لنستقي التوجيه و نستمع للأرشاد في تجاوز الأزمة و تخطي العقبة و تدارك الصدع قبل أن يشق الصفوف , حز فينا أن يكون خطيب قبلتنا نأى بمعاني خطبته الى غير ما نريد و أهتم بغير ما أهمنا , أشتغل بغير ما يشغل أذهاننا .
فضيلة الدكتور أن الوضع الراهن في مصر فتنة خشينا ان تمتد نيرانها لما جاورها من بلاد الإسلام ,كنا و نحن نستمع لكلماتك نبحث عن تقييما لما يجري و عن أحاديث رسولنا الكريم في مثل هذه الخطوب ,و كنا نمني النفس بسماع التوجيه النبوي و نهج السلف في الخروج من هذه المدلهمة التي القت رحلها بيننا .
اننا يا فضيلة الشيخ كلنا عتب عليك لعدم تطرقك البتة لهموم الشارع المسلم و عن عدم تطرقك لقضية اليوم في العالم الإسلامي و شحك بالنصيحة للأطراف المتصارعة في ميادين القاهرة و الاسكندرية وباقي المدن المصرية الأخرى .
نحن يا فضيلة الشيخ كشباب مسلم نعتب عليك عدم تأثر معاني كلماتك و أنت على منبر كل المسلمين و مهوى افئدتهم بدماء الشباب التي تراق في مصر و عن النيران التي تلتهم أرزاق العباد في ذلك الجزء الغالي من بلاد المسلمين .
لقد شهدنا كثيرا من الخطب في الحرم المكي تتناول قضايا الساعة فيما مضى , فكم من خطبة أهتمت بتفشي الاوبئة في مواشي المملكة و عن سيول تصيب سهولها او صحاريها او تغلق شوارع احدى مدنها , وكم صلى المسلمون خلفكم يستسقون لأهلنا في بلاد الحرمين و السيول تغرق اهاليهم في بلاد الله , وكم أمنوا خلفك ليحمي ولاة امرها و ينعم عليها بالأمن و الامان و بلادهم تكتوي بنيران الحرب و الصراعات .
نحن كشباب مسلم نرفض ان تكون قبلة المسلمين و مشاعرها الحرام و منبر رسول الله لا هم له الا بهم المملكة و لا يشغله الا مشاغلها و تلتفت عن ما سواه , إن المملكة شعبا و حكومة أصحاب فضل و اجتباهم الله بخدمة البيت الحرام و حجاجه و هم اخوان احباء لنا , همنا لا شك همهم و مشاغلنا مشاغلهم , فعلام هذا القصور , وانتم يا فضيلة الشيخ محط اهتمام الجميع و على مرئى من الجميع , فكلمات من يصعد منبر رسول الله حتما موجهة لكل امة المسلمين , وهم المسلمين هم لكل خطبائه و وعاظه و ائمته
فضيلة الشيخ لا يستقل من الخير شيئا فلعل كلمة حق تخرج الأمة من شرور فتن عظام و لعل نصيحة صادقة تقع موقعا مؤثرا و تهدي من ظلت رجله الطريق وحادت به أهوائه عن سواء الصراط
نستسمح من فضيلتكم هذه الكلمات و انتم من كبار العلماء و نحن من عوام الناس , لكن علها كلمة خير اريد بها النصح و علها روح العتاب بين المحبين , ولو مكنا الله من أن نوصل لك هذه الكلمات بغير هذه الطريقة لفعلنا ,
و أخيرا نسأل الله ان يحفظنا و يحفظ هذه الأمة من شرور الفتن و ان يثبتنا الله على دينه الحق , و ان يعود الأمن و الامان متربعا على كل بلاد المسلمين و ان يحقن الله دمائنا و دماء عباده المسلمين.
و ان يلهم كل ولاة الأمور في بلادنا و بلاد الحرمين و كل بلاد المسلمين الخير و الصواب و ان يحيطهم بمن يتقونه و يخشونه و لا يخافون فيه لومة لائم , إنه أهل ذلك و القادر عليه
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

والسلام عليكم و رحمة الله







رمضان محمد -
رجل من عامة الناس - ليبيا