يؤكد الدكتور هشام الخياط أستاذ الكبد والجهاز الهضمى، أن نزيف الجهاز الهضمى العلوى من أكثر المشاكل التى تواجه مرضى الكبد، فحسب آخر الإحصاءات العالمية وجد أن من 10 إلى 20 فى المائة من مرضى الجهاز الهضمى تحدث لهم مضاعفات قد تؤدى للوفاة إذا تأخر التشخيص الجيد للأمر، ولم يتم العلاج الواقعى المبنى على الواقع.

أسباب نزيف الجهاز الهضمى بمصر تختلف عن الدول الأوروبية، وذلك لوجود بعض الأمراض البيئية والأسباب المجتمعية التى أدت لزيادة دوالى المرىء نتيجة ضغط الوريد البابى الذى أدى لنزيف دوالى المرىء الذى يمثل، حسب آخر إحصائية، 53 فى المائة من أسباب نزيف الجهاز الهضمى العلوى و10 فى المائة نتيجة قرحة المعدة والاثنى عشر و10 فى المائة نتيجة التهابات المعدة التقرحية بجانب أسباب أخرى تمثل 7 فى المائة منها فشل كلوى مزمن والاستخدام العشوائى للأسبرين وأدوية الروماتيزم والمسكنات ونسبة أخرى تبلغ 5 فى المائة تكون أسباب طبية كتمدد الأوعية الدموية والعيوب الخلقية فى جدران الأوعية الدموية.

هناك نسبة معينة من الأشخاص يكون نزيف الجهاز الهضمى يمثل خطورة عالية ويؤدى لمضاعفات شديدة، خاصة لدى كبار السن والمرضى الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة كمرض السكر والفشل الكلوى والأشخاص الذين يعيشون باستمرار على المسكنات والأدوية والتشخيص الجيد لهذه الحالات يعتمد على التقييم الفعلى للمريض والتعامل مع المرض بسرعة وأن يكون هناك استعداد لتعويض مرض النزيف أو البلازما البشرية بالعقاقير التى تحسن حالة سيولة الدم كفيتامين كى وكان للتطور السريع والحديث فى مناظير الجهاز الهضمى دورًا فى التشخيص الدقيق لنزيف الجهاز الهضمى العلوى، وتم ذلك عن طريق حقن أو ربط دوالى المرىء واستخدام بعض الدبابيس الطبية لربط الشرايين التى تكون سبب نزيف المعدة والاثنى عشر وقد حدث تطور بالغ فى الفترة الأخيرة بوجود بعض العقاقير والأدوية الطبية التى تثبط نشاط ppi الذى يعطى عن طريق الوريد لعلاج نزيف المعدة والاثنى عشر ويجب فى تلك الحالة متابعة حالة المريض حتى لا يتكرر هذا النزيف، لأن الخطورة تزداد عند العودة للنزيف مرة أخرى لذا ينصح باستخدام الـppi لمدة تصل لثلاثة أو أربعة أشهر مع المتابعة الدورية باستخدام مناظير الجهاز الهضمى.