النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    الصورة الرمزية احمد سامى
    احمد سامى غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    7,986

    Question مسألة ::: ما حكم من يقتل نفسه ::: "المنتحر " ؟؟

    الحمد لله
    أما بعد
    فقد أثيرت مسألة (من قتل نفسه )
    فقال بعضهم : هو كافر (خالد فى نار جهنم )
    وأستدل بحديث
    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً )( رواه البخاري ـ 5442 ) ومسلم ( 109 )

    مع إحترامى لصاحب الكلام
    إلا أن هذا القول لم يقل به أحدا من أهل السنة فيما أعلم (مع قلة العلم ) .
    بل لا يعرف هذا القول إلا عن الخوارج " لآنهم يكفرون المسلمين بإرتكاب الكبائر " .
    والمعتزلة تقول أنه بمنزلة بين المنزلتين لا نسميه كافر ولا نسميه مؤمن
    ولكن مأله أنه فى جهنم خالدا فيها "فوافقوا الخوارج فى الحكم عليه بالخلود فى النار "

    أما أهل السنة فيقولون " ناقص الإيمان ـ مرتكب لكبيرة من الكبائر ـ فاسق ملي "من أهل القبلة " ولا يقولون بخلوده فى النار كخلود الكفار .
    ولا يطلقون عليه إسم الإيمان بإطلاق بل يقيدوها بأنه ناقص الإيمان
    ولا شك أنه على خطر

    هذا كان جوابا مجملا وإليكم التفصيل


    أولا ـ بيان أن قتل النفس من الكبائر وليس بكفر

    قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)) "النساء "
    قال بن كثير / أخبر تعالى: أنه ** لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ } أي: لا يغفر لعبد لقيه وهو مشرك به ** وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ } أي: من الذنوب ** لِمَنْ يَشَاءُ } أي: من عباده.
    قلت / فلو كان قتل النفس كفرا لاستثناه الله تعالى كما إستثنى الشرك

    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً )( رواه البخاري ـ 5442 ) ومسلم ( 109 )
    قلت / لم يسميه النبى صلى الله عليه وسلم " كافرا " فى حين أنه صلوات الله وسلامه عليه أطلق لفظة الكفر على قتال المسلم
    (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) ولكنه كفرا أصغر إلا أن يستحله
    وبيان ذلك فى قوله تعالى (وإن طائفتان من المؤمنين إقتتلوا ) سماهم الله مؤمنين مع وقوع القتال : فعلما أن مقصوده صلوات الله وسلامه عليه
    من "وقتاله كفر " أى كفرا أصغر
    أما قوله صلوات الله وسلامه عليه ( خالدا مخلدا فيها أبدا ) فسيأتى الكلام عليها إن شاء الله


    قال الإمام مسلم حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ سَلَّامٍ الْكُوفِيُّ أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ
    أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ
    قال النووى / ترك النبى صلى الله عليه وسلم الصلاة عليه زجرا للناس عَنْ مِثْل فِعْله ، وَصَلَّتْ عَلَيْهِ الصَّحَابَة ، وَهَذَا كَمَا تَرَكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاة فِي أَوَّل الْأَمْر عَلَى مَنْ عَلَيْهِ دَيْن زَجْرًا لَهُمْ عَنْ التَّسَاهُل فِي الِاسْتِدَانَة وَعَنْ إِهْمَال وَفَائِهِ ، وَأَمَرَ أَصْحَابه بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " صَلُّوا عَلَى صَاحِبكُمْ "
    قلت / لو كان كافرا لم يكتفى النبى صلى الله عليه وسلم بترك الصلاة عليه فقط بل لكان أمر أصحابه رضى الله عنهم أن لا يصلوا عليه ولكان أمرهم أن لا يدفنوه فى مقابر المسلمين إلى أخر ما يترتب من الأحكام على القول بكفره ..

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله تعالى " (يا بن أدم لو لقيتني بقراب الأرض خطيئة ما لم تشرك بي، لقيتك بقرابها مغفرة".) رواه الترمذى وحسنه وكذلك حسنه الألبانى
    قلت / كما سبق : فلو كان قتل النفس يعادل الكفر والشرك لاستثناه الله تعالى .


    وبعد أن تبين لك مما سبق أن هذا الجرم ليس بكفرا أكبر مع أنه من الكبائر
    ولقد عده
    الإمام الذهبى من الكبائر فى كتابه "الكبائر"
    وكذلك الإمام بن حجر الهيتمى فى كتابه " الزواجر عن إقتراف الكبائر "
    ننتقل إلى النقطة الثانية

    ثانيا ـ عقيدة أهل السنة فى أصحاب الكبائر

    1ـ قال الطحاوى فى "العقيدة الطحاوية "

    (وَأَهْلُ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فِي النَّارِ لَا يُخَلَّدُونَ، إِذَا مَاتُوا وَهُمْ مُوَحِّدُونَ)

    قال الشيخ صالح أل الشيخ مقررا لذلك

    (هذه الجملة يقرر فيها الطحاوي رحمه الله عقيدة أهل الأثر وأهل السنة في أهل الكبائر، مُخَالِفين في اعتقادهم ذلك لطوائف الضلال من الخوارج والمعتزلة والوعيدية بعامة.
    فأهل السنة في أهل الكبائر وسط ما بين فرقتين غالية كالخوارج والمعتزلة وجافية كالمرجئة.
    وسَطٌ ما بين من يقول( يخرج من الإيمان بكل كبيرة) وما بين من يقول (لا يضر مع الإيمان كبيرة).
    فيعتقد أهل السنة والجماعة أنَّ أهل الكبائر من هذه الأمة مُتَوَعَّدُونَ بالنار؛ لكن إذا دخلوها وكانوا مُوَحِّدِينَ فإنهم لا يخلدون فيها، وقد يعذِّبهم الله - عز وجل - وقد يغفر لهم.. ثم قال .. ودليل الطحاوي على هذه الجملة من النصوص كثير لا يُحْصَى-يعني كتقعيد-أنَّ كل آية فيها ذِكْرُ وَعْدٍ لأهل الإيمان فإنه يدخل فيها أهل الكبائر؛ لأنهم يدخلون في أنهم مؤمنون.
    وكل وعيد جاء لأهل الكفر بالخلود في النار فإنه يخرج منه أهل الكبائر من هذه الأمة إذا ماتوا موحّدين؛ لأنهم ليسوا من أهل الإشراك والكفر.
    فنصوص الوعد تشمل أهل الكبائر، ونصوص الوعيد للكفار لا يدخُلُهَا أهل الكبائر، وإنما لأهل الكبائر من هذه الأمة وعيدٌ خاص في أنهم قد يُعذَّبون وقد يُغفر لهم، وأنهم يَؤُول بهم الأمر بتوحيدهم إلى الجنة.إنتهى

    2ـ قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى "العقيدة الواسطية "

    (ومن أصول أهل السنة والجماعة أن الدين والإيمان قول وعمل : قول القلب واللسان . وعمل القلب واللسان والجوارح وإن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهم مع ذلك لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاضي والكبائر كما يفعله الخوارج .. إلى أن قال ... ولا يسلبون الفاسق الملي الإسلام بالكلية، ولا يخلدونه في النار كما تقوله المعتزلة بل الفاسق يدخل في اسم الإيمان المطلق) إنتهى

    3ـ قال الشيخ حافظ أحمد حكمى (معارج القبول)

    (هذه هي المسألة الثالثة وهي أن فاسق أهل القلبة لا ينفي عنه مطلق الإيمان بفسوقه ولا يوصف بالإيمان التام ولكن هو مؤمن ناقص الإيمان أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته فلا يعطي الاسم المطلق ولا يسلب مطلق الاسم والمواد بالفسق هنا هو الأصغر وهو عمل الذنوب الكبائر التي سماها الله ورسوله فسقا وكفرا وظلما مع إجراء أحكام المؤمنين على عاملها فإن الله تعالى سمى الكاذب فاسقا فقال تعالى يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا الحجرات 6 ومع هذا لم يخرج ذلك الرجل الذي نزلت فيه الآية من الدين بالكلية ولم ينف عنه الإيمان مطلقا ولم يمنع من جريان أحكام المؤمنين عليه وكذلك قال النبي صلى الله عليه و سلم
    سباب المسلم فسوق وقتاله كفر وقال صلى اله عليه وسلم
    لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض الحديث وغيره
    وقد استب كثير من الصحابة على عهده ومن حضوره فوعظهم وأصلح بينهم ولم يكفرهم بل بقوا أنصاره ووزراءه في الدين وقال الله سبحانه وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الآخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى أمر الله الحجرات 9 فسمى الله تعالى كلا من الطائفتين المقتتلتين مؤمنة وأمر بالاصلاح بينهما ولو بقتال الباغية .. ثم قال .. وما تمسك به الخوارج والمعتزلة وأضرابهم من التشبث بنصوص الكفر والفسوق الأصغر واستدلالهم به على الأكبر فذلك مما جنته أفهامهم الفاسدة وأذهانهم البعيدة وقلوبهم الغلف فضربوا نصوص الوحي بعضها ببعض واتبعوا ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله
    فقالت الخوارج المصر على كبيرة من زنا أو شرب خمر أو ربا كافر مرتد خارج من الدين بالكلية لا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين ولو أقر لله تعالى بالتوحيد وللرسول صلى الله عليه و سلم بالبلاغ وصلى وصام وزكى وحج وجاهد وهو مخلد في النار أبدا مع إبليس وجنوده ومع فرعون وهامان وقارون
    وقالت المعتزلة العصاة ليسوا مؤمنين ولا كافرين ولكن نسميهم فاسقين فجعلوا الفسق منزلة بين المنزلتين ولكنهم لم يحكموا به بمنزلة في الآخرة بين المنزلتين بل قضوا بتخليده في النار أبدا كاالذين قبلهم فوافقوا الخوارج مآلا وخالفوهم مقالا وكان الكل مخطئين ضلالا


    ثالثا : كلام العلماء فى قوله صلى الله عليه وسلم

    " خالدا مخلدا فيها أبدا "

    1ـ قال الإمام النووى "شرح مسلم "


    وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا )

    فَقِيلَ فِيهِ أَقْوَال أَحَدُهَا : أَنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَى مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مُسْتَحِلًّا مَعَ عِلْمه بِالتَّحْرِيمِ فَهَذَا كَافِرٌ ، وَهَذِهِ عُقُوبَتُهُ
    وَالثَّانِي أَنَّ الْمُرَاد بِالْخُلُودِ طُول الْمُدَّة وَالْإِقَامَة الْمُتَطَاوِلَة لَا حَقِيقَة الدَّوَام كَمَا يُقَال : خَلَّدَ اللَّهُ مُلْك السُّلْطَان .
    وَالثَّالِث : أَنَّ هَذَا جَزَاؤُهُ وَلَكِنْ تَكَرَّمَ سُبْحَانه وَتَعَالَى فَأَخْبَرَ أَنَّهُ لَا يُخَلِّد فِي النَّار مَنْ مَاتَ مُسْلِمًا .


    2ـ قال الإمام بن حجر "شرح البخارى "

    وَلَفْظه " فَهُوَ فِي نَار جَهَنَّم خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا "
    وَقَدْ تَمَسَّكَ بِهِ الْمُعْتَزِلَة وَغَيْرهمْ مِمَّنْ قَالَ بِتَخْلِيدِ أَصْحَاب الْمَعَاصِي فِي النَّار ،
    وَأَجَابَ أَهْل السُّنَّة عَنْ ذَلِكَ بِأَجْوِبَةٍ :
    مِنْهَا تَوْهِيم هَذِهِ الزِّيَادَة ، قَالَ التِّرْمِذِيّ بَعْد أَنْ أَخْرَجَهُ : رَوَاهُ مُحَمَّد بْن عَجْلَان عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة فَلَمْ يَذْكُر " خَالِدًا مُخَلَّدًا " وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو الزِّنَاد عَنْ الْأَعْرَج عَنْ أَبِي هُرَيْرَة يُشِير إِلَى رِوَايَة الْبَاب قَالَ : وَهُوَ أَصَحّ لِأَنَّ الرِّوَايَات قَدْ صَحَّتْ أَنَّ أَهْل التَّوْحِيد يُعَذَّبُونَ ثُمَّ يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا يَخْلُدُونَ ،

    وَأَجَابَ غَيْره بِحَمْلِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ اِسْتَحَلَّهُ ، فَإِنَّهُ يَصِير بِاسْتِحْلَالِهِ كَافِرًا وَالْكَافِر مُخَلَّد بِلَا رَيْب .
    وَقِيلَ : وَرَدَ مَوْرِد الزَّجْر وَالتَّغْلِيظ ، وَحَقِيقَته غَيْر مُرَادَة .
    وَقِيلَ : الْمَعْنَى أَنَّ هَذَا جَزَاؤُهُ ، لَكِنْ قَدْ تَكَرَّمَ اللَّه عَلَى الْمُوَحِّدِينَ فَأَخْرَجَهُمْ مِنْ النَّار بِتَوْحِيدِهِمْ .
    وَقِيلَ : التَّقْدِير مُخَلَّدًا فِيهَا إِلَى أَنْ يَشَاء اللَّه .
    وَقِيلَ : الْمُرَاد بِالْخُلُودِ طُول الْمُدَّة لَا حَقِيقَة الدَّوَام كَأَنَّهُ يَقُول يَخْلُد مُدَّة مُعَيَّنَة ، وَهَذَأ أَبْعَدهَا .


    3ـ قال الإمام النووى "شرح مسلم "

    باب : الدليل أن قاتل نفسه لا يكفر

    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ جَمِيعًا عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ
    أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي حِصْنٍ حَصِينٍ وَمَنْعَةٍ قَالَ حِصْنٌ كَانَ لِدَوْسٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَبَى ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلَّذِي ذَخَرَ اللَّهُ لِلْأَنْصَارِ فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ هَاجَرَ إِلَيْهِ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ فَمَرِضَ فَجَزِعَ فَأَخَذَ مَشَاقِصَ لَهُ فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ فَشَخَبَتْ يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ فَرَآهُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَنَامِهِ فَرَآهُ وَهَيْئَتُهُ حَسَنَةٌ وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ فَقَالَ لَهُ مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ فَقَالَ غَفَرَ لِي بِهِجْرَتِي إِلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا لِي أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَيْكَ قَالَ قِيلَ لِي لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ

    وقال فى شرحه :

    أَمَّا أَحْكَام الْحَدِيث فَفِيهِ حُجَّة لِقَاعِدَةٍ عَظِيمَةٍ لِأَهْلِ السُّنَّة أَنَّ مَنْ قَتَلَ نَفْسه أَوْ اِرْتَكَبَ مَعْصِيَة غَيْرهَا وَمَاتَ مِنْ غَيْر تَوْبَةٍ فَلَيْسَ بِكَافِرٍ ، وَلَا يُقْطَع لَهُ بِالنَّارِ ، بَلْ هُوَ فِي حُكْم الْمَشِيئَة . وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَان الْقَاعِدَة وَتَقْرِيرهَا . وَهَذَا الْحَدِيث شَرْح لِلْأَحَادِيثِ الَّتِي قَبْله الْمُوهِم ظَاهِرهَا تَخْلِيد قَاتِل النَّفْس وَغَيْره مِنْ أَصْحَاب الْكَبَائِر فِي النَّار ، وَفِيهِ إِثْبَات عُقُوبَة بَعْض أَصْحَاب الْمَعَاصِي فَإِنَّ هَذَا عُوقِبَ فِي يَدَيْهِ فَفِيهِ رَدّ عَلَى الْمُرْجِئَة الْقَائِلِينَ بِأَنَّ الْمَعَاصِي لَا تَضُرّ . وَاَللَّه أَعْلَم .

    4ـ قال شيخ الإسلام "مجموع الفتاوى " جوابا

    وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ لَهُ مَمْلُوكٌ هَرَبَ ثُمَّ رَجَعَ . فَلَمَّا رَجَعَ أَخَذَ سِكِّينَتَهُ وَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهَلْ يَأْثَمُ سَيِّدُهُ ؟ وَهَلْ تَجُوزُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ ؟ .
    الْجَوَابُ
    فَأَجَابَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ . لَمْ يَكُنْ لَهُ أَنْ يَقْتُلَ نَفْسَهُ . وَإِنْ كَانَ سَيِّدُهُ قَدْ ظَلَمَهُ وَاعْتَدَى عَلَيْهِ بَلْ كَانَ عَلَيْهِ إذَا لَمْ يُمْكِنْهُ رَفْعُ الظُّلْمِ عَنْ نَفْسِهِ أَنْ يَصْبِرَ إلَى أَنْ يُفَرِّجَ اللَّهُ . فَإِنْ كَانَ سَيِّدُهُ ظَلَمَهُ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ مِثْلَ أَنْ يُقَتِّرَ عَلَيْهِ فِي النَّفَقَةِ أَوْ يَعْتَدِيَ عَلَيْهِ فِي الِاسْتِعْمَالِ أَوْ يَضْرِبَهُ بِغَيْرِ حَقٍّ أَوْ يُرِيدَ بِهِ فَاحِشَةً وَنَحْوَ ذَلِكَ . فَإِنَّ عَلَى سَيِّدِهِ مِنْ الْوِزْرِ بِقَدْرِ مَا نُسِبَ إلَيْهِ مِنْ الْمَعْصِيَةِ . ** وَلَمْ يُصَلِّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ . فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ : صَلُّوا عَلَيْهِ } فَيَجُوزُ لِعُمُومِ النَّاسِ أَنْ يُصَلُّوا عَلَيْهِ . وَأَمَّا أَئِمَّةُ الدِّينِ الَّذِينَ يُقْتَدَى بِهِمْ ، فَإِذَا تَرَكُوا الصَّلَاةَ عَلَيْهِ زَجْرًا لِغَيْرِهِ اقْتِدَاءً بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَذَا حَقٌّ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .

    5 ـ مجموع فتاوى اللجنة الدائمة


    ـ س3: كيف نحكم على من مات وهو مدمن الخمر وقد حذرناه، وهو على قيد الحياة فلم يتب فلقي حتفه وهو مدمن الخمر، وهل يجب علينا أن ندفنه في مقابر المسلمين، وما حكم من قتل نفسه متعمدا؟

    ج3: إذا مات المسلم وهو مصر على كبيرة من الكبائر، كشرب الخمر والربا والزنا والسرقة ونحو ذلك، وكذلك من قتل نفسه متعمدا فإن مذهب أهل السنة والجماعة أنه مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، وأمره إلى الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه بقدر ذنوبه، ونغسله ونكفنه ونصلي عليه ويدفن في مقابر المسلمين ما لم يستحل هذه الكبائر؛ لقول الله سبحانه: ** إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } (1) ولما تواترت به الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم من إخراج العصاة من النار يوم القيامة.
    وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم.
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

    عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //

    عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //


    ــ هل يجوز شرعًا عزاء أهل قاتل نفسه؟ وهل يجوز الترحم عليه؟ وما الدليل من الكتاب والسنة؟

    ج: يحرم على المسلم قتل نفسه، قال تعالى: ** وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } (1) وقال تعالى: ** وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا }** وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا } (2) وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال: « من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة » (3) رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
    ومن أقدم على قتل نفسه فهو مرتكب لكبيرة من الكبائر، ومتعرض لعذاب الله، ولكن يجوز أن يترحم عليه، وأن يدعى له، كما يجوز تعزية أهله وأقاربه؛ لأنه لم يكفر بقتل نفسه.
    وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

    عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس

    عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز


    ــ س2: القاتل نفسه غضبانا هل يمكن أن يصلى عليه أم لا؟

    ج2: القاتل نفسه يصلى عليه، ولكن لا يصلي عليه السلطان العام؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل على قاتل نفسه تعظيمًا لهذه الجريمة، وتحذيرًا منها.
    وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

    عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //

    عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //

    والحمد لله


  2. #2
    الصورة الرمزية احمد ابراهيم
    احمد ابراهيم غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    8,385

    افتراضي رد: مسألة ::: ما حكم من يقتل نفسه ::: "المنتحر " ؟؟

    جــــــزاك الله كــل خير


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17