كثير من الناس حينما يصابون بمرض الأنفلونزا الموسمية يسرعون إلى أقرب صيدلية قائلين "دكتور ملقيش عندك حاجة للبرد"، وعلى الفور يقوم الصيدلى بعمل توليفة أو تركيبة تدعى "مجموعة الأنفلونزا" أو مجموعة البرد وهى عبارة عن قرص من المضاد الحيوى إلى جانب قرص مسكن، و قرص مضاد للحساسية، وقبل أن يتناولها المريض يقوم بتقديم كل الشكر للصيدلى الذى وفر له دواءً عاجلاً دون فحص أو استشارة طبيب، والذى بدوره قد يعالجهم من هذه الموجة "موجة البرد" كما يطلق عليها الناس، ثم يقومون بتناول هذه التركيبة ذات المفعول السريع طبقاً لمعتقدهم وتيقنهم أن هذه التركيبة ستساعدهم على الشفاء العاجل وبتكلفة بسيطة، ولكن يبقى السؤال هل هذه التركيبة الدوائية مفيدة فعلاً لمريض الأنفلونزا، وهل بالفعل يستطيع أى مريض تناولها دون الرجوع إلى طبيب متخصص فى هذا المجال؟ وهل من طريقة أخرى تعالج الأنفلونزا أفضل من هذه التركيبة؟

ناقشنا هذه القضية مع أحد المتخصصين فى هذا المجال ألا وهو الدكتور حمدى يوسف، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بجامعة عين شمس، مشيراً إلى أن هذه التركيبة التى يتناولها المريض إنما هى تركيبة خاطئة يروج لها بعض الصيادلة من أجل الكسب أو التربح فقط، فهى علميا وطبيا غير مجدية بالنسبة للمريض والسبب يرجع أولا بالنسبة للمضادات الحيوية فالمضادات الحيوية لا تصرف للمريض إلا بعد فحص من طبيب متخصص لأنها تنقسم إلى أنواع وكل نوع يكتب فى روشتة الطبيب حسبما يكون نوع المرض وسن المريض وحالته وليست تصرف أو تكتب عبثا دون الرجوع إلى هذه المعلومات عن المريض والتى لا تأتى إلا عن طريق الفحص.

وبالنسبة لأقراص الحساسية فيشير يوسف إلى أن القرص الذى يصرف كعلاج للمريض لابد أن يكون محدد بزمن، وليس كمية معينة بمعنى أنه لا يمكن أن تقول للمريض تناول شريطين من هذا وشريطين من هذا، وإنما تقول له تناول لمدة ثلاثة أيام مثلا قرصا من هذا، وهذا لن يحدث أيضا إلا عند الرجوع إلى طبيب متخصص لذا يؤكد يوسف على أن مجموعة الأنفلونزا، ما هى إلا اختراع من بعض الصيادلة من أجل التربح والتكسب فقط وإنما ليس من أجل الدواء والشفاء، فهناك مجموعة من المضادات الحيوية والأدوية غير الرائجة والتى تكون "مركونة على الرف" حسب قوله يضطر الصيدلى للتخلص منها بمثل هذه التركيبات الخاطئة وغير المجدية.

أما عن أفضل الطرق لعلاج الأنفلونزا، فيشير يوسف إلى أن تناول بعض الفواكه كالبرتقال واليوسفى والجوافة له أثر كبير فى علاج الأنفلونزا، خاصة وأنها تحتوى على فيتامين (ج) كما يفضل تناول بعض المشروبات الدافئة التى تساعد فى علاجها أيضا، وإذا لزم الأمر يفضل تناول بعض الأقراص المسكنة كالبارامول والباراسيتامول فقط دون اللجوء إلى الصيدلى والتركيبة الخاطئة التى تدعى مجموعة البرد فهى قد تسبب للإنسان من الضرر ما هو أكبر من مجرد علاج للأنفلونزا، خاصة عند تناولها دون الرجوع إلى طبيب متخصص.